رفع سائقو سيارات الأجرة، أمس، جملة من المطالب المهنية إلى وزارة الأشغال العمومية والنقل، يأتي في مقدمتها مطالب اجتماعية تتمثل في تخفيض قيمة الضمان الاجتماعي وتصنيف المهنة في الأعمال الشاقة، إضافة إلى الأولوية في تركيب قارورة الغاز المميع وكذا رفع الأسعار.
مطالب سائقي سيارات الأجرة بمختلف أنواعهم الجماعي والحضري تمحورت أساسا على الشق الاجتماعي، حيث يعد تخفيض نسبة الضمان الاجتماعي على المهنة أول المطالب المرفوعة التي توجت لقاءهم بمناسبة المؤتمر الثاني تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين وذلك بحضور ممثلين عن 19 ولاية.
رغم أن نصاب المؤتمر لم يبلغ حسب الأمين العام صالح صويلح، أمس، بمقر الاتحاد بالعاصمة فإن اللقاء لم يخرج دون رفع جملة من الانشغالات التي يراها أصحاب سيارات النقل الجماعي والحضري الاستعجالية في ظل الحديث عن مباشرة جملة من القوانين من طرف الجهات الوصية.
في هذا السياق قال صويلح إن سائقي سيارات الأجرة بحاجة إلى التفاتة من طرف وزارة الأشغال العمومية والنقل لإنصافهم، خاصة في ظل وجود فوارق بين ولايات الوطن، ما يعد إجحافا في حق كثير من أصحاب المهنة العريقة.
في هذا الإطار أوضح عضو المكتب الوطني لممثلي سائقي سيارات الجرة ديلمي عمار أن المطلب الأساسي الذي يرفعه السائقون هو تخفيض قيمة التأمين الاجتماعي التي تتجاوز حاليا 3 ملايين سنتيم في بعض الولايات وهو مبلغ غير عقلاني بالنظر إلى المهنة التي يمارسونها.
أشار المتحدث إلى أن قيمة التأمين تختلف من ولاية إلى أخرى وهو ما اعتبره إجحافا في حقهم، كما يطالب سائقوا التاكسي حسب ديلمي بإلغاء القانون الذي يتم بموجبه انفراد مدير النقل الولائي بتحديد قيمة التأمين وإن كان ذلك بشكل نسبي وحسب صلاحياته على مستوى كل ولاية.
ومن جملة الانشغالات التي طرحها سائقو سيارات الأجرة تصنيف مهنتهم ضمن المهن الشاقة في قانون العمل المنتظر تعديله مستقبلا، معتبرين أن مهنة سائق التاكسي لم تعد على عهدها في الوقت الحالي، الأمر الذي يتطلب وضعها ضمن الأعمال الشاقة بالنظر إلى طبيعة العمل والظروف المهنية التي تحيط بها.
برر المتحدثون مطلب التصنيف إلى اختلافهم عن عمل التجار بشكل عام، حيث يمكن للتاجر في مختلف المهن أن يستعين بعامل ليتقاسم معه أتعاب العمل، في حين أن سائق التاكسي لا يمكنه ذلك ويعمل في كل الأوقات والظروف، مشيرين إلى أن هذا المطلب ملح وضروري لصحة السائق والزبون.
كما رفع أصحاب السيارات انشغال تركيب قارورات الغاز المميع التي زاد الطلب عليها مؤخرا بعد ارتفاع أسعار الوقود، حيث يطالبون في هذا السياق بتخصيص يومين لهم ضمن ورشات التركيب دون الانتظار لوقت طويل في ظل توافد عدد كبير على ورشات التركيب.
ظاهرة العمل الموازي لأصحاب التاكسي كانت محل تساؤل كبير من طرف أصحاب المهنة الذين طالبوا اتحاد التجار والحرفيين بضرورة التحرك لدى الجهات الوصية لمحاربة الظاهرة التي تعرف انتشارا كبيرا على مستوى الولايات، خاصة وأن أغلبهم بات يعمل في وضح النهار مستغلين غياب الردع ويبتزون المواطنين بشكل لا إنساني، داعين إلى مواجهة هذا السلوك الذي يضر بسمعة المهنة على حد تعبيرهم.
وعلى هامش المؤتمر وقع الاتحاد العام للتجار والحرفيين اتفاقية مع مؤسسة خاصة لتكوين التجار في المعاملات الاقتصادية التي تتلاءم والوضع الاقتصادي الجديد للبلاد، حيث قال صويلح إن التجار بحاجة إلى التكيف مع الرهانات الجديدة والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، حيث ستنطلق الدورات التكوينية نهاية الشهر الجاري بمقر الاتحاد وتعقبها عمليات تقييم واسعة من طرف خبراء جزائريين ودوليين.
