تعدت مشكلة وصول المعاقين واندماجهم في المجتمع لتلقي بظلالها على واقع أليم يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة يوميا، لبلوغ مرادهم في ظل غياب شبه تام لطرق الوصول وآليات الاندماج حسب ياسين ميرة رئيس الجمعية الوطنية للتربية والتشغيل والتضامن مع المكفوفين.
دعا ميرة الجهات الوصية إلى إيجاد آليات صارمة لتحقيق حلم المعاقين بالوصول إلى كل المرافق سواء كانت عمومية أو خاصة، فهم يواجهون يوميا عراقيل جمة لقضاء حوائجهم سيما ذوي الإعاقات الحركية، كما البصرية هذه الأخيرة التي باتت هاجسا يؤرقهم أينما حلوا وارتحلوا في أرجاء الوطن.
في هذا الإطار ناشد ميرة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي بفتح المجال للمعوقين للاندماج عن طريق توفير طرق تسهل وصولهم سواء إلى المدارس أو مقرات إقامتهم، وإن كانت المسؤوليات تختلف فالهدف واحد عبر كل القطاعات، فكثيرا ما سمعنا المسؤولين يتبادلون التهم فيمن يتحمل المسؤولية.
في المقابل ألح ضيف “الشعب” على دور وزارتي التربية والتعليم العالي سواء ما تعلق بالوصول أو مسألة الاندماج في المحيط العادي للمعوقين بمختلف إعاقاتهم.
أما بخصوص التربية طالب الوزارة بالسماح لذوي الإعاقات المتوسطة بالدراسة في الأقسام العادية واستقبالهم بشكل عادي في صفوف المدارس العادية، موضحا أنهم كثيرا ما يواجهون بالرفض ويوجهون إلى المدارس الخاصة التي قد تبعد عن مقرات سكناهم أو أنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك ما دامت إعاقتهم بسيطة ويحتاجون فقط إلى اندماج قد يؤدي إلى تحسن حالاتهم بشكل جيد مع مرور الوقت.
لم تختلف دعوة ميرة في هذا الإطار لوزارة التعليم العالي بخصوص ملف الوصول أو الاندماج مناشدا إياها توفير الوسائل الضرورية للمكفوفين داخل قاعات التدريس أو المكتبات، هذه الأخيرة التي تفتقر إلى حواسيب خاصة بالمكفوفين وحتى كتب في مختلف المجالات وهو ما اعتبره أمرا يزيد من معاناتهم في مسيرة التحصيل العلمي رغم أنهم يحققون نتائج جيدة سنويا.
في سياق ذي صلة تفتقد أغلب المرافق العمومية لطرق خاصة بالمعاقين على غرار المطارات ومؤسسات النقل لمترو وكذا الترامواي ما صعب من مهمة المعاقين في التنقل بحرية، سيما وان بعض وسائل النقل باتت ضرورية لتنقلاتهم اليومية، لكن غياب آليات الوصول جعلهم يتوسلون في كثير من الأحيان.
أشار المتحدث إلى أن جمعية المكفوفين راسلت المؤسسات المعنية في عديد المرات لتسهيل عملية الوصول لكن كل المراسلات تذهب سدى في ظل غياب القوانين الملزمة، ناهيك عن غياب كامل لسبل الوصول إلى المرافق الخاصة على غرار المقاهي والمطاعم وهو أمر جد صعب أمام هذه الفئة التي تحتاج إلى آليات الاندماج بشكل استعجالي.
تسعى الجمعية الوطنية للمكفوفين حسب رئيسها ميرة إلى تعزيز مكانة الفئة في سوق العمل والولوج إلى قطاعات شغل مختلفة، حيث أكد وجود تنسيق مع وزارة التعليم والتكوين المهنيين لفتح تخصصات جديدة تتماشى مع السوق الوطنية، في إطار قانون إدماج المعاقين في سوق الشغل، حيث يفرض القانون على كل مؤسسة تشغيل نسبة 1٪ من ذوي الاحتياجات الخاصة.