شرعت مؤسسة الجزائر للمياه والتطهير “سيال”، في مشروع استغلال الحمأة أو ما يعرف بالطمي من طحالب وبقايا مياه الصرف الصحي في إنتاج أسمدة زراعية طبيعية بديلة عن الكيميائية المستوردة بأثمان باهظة، حيث تستغل البقايا كذلك في صناعة الأسمنت بعد تأكيد خبراء سلامة الاستغلال صحيا على المواطن والبيئة.
أوضح مدير الاستغلال والتطهير بمؤسسة “سيال” رضا بوداب لـ “الشعب” أن المشروع يسمح باسترجاع كميات هائلة من الطحالب والبقايا التي أكد الخبراء أنها جد ضرورية لتحقيق إنتاج فلاحي وفير، مشيرا إلى أنه توجد 173 محطة تصفية على مستوى القطر الوطني تنتج هذه المواد يوميا.
أشار بوداب، أمس، خلال عقد ندوة نقاش حول مشروع إنشاء فرع الأوحال لتثمين بقايا الأوحال في الزراعة والصناعة على هامش الصالون الدولي للتجهيزات والتكنولوجيات الحديثة للمياه بقصر المعارض “صافكس” بالعاصمة إلى أن العاصمة وولاية تيبازة تنتج 200 طن من البقايا يوميا عبر محطة براقي وهي أكبر محطة للتصفية بالقطر الوطني.
يهدف فرع الحمأة الذي استحدثته “سيال” ضمن مشاريعها لتثمين المنتجات وبقايا مياه الصرف الصحي، حيث أكد المتحدث أن الهدف الأول من المشروع هو إنتاج أسمدة طبيعية تستغل في المجال الفلاحي والصناعي كذلك، حيث ستكون بديلة عن الأسمدة الكيميائية المستوردة من الخارج التي قال بوداب إن لديها تداعيات وتأثيرات مضرة على صحة الإنسان والبيئة.
ولمعرفة مدى صحة الأسمدة المنتجة من بقايا الصرف الصحي أفاد بوداب أن خبراء جزائريين أكدوا صحية التقنية الحديثة في المجال الغذائي، فضلا على وجود لجان تشرف على مراقبة المشروع منذ انطلاقه على مستوى العاصمة، حيث أظهرت النتائج الأولية التي تم إعدادها على مستوى مخابر وطنية أهمية الأسمدة المنتجة ودورها في تحسين الزراعة فضلا عن تخفيض كميات البقايا المسجلة يوميا.
أما بخصوص الجانب المالي أوضح المتحدث أن مشروع الاستغلال لا يتطلب أموالا باهظة حيث يندرج المشروع ضمن عمل سيال في تصفية مياه الصرف الصحي، لكن الجديد هو استغلال البقايا في المجال الزراعي، بعكس استيراد كميات كبيرة من الأسمدة لتعزيز قطاع الفلاحة بالجزائر بشكل يؤثر على السياسة المالية من ناحية التكاليف على الفلاحين أو التأثير على البيئة.
في هذا الصدد، يشرف خبراء وتقنيون على متابعة عمليات الإنتاج بشكل يومي، سواء فيما تعلق بالاستغلال الزراعي أو الصناعي، هذا الأخير الذي يندرج ضمن الفرع الحديث لمؤسسة “سيال” ويتمثل في إنتاج مادة الأسمنت عن طريق استغلال بقايا الحمأة بعد أن كشف الخبراء أنها مادة جد مهمة لإنتاج أسمنت ذو نوعية حسنة بدليل التجارب الأولية التي تم القيام بها على مستوى معاهد وطنية متخصصة بإشراف لجان وزارية.
لتعزيز المشروع من الناحية القانونية قال بوداب إن الجانب القانوني تمت تسويته مبدئيا في انتظار رد وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري وكذا وزارة البيئة والطاقات المتجددة لإصدار مرسوم قانوني نهائي حول عمليات الاستغلال والاستعمال التي تحددها نتائج الخبراء والمختصون في المجال.
ولإثراء موضوع استغلال مياه الصرف الصحي في الإنتاج الزراعي والصناعي قامت مؤسسة “سيال” بعقد لقاءات مع المهنيين، والباحثين الجامعيين، بشأن الفرص التي تتيحها عملية تثمين بقايا الأوحال في الزراعة والصناعة، وكذلك الإمكانات الموجودة حاليا، بهدف تسليط الضوء على الشراكات المستقبلية لخلق التنمية المستدامة.
كما يمثل المشروع حسب الخبراء أحد أكبر رهانات الفعالية العملياتية لـ “سيال”، وهذا من خلال العمل على تحسين الفعالية اليومية، عبر جدولة وتسيير الصيانة المدعومة بالكمبيوتر « GMAO ».، كما أنه مشروع رائد للمختصين في مجال المياه والتطهير.