أماطت وزارة الصناعة والمناجم اللّثام عن حقيقة أسعار السيارات السياحية عند خروجها من مصانع التركيب مقارنة بتلك المتداولة في السوق التي سجلت في السنة الأخيرة (2017) خاصة مستويات فاقت التوقعات.
استغل مضاربون وسماسرة حالة تراجع العرض بفعل اعتماد خيار تحفيز الإنتاج الجزائري من خلال مرافقة استثمارات تتعلق بتركيب وصناعة السيارات لممارسة هيمنة أضرت كثيرا بالقدرة الشرائية للمواطنين الذين لم يهضموا معادلة مقلوبة لسوق تباع فيها سيارة مركبة محليا بأثمان أعلى بكثير من تلك التي كانت تستورد بها.
واستنادا لما أوردته مصادر إعلامية فان ما توصلت إليه المصالح التقنية لوزارة الصناعة في دراستها لتركيبة الأسعار فان هذه الأخيرة اقل بكثير عند خروج المركبة من المصنع مقارنة بالأسعار في السوق مما يضع المؤسسات والمتعاملين في التركيب الميكانيكي أمام حقيقة تستوجب تفسيرات دقيقة حماية للقدرة الشرائية والتزاما بدفتر الشروط وحفاظا على حركية متوازنة لسوق السيارات التي لم تعد تحتمل ما يحدث فيها من تلاعب بطرق ملتوية يستفيد منها مضاربون يعيشون على حالة الندرة المفتعلة أحيانا وغياب الشفافية في أحيان كثيرة.
وعرفت صناعة السيارات ازدهارا في الفترة الأخيرة بفعل جملة عوامل منها تحسن المستوى المعيشي مما زاد في حجم الطلب من جهة وتخصيص الدولة منظومة متكاملة من التحفيزات والمرافقة بمختلف أشكالها المالية والضريبية والعقارية للمستثمرين الوطنيين والأجانب خاصة عن طريق الشراكة التي سجلت مشاريع عديدة وفرت لماركات عالمية فرصا ثمينة لضمان تواجدها في سوق ناشئة وحريصة على النوعية.
وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى بعض العينات لسيارات مركبة بالجزائر مثل رونو سيمبول ذات محرك بنزين صنف 1.2 التي تقدر عند خروجها من المصنع بسعر 1.14 مليون دينار جزائري (114 مليون سنتيم)، وصنف ديازال 1.5 بسعر 1.61 مليون دينار أما داسيا سانديرو ستاب واي ديازل فترتفع الى 1.49 مليون دينار وصنف بنزين بسعر 1.35 مليون دينار.
وتوضح هذه العينة الفارق الواسع بين السعر الحقيقي المحدد للكلفة والسعر المعمول به في السوق والذي يرتفع بكثير الأمر الذي أثار ولا يزال تساؤلات تثير الرأي العام.
ونفس المؤشر بالنسبة لماركات مثل هيونداي التي يقدر سعر المصنع لسيارة اي 10 بـ 1.35 مليون دينار، اي 20 الجديدة علبة سرعة اوتوماتيمكية بـ 1.95 مليون دينار، بينما سانتا في فيبلغ سعرها عند الخروج من المصنع 4.97 مليون دينار.
وتقدر اسعار فولكسفاغن سوفاك كما يلي، سكودا اوكتافيا: 2.49 مليون دينار وسيات ايبيزا القاعدية: 1.65 مليون دينار بينما سيارة غولف 2.0 فترتفع الى 2.49 مليون دينار وكادي بسعر 2.11 مليون دينار. فيما تصل اسعار علامة كيا الى 1.41 لبيكانتو، سبورتاج: 3.5 مليون دينار وغيرها من السيارات التي لا تعكس اسعارها في السوق حقيقة اسعار التركيب ليبقى هامش الربح خارج السيطرة تتحكم فيه قوى خفية تتلاعب بالسوق وتجهض كل تلك الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لصالح المواطن والمستثمر.
