راسل القائمون على تسيير مغارة بني عاد التابعة إقليميا لبلدية عين فرة 16 كلم شرق ولاية تلمسان وزارة السياحة يطالبون بتدخلها من أجل الموافقة على غلق هذه المغارة لفترة راحة بعد ظهور بوادر اندثار معالمها وصارت مع ما يقارب 1000 زائر يوميا خلال هذه الايام التي تتزامن مع بداية العطلة الربيعية ويرتفعون إلى حدود 2000 زائر يوميا خلال الصيف ما يتسبب في خسائر كبيرة لهذه المغارة الطبيعية التي تعتبر إحدى أهم المغارات في العالم والوحيدة ذات التصنيف العالمي بشمال إفريقيا.
وكشف السي إبراهيم عبد الحق الذي يشرف على تسيير المغارة «أنه اليوم أصبحت معالم هذه المغارة العجيبة محفوفة بالمخاطر التي تحاصرها والتي يستوجب التدخل من أجل حمايتها بصفتها تعد الوحيدة الموجودة في منطقة جبلية ومصنفة ضمن التراث المادي العالمي منذ سنة 2008، وذلك بفعل العوامل البشرية الكثيرة التي تهدد المغارة خاصة الناجمة عن التنفس الجماعي للزوار وطرح أكسيد الكربون الذي يساهم في تغير لون الصخور النازلة والصاعدة إلى السواد والتأثير على بنيتها وتفككها والتي بدأت العديد منها تتساقط بعدما أوقفت نموها في الفترة الأخيرة زيادة على تأثير أنوار المصابيح وفلاش آلات التصوير الكثيرة التي تحوي أشعة منعكسة تساهم في تفكيك بنية الصواعد والنوازل وتوقيف نموها خاصة في ظل العدد الضخم للسواح يوميا.
واكد السي إبراهيم أن المغارة في حاجة إلى الراحة مثل الإنسان لاسترجاع عافيتها وتنظيم زيارتها مع السماح لها بالراحة على الأقل مرة أسبوعيا بحكم أنها تحوي صخورا حية تنموا وتتطور، خاصة وان هذه المغارة من أقدم المغارات التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
وأشار ذات المسؤول أن النوازل والصواعد صارت تتلون باللون الأسود ما جعل القائمين عليها يراسلون وزارة السياحة للتدخل لحمايتها الأمر الذي اكتمل بإنجاز حديقة مجاورة لتخفيف الضغط وتحويل الزوار إليها بعد تسجيل الاكتظاظ الكبير يوميا.
ويكثر الطلب على مغارات بني عاد التي تبلغ تكلفة دخولها 50 دج لا غير في الوقت الذي يبلغ ثمن الموقف 100 دج وهو من المفارقات في هذه المغارات الغريبة المعروفة بثبوت درجة حرارتها على 13 درجة طول مدة السنة وعلى مدى مسافتها المقدرة بحولي 1.5 كلم بعدما تم غلقها من قبل المستعمر الفرنسي بـ 60 متر مكعب من الأسمنت المسلح لقطع طريق المغارة الذي كان يصل إلى غاية وجدة المغربية بعدما تبين أن قادة الثورة كانوا يستعملونه لعبور الحدود ونقل الأسلحة.
وتعتبر مغارة بني عاد إحدى روائع المواقع السياحية بتلمسان وتنافس في استقطابها الشواطئ والمناطق السياحية الخلابة بالولاية، خاصة من قبل المغتربين صيفا بالإضافة إلى العديد من السواح الجزائريين من مختلف أنحاء الوطن ماضاعف من المخاطر التي تهدد هذا الموقع الخلاب.