أكد البروفيسور والمجاهد نور الدين أمير، أن عددا كبيرا من الجزائريين الذين جاهدوا ضد الاستعمار الفرنسي منذ 1830 إلى 1962 دفنوا خفية ولا أحد يعلم مكان تواجد جثثهم مشيرا إلى أن كل الشواهد والدلائل التاريخية المتوفرة تؤكد أن عدد شهداء الجزائر يفوق مليونا ونصف مليون شهيد بكثير.
في السياق أوضح المجاهد نور الدين أمير خلال نزوله، أمس، ضيفا على جريدة «الشعب» بمناسبة إحياء ذكرى عيد النصر 19 مارس 1962 أن الجزائر في 1830 كان عدد سكانها يبلغ 2 مليون نسمة وفي 1962 وصل إلى 10 ملايين نسمة، ولكن السؤال المطروح يضيف المجاهد أمير أين هم هؤلاء الجزائريون الذي توفوا في ظروف غامضة ومجهولة ولم يتم البحث عنهم وإحصاء العدد الحقيقي للشهداء الذي لا يخص الثورة التحريرية فقط بل حتى المقاومات الشعبية.
ودعا البروفيسور والخبير في الأمم المتحدة إلى ضرورة العمل على كشف المستور عن طريق البحث عن الأسباب الحقيقية لوفاة الجزائريين خلال حقبة الاستعمار الفرنسي وعدد الشهداء الذين سقطوا مدة ١٣٢ سنة، حيث أنه لو تواصلت نسبة النمو الطبيعية دون الاستعمار الفرنسي ومجازره وشهداء المقاومة لكان عدد سكان الجزائر سنة 1962 يفوق 10 ملايين بكثير.
وفي سياق آخر أكد البروفيسور والمجاهد أن فرنسا تدعي أنها نقلت الحضارة إلى الجزائر طيلة احتلالها للأراضي الوطنية إلا أنها في الحقيقة قامت بعكس ذلك إذ لم تحترم مبادئ الحرية والمساواة بل ارتكبت جرائم بشعة في حق الشعب الجزائري.
وأوضح المجاهد والخبير في الأمم المتحدة أنه يدين بقوة قانون تمجيد الاستعمار الذي جاءت به فرنسا لإقناع أبناء فرنسا من هذا الجيل أن «الاستعمار الفرنسي لم يكن مجرما بل كان له دور ايجابي في ما وراء البحار وفي شمال إفريقيا» قائلا إن كل ما تزعمه فرنسا هو مجرد أكاذيب تريد لشعبها أن يصدقها.
ولعل أبرز مثال عن عدم احترام فرنسا للحضارة يكمن على حد تعبير المجاهد في عدم تقبلها للإسلام والخصوصيات الثقافية للمجتمع الجزائري، حيث سعت إلى تخريب المساجد وحولت جامع كتشاوة الذي يعد من أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية إلى كنيسة.