قوة الوفد الجزائري في روحه الثورية

حظي بثقة لجنة التنسيق والتنفيذ وأحبط كل مناورت الفرنسيين

جمال أوكيلي

إستحضر أمس المجاهد نورالدين أمير خلفيات اتفاقيات إيفيان، عقب حرب ضروس إستغرقت ٧ سنوات كاملة، كانت الكلمة النهائية والفاصلة فيها للجزائريين الذين إفتكوا ما أرادوا ألا وهو الإستقلال الوطني الذي كان الهدف الأسمى خلال مفاوضات شاقة ومضنية حاول فيها الفرنسيون الإستثمار في مسائل حساسة للإنتفاع بها كامتيارات غير أن المفاوض الجزائري رفض رفضا قاطعا مثل هذه المناورات والتلاعبات المراهنة على الوقت.
وهكذا كانت إرادة التحرر من ربقة هذا الوحش، أقوى من كل ما أقترف من مجازر ضد الجزائريين بدليل أن الفرنسيين رضخوا وأستسلموا ووقعوا على الاتفاقيات دون أي شروط مسبقة، ترمي إلى المساس بالقرار السياسي الجزائري فيما بعد.
ويرى المجاهد أمير أن الجزائر استرجعت بالدم والدموع، واتفاقيات إيفيان كانت بمثابة نهاية فصول من العذاب، لتفتح آفاقا واعدة في بناء الدولة الوطنية، وإرساء قيم التضامن والعدالة الإجتماعية بين أبناء الشعب الواحد، وفي هذا السياق شدد على أن الوفد الجزائري المفاوض كان خياره لابديل عن الإستقلال، وقوة إنتمائهم إلى هذه الثورة جعلتهم يتمتعون بهامش واسع من الثقة في إدارة المفاوضات بالشكل الذي تريده القيادة آنذاك وزادهم عنفوان صفة المجاهد، وروح المقاوم في أخذ ما يريدونه من القرارات الصائبة التي تخدم الثورة، خاصة من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ.
وطباع هذه الشخصية الثورية للمفاوض الجزائري هي التي جعلته في هذا المقام المحترم، فارضى نفسه وممليا شروطه على الفرنسيين، فيما يتعلق بالسيادة الوطنية.
وهذه الإستمرارية في الروح القتالية تجاه الوطن نجدها خلال تأدية مهامهم في الحكومة المؤقتة وفيما بعد غداة الإستقلال، وكان لهؤلاء الدبلوماسيين المناضلين الثوريين، مواعيد مع التاريخ في المحافل الدولية، عند عرض القضية الجزائرية، وهذا بإحباط كل محاولات الطرف الفرنسي التضييق على الوفد الجزائري، وهذه المواقف أو المواقع لا تعد ولا تحصى، كان فيها النجاح الباهر للجزائريين في الحصول على المزيد من الاعترافات الدولية.
هكذا تحدث المجاهد نورالدين أمير عن تلك الفترة بكل أحاسيسه العميقة، وجوارحه الرهيفة التي أعادته إلى زمن الوطنية الثابتة في النفوس وماتزال حتى الآن تؤجج الهواجس وتحرك الخواطر باتجاه مسار واحد ألا وهو حب الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025