وصية مجاهد من سعيدة قبل وفاته للجيل الصاعد

الحذر من عدو الأمس الذي مازال متربصا حتى و إن بدل جلده وأسلوبه

سعيدة: ج . علي

مع أن المناسبة الخالدة لذكرى عيد النصر المصادف ليوم 19 مارس، ارتأت «الشعب» أخذ عينة من واحد من بين المجاهدين الذين ضحوا  من أجل استقلال الوطن الغالي وتحريره من المستعمر الفرنسي الغاشم، ونعني به الفقيد المجاهد، زوين الحاج عامر المدعو باسم الثورة محمد الذي انخرط ضمن صفوف جيش التحرير سنة 1957.
المجاهد الراحل الذي وافته المنية عن عمر ناهز 84 سنة بعد مرض عضال ألزمه فراش المرض لمدة طويلة بمسكنه العائلي الواقع بحي الصومام بمدينة سعيدة، كان لجريدة الشعب وان خصت لقاء من قبل في جلسة مع المرحوم ببيته العائلي وهو طريح الفراش، حيث سرد لنا وقتها جوانب طويلة لمسيرة أثناء فترة الاحتلال الفرنسي وما قدمه رفقة رفقاءه في الدرب ، بداية من صعوده إلى الجبل، بعد أن قام بعملية فدائية عندما أطلق النار بمسدسه على فرنسي، بحي عمروس التاريخي ولاذ بالفرار نحو جبل بن علوش بمنطقة تيرسين.
تنقل إلى الجهة الغربية ناحية جبال سعيدة وسيدي بلعباس التي كان يطلق عليها الناحية السادسة الولاية الخامسة، وشارك المجاهد الراحل الحاج عامر في أول عملية بين الحدود الجزائرية المغربية بعد أن كلفوا من طرف القيادة بنقل الأسلحة من وجدة المغربية نحو جبال الجهة الغربية قصد توزيعها على المجاهدين، وقتها خلال تلك الجلسة مع المجاهد المرحوم ورغم مرضه لم ينسى سي محمد عندما أصيب خلال معركة أثناء ذات العملية لنقل السلاح على مستوى الرجل اليمنى، وهي الإصابة التي تحملها ساقه رفقته إلى مثواه الأخير.
 سي محمد ابن بومرشي سابقا، الذي روى لنا قصة حرق بلدية سعيدة التي استعملت فيها سيارة «سيتروان»»كان يقودها الشهيد شبلي مختار برفقة الاخوة الشهداء براسي، وأعمال فدائية مماثلة جرت بسعيدة وما أكثرها، حسب شهادات تمكنا من جمعها خلال تلك الجلسة و اخرى تخص هذه الشخصية التي اعتبرها من عايشوا  الفقيد،سي محمد عامر زوين تحكي .
و في  1963 حمل رتبة رقيب أول بالناحية العسكرية الثانية بوهران، وطلب منه وقتها بالعمل كسائق شخصي لوالي ولاية سعيدة، حيث أكد لنا وقتها الفقيد ، انه شغل مهنة سائق لأكثر من 15 واليا ورؤساء دائرة مقر عاصمة ولاية سعيدة.
  وكانت  هذه الكلمات الأخيرة التي جمعتنا بالحاج عامر رحمه الله بالقول : « الحمد لله نحن قدمنا واجبنا نحو الوطن والبقاء لله..»،وكأن هذا المجاهد والرقيب الأول وسائق الولاة والرؤساء الذين تعاقبوا على سعيدة، أراد وقتها أن يخرج ما في أعماقه في محاولة لإرجاع الحق إلى أصحابه، حتى يعرف الناس وخاصة الجيل الصاعد شهادات حية عن أمثالهم الحقيقيين، لا يرجو من وراء ذلك غير تبيان الحقيقة التاريخية.
و وجه عمي عامر في حديثه رسالة إلى الجيل الصاعد لمواصل بناء الوطن بقوله:» الحذر من عدو الأمس الذي مازال متربصا حتى وان بدل جلده وأسلوبه».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024