19 مارس محطة لتعزيز الثقة بالنفس وإحراز المزيد من الانتصارات

فضل الحفاظ على الجمهورية الجزائرية يعود لمجاهدينا وجيشنا

أمين بلعمري

وصف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في رسالته إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 56 لـ19 مارس، ذلك اليوم من سنة 1962، بالحدث العظيم واعتبره إنجازا لكل الشعب الجزائري الذي خرج من أصلابه جحافل من المجاهدين وقدم قوافل من الشهداء لافتداء الوطن وأبدى أسمى حالات الصبر والجلَد أمام صنوف من الظلم والطغيان مارسهما استعمار استدماري مستعد لكل شيء لإبقاء هيمنته لمواصلة عمليات النهب والاستعباد.
رئيس الجمهورية ذكر في رسالته بالمناسبة، بمسار المقاومة الجزائرية الحافل بانتفاضات وثورات استمرت لقرن لتصقل الوعي السياسي للشعب الجزائري وتعمق حسه الوطني شكلا أرضية لأعظم ثورة في القرن 20، معتبرا نصر 19 مارس بالإنجاز الذي ولد من رحم المستحيل، حيث استطاع الشعب الجزائري أن يقلب الموازين والمعادلات لصالحه بثورة أدهشت العالم وأصبحت أنموذجا وقدوة للباحثين عن الحرية.
رئيس الجمهورية في نص رسالته دعا الجزائريين إلى تعزيز الثقة في النفس والاعتزاز بتاريخهم ومآثر أسلافهم وصيانة إرثهم ومآثرهم، معتبرا إياها معالم التقدم والسؤدد وحماية الحقوق وإلى الخروج من دائرة سرد البطولات وتعداد جرائم الاستعمار وترك هذه المهمة للتاريخ، مؤكدا أن ليس هناك أدنى شك أن الاستعمار ما كان ليجلس إلى الطاولة لولا الانتصارات الميدانية للثورة وإيمان قادتها الراسخ بحق الشعب في الاستقلال والحرية.
رئيس الجمهورية أكد في رسالته، أن وهج ثورة نوفمبر لم يتوقف عند هذه المحطة، معتبرا أن الثورة كانت وقودا كل الإنجازات اللاحقة مثل التأميمات، إلى إنهاء كل جيوب بقايا التواجد الاستعماري في بلادنا وتم ذلك في وقت قياسي، مضيفا أن هذه الروح النوفمبرية هي التي حركت مسيرة البناء والتقدم وجزائر اليوم هي ثمرة عيد النصر وبفضله أصبحت ملاذا للمستضعفين والمضطهدين وأصبحت قوة اقتراح في المحافل الدولية، طالبت بنظام اقتصادي جديد يراعي مصالح الجميع وهو مطلب أطلق من أرض الجزائر المستقلة ودافعت في كل مكان ومناسبة.
الرئيس بوتفليقة هوّن في رسالته بمناسبة عيد النصر من وقع الصعوبات الاقتصادية والمحن والمصائب وعلى رأسها الهجمة الإرهابية على الشعب الجزائري، مؤكدا أن الروح النوفمبرية مازالت تبعث فيه روح المقاومة والصمود، رادا الفضل في ذلك إلى أبائنا المجاهدين وإلى جيشنا سليل جيش التحرير الوطني اللذين كان لهما الفضل في هذا الصمود وفي بقاء الجمهورية الجزائرية واقفة لتستأنف مجددا مسيرة البناء والتشييد.
في رسالته عاد رئيس الجمهورية إلى التحديات الراهنة وعلى رأسها تراجع مداخيل المحروقات مما فوت على الجزائر نصف مداخليها الخارجية، مؤكدا أنها ستصمد مرة أخرى وستواصل التزاماتها الاجتماعية في ظل الحفاظ على استقلال قرارها السياسي والاقتصادي والعمل في الوقت نفسه على التحرر من سطوة أسواق النفط وتقلبات أسعاره.
وبالمناسبة، ناشد رئيس الجمهورية الشباب الاستلهام من سيرة الشهداء والمجاهدين وأن يتدبروا في المحن التي مرت على الجزائر بردا وسلاما، حينها يدرك شبابنا ـ يضيف رئيس الجمهورية - أن بلادنا قادرة على اجتياز المصاعب المالية العابرة والظرفية.
على الصعيد السياسي، دعا رئيس الجمهورية إلى ترقية ثقافة الحقوق والحريات دون أن يكون ذلك على حساب التماسك والانسجام المجتمعيين. كما دعا إلى التنافس الشريف من أجل الوصول إلى السلطة، على أن يكون ذلك مقرونا بمساهمة الجميع في تعزيز ثقافة الديمقراطية والتعددية في إطار مراعاة المصلحة العليا للوطن.
في ختام رسالته، دعا رئيس الجمهورية إلى جعل محطة 19 مارس قاعدة لتحقيق انتصارات جديدة على التخلف والتردي وتذليل الصعوبات واجتيازها، واضعين نصب أعيننا الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى سيادة قرارنا الداخلي والخارجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025