بادر، عدد من الطلبة الباحثين في علم الآثار من جامعة الجزائر، إلى القيام بعملية ترميم تطوعية واسعة لعدد من المعالم الأثرية بالمدينة القديمة أولاد جلال بولاية بسكرة، تحت إشراف الدكتور المختص في علم الآثار الأستاذ محمد مصطفى فيلاح أستاذ التعليم العالي ومدير معهد علوم القياس و الآثار بجامعة الجزائر 02 للحفاظ على هذا الموروث المادي الأثري الذي يعكس حقبة تاريخية هامة من تاريخ الجزائر.
جاءت عملية الترميم التي حملت طابع الاستعجالية لأحد أهم معالم أولاد جلال ويتعلق الأمر بمسجد سي الحبيب الذي انهارت جدرانه الخارجية، حيث قام الطلبة الدكاترة الباحثين بترميم المسجد على مدار أسبوع كامل قاموا خلاله بإعادة الاعتبار لثالث أقدم مسجد بأولاد جلال ببسكرة.
وتمت إزالة كل مظاهر الخطر المحدقة بالمعلم الأثري بفضل كفاءات جزائرية، خاصة مع الدعم الكبير الذي وفرته الجهات المعنية التي سخرت كل الإمكانيات المادية والبشرية للطاقم المشرف على عملية الترميم لضمان نجاح العملية التي تمت وفق معايير حديثة ودقيقة.
وأشار الأستاذ فيلاح أن عملية ترميم المسجد جاءت بعد عمليات ترميم مشابهة لعدد من المعالم الأثرية بالمنطقة والتي بادر إليها الطلبة الباحثون منذ أزيد من عام ونصف، على غرار عملية ترميم دار الروم وهي عبارة عن منزل لأحد البياطرة الفرنسيين الذي بني سنة 1933، إضافة إلى ترميم احد الحصون التاريخية الخاصة بالفرسان والذي تم ترميه وأصبح مفتوحا أمام الزوار، كما أشرف نفس الفريق الأثري على ترميم الزاوية القاديرية بأولاد جلال.
ولاقت العملية التطوعية لكل هذه المعالم استحسانا واسعا من طرف السلطات والمواطنين، خاصة بعدما قدمت للجمهور للتعرف على تاريخ وحضارة المنطقة.