قرر والي باتنة، عبد الخالق صيودة، تخصيص قطعة أرضية هامة ببلدية وادي الشعبة لدفن رفاة الشهداء التي تم استخراجها مؤخرا من بئر يزيد عمقها عن 27 مترا، وتحويل المكان إلى معلم تذكاري احتراما وتخليدا لأرواحهم الطاهرة.
زار والي باتنة، المكان الذي استخرجت منه رفاة الشهداء من بئر عميقة بوادي الشعبة بباتنة، من طرف مصالح الحماية المدنية، حيث تم استخراج أكثر من 15 رفاة لشهداء عن طريق الحفر في البئر، والذين ألقت بهم قوات المستعمر الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية في الفترة ما بين 1959 و 1961، حيث كان يرمى بهم في البئر الموجودة بمزرعة أحد المعمرين والمدعو «كورتي» بعد تعذيبهم.
تم العثور على عمق 10 أمتار داخل البئر على أجزاء من جماجم وعظام بشرية وقد يرتفع عددها كلما امتدت عملية الحفر نحو الأسفل، كما أفرزت عملية الحفر واستخراج الرفات على العثور على قنبلة يدوية الصنع غير متفجرة تعود للحقبة الاستعمارية.
وأمر الوالي بتعيين مؤسسة خاصة لتعجيل أشغال إنجاز المعلم التذكاري بالتنسيق بين مديرية المجاهدين ودائرة باتنة والأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين، التي ثمنت مبادرة صيودة ووصفتها بالهامة في سبيل الحفاظ على الذاكرة التاريخية للجزائريين وصيانتها.
.. و30 مليون دينار لترميم مقر منظمة المجاهدين
في سياق متصل خصّصت ولاية باتنة غلافا ماليا قدره 30 مليون دينار لترميم مقر المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بعد زيارة الوالي له، ووقوفه على حجم الإهمال الذي طال رمزا وطنيا وثوريا خاصة وانه في عاصمة الأوراس ومهّد للثورة، متأسفا لما آل إليه مقر تاريخي يجمع صناع الثورة، خاصة وانه معلم تاريخي يتوّسط مدينة باتنة.
انطلقت الأشغال منذ مدة في ترميم المقر الحالي لمنظمة المجاهدين، وقد تم تكليف ديوان الترقية والتسيير العقاري لإنجاز أشغال الترميم، وذلك بعد الإطلاع على تقرير الخبرة المعَد من طرف هيئة الرقابة التقنية للبناء، وإسناد مهمة متابعة الأشغال لمديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية والمصالح التقنية لبلدية باتنة، ويعتبر مقر منظمة المجاهدين من باتنة من بين أعرق المقرات التاريخية بمنطقة الأوراس حيث كان يستغله رئيس الدائرة «دي لا بلانك» في الحقبة الاستعمارية، لتسيير المدينة وتنفيذ قرارات الحاكم الفرنسي، ليستغل بعد ذلك كمقر لمحافظة جبهة التحرير الوطني بعد الإستقلال قبل تحويله إلى المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين.
