والي باتنة يفنّد ما تم تناوله من أخبار حول الاضطراب الجوي بالولاية

لا فيضانات ولا خسائر بشرية تستدعي تكفلا خاصا أو تجندا استثنائيا

باتنة: لموشي حمزة

شهدت، عاصمة الأوراس باتنة، منذ أول أمس، اضطرابا جويا حاد مصحوبا بسقوط غزير للأمطار بنسبة تجاوزت الـ 50 ملم مرفوقة بحبات برد يزيد سمكها عن الـ 40 في ظرف قياسي لا يتجاوز الساعة الواحدة ما خلف حالة من الذعر في نفوس السكان خاصة بعد اجتياح الأمطار لبعض المنازل الهشة والتي تقع بالمنحدرات الجبلية بطريق تازولت بمدينة باتنة..
لم يخلف الاضطراب الجوي أي خسائر بشرية أو حتى مادية كبيرة سوى غمر بعض المباني بالمياه ما تسبب في انسداد قنوات الصرف الصحي والبالوعات ببعض أحياء مدينة باتنة، حيث جندت مصالح الولاية كل امكانياتها المادية والبشرية لتصريف المياه عبر البالوعات وقنوات الصرف التي صعب سمك حبات البرد من امتصاصها رغم مجهودات مصالح الحماية المدنية والديوان الوطني للتطهير وكل الجهات المعنية الأخرى لا سيما ببلدية باتنة.
بحسب ما وقفت عليه جريدة «الشعب»، أمس، ميدانيا، فالحياة بباتنة كانت طبيعية جدا، خلافا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأشارت خلية الإعلام لمديرية الحماية المدنية بولاية باتنة إلى أنها سجلت أول تدخلاتها، أول أمس السبت، على الساعة 14 و 55 دقيقة لتتوالى التدخلات عبر 6 دوائر على غرار دائرة تازولت، المعذر، سريانة، عين التوتة وبريكة إلى غاية الساعة 3 و15 دقيقة، من فجر أمس الأحد، بمجمل 50 تدخلا، 60% منها على مستوى دائرة باتنة.
وفيما يتعلق بطبيعة التدخلات فكانت لمساعدة وتسهيل مرور المواطنين العالقين، لتتحول أفواج التدخل مباشرة للمناطق المتضررة والبدء في عمليات امتصاص المياه المتسربة، وخاصة في دهاليز المنازل والمنشآت على مستوى طريق تازولت التي تعتبر منطقة علوية ذات أتربة جبلية.

خلية متابعة لتسيير الوضع و30 عونا مجندا

كان تدخل افراد الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة بريكة في كل من بلديتي بيطام و أولاد عيش لغرض تسهيل حركة المرور، بعد سقوط امطار معتبرة على المدينة استبشر بها الساكنة خيرا.
بخصوص ما تم تسجيله من خسائر بسبب هذا الاضطراب الجوي فقدرت الحماية المدنية بتضرر جزئي لأسقف وجدران بعض المنازل وكذا تلف جزئي لبعض الممتلكات الخاصة والعمومية، في وقت لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو ضحايا.
وفيما تعلق بالاضطراب الجوي المتمثل في تساقط كميات معتبرة من الأمطار المصحوبة بالبرد والتي قدرت بحوالي 50 ملم لمدة ساعة تقريبا، مما أدى الى انسداد جزئي في بالوعات صرف المياه وبالتالي ارتفاع منسوب وتسرب المياه في بعض أحياء مدينة باتنة وخاصة المنخفضة منها على غرار حي كشيدة، الزمالة، بوعقال، باركافوراج و طريق تازولت وكلها أحياء شعبية تقع في منحدرات.
ولمواجهة هذا الاضطراب الجوي فقد سخرت مصالح الحماية المدنية لباتنة تحت الإشراف الشخصي والمباشر للمسؤول الاول عن الولاية عبد الخالق صيودة، عدة أفواج تدخل متمثلة في 6 شاحنات و 4 سيارات اسعاف بتعداد ما يفوق الـ30 عون تدخل من مختلف الرتب، تسيرها خلية متابعة مشكلة لمتابعة وتسيير الوضع على مستوى مركز التنسيق العملي يشرف عليها اطارات من القطاع.
 قام والي ولاية باتنة عبد الحق صيودة برفقة مدير الحماية المدنية، بعدة خرجات ميدانية لمختلف الاحياء التي مسها الاضطراب الجوي الحاد، جاب من خلالها معظم شوارع مدينة باتنة للوقوف شخصيا على حقيقة الوضع.
للوقوف أكثر على حقيقة ما حدث كشف والي باتنة لجريدة «الشعب»، أن الوديان بباتنة لم تسجل أي فيضانات ولا خسائر بشرية لا تستدعي أي تكفل خاص أو تجند استثنائي، كما لم تستقبل المصالح الصحية بباتنة أي حالات خاصة للتكفل بسبب الأمطار التي تهاطلت بقوة وانتظرها السكان والفلاحون الذين استبشروا بها خيرا.

.. والشرطة تجلي 60 مواطنا والبلدية تتدخل لشفط المياه المتجمعة في الشوارع

تتواصل عملية تدخل بلدية باتنة بالتنسيق مع مؤسسة «كلين بات» للنظافة، الحماية المدنية، والديوان الوطني للتطهير، وكذا مؤسسة أشغال الطرقات جنوب – شرق عملية إزالة المخلفات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة باتنة.
وتم التدخل اليوم في العديد من الأحياء على غرار طريق تازولت، محور الدواران باتجاه مركز مكافحة السرطان، حي شيخي الأسفل، كشيدة والمحول الجنوبي، أين قامت هذه المصالح بتسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية، منها أعمال الكنس الآلي واليدوي مع استخدام وسائل شفط المياه المتجمعة في الشوارع الرئيسية وعلى مستوى الأحياء المتواجدة داخل التجمعات السكانية فيما لا تزال المجهودات متواصلة لإعادة الأوضاع لحالتها الطبيعية.
كما تدخلت مصالح أمن ولاية باتنة، على إثر الاضطرابات الجوية المصحوبة بكمية غزيرة من الأمطار وحبات البرد والتي تسببت في تسرب للمياه إلى بعض المحلات التجارية نتيجة ارتفاع منسوب المياه وصعوبة السير ببعض الطرق واتخذت في إطار مبدأ الشرطة الجوارية والعمل الإنساني جميع الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة.
تم التدخل على الفور بالأماكن المتضررة التي غمرتها المياه مع تقديم المساعدة للمواطنين والتكفل بهم باستعمال المركبات الإدارية، أين تم نقل نحو 60 مواطنا من مختلف الفئات كالشيوخ والعجائز والشباب الذين حاصرتهم المياه مع مد يد المساعدة لأصحاب 10 مركبات تعرضت لعطب جراء تسرب المياه إلى محركاتها والقيام  بتسهيل حركة المرور عبر الشوارع والمحاور الرئيسية.
 كما تم التنسيق مع مصالح مديرية النقل لتسخير حافلات النقل العمومي والحضري لنقل المواطنين، وكذا مصالح الحماية المدنية والديوان الوطني للتطهير ومصالح قسمة الأشغال العمومية، وهذه المبادرة لقيت استحسانا كبيرا من قبل المواطنين الذين قدمت لهم يد المساعدة.

...و بالبليدة:  مياه الأودية يحدث انهيارات في البنايات والجسور
تسببت الأمطار التي  تساقطت في الـ 48 ساعة الماضية، بإقليم بلديات البليدة ومناطق أخرى، في إحداث حالة استنفار بين أصحاب البنايات الهشة بالخصوص،  وفي  ارتفاع مياه وادي الشفة غرب البليدة والتي أدت بدورها إلى  انهيار الجسر الرابط بين دائرتي وادي العلايق و موزاية، فيما جرفت مياه وادي سيدي الكبير في بوعرفة والبليدة، سكنات هشة تم بناؤها على ضفاف الوادي، وهو ما جعل بعض السكان يقدمون على الاحتجاج و مطالبة المسؤولين بترحيلهم و إيجاد حلولا مستعجلة لهم.
 أمطار الربيع التي شهدتها ربوع البليدة في بلدياتها الـ 25 ، على غرار بقية ولايات الوطن، والتي كانت بشرى على الفلاحين، كانت ضارة بأحياء شعبية أخرى في العفرون و مفتاح و اولاد سلامة و بوينان، حيث تحولت طرقات تلك الأحياء إلى مجاري من المياه، جرفتها اليها الاوساخ و الأتربة و الحجارة، الأمر الذي جعل الأولياء يمنعون أبناءهم من الالتحاق بمؤسساتهم التربوية.
لم يكن الأمر بالحسن أيضا بحي الإسكندرية في البليدة و حي سيدي الكبير والرمل وميمش دريوش في بوعرفة أيضا، حيث انهار عدد من السكنات الهشة، والتي شيدها أصحابها على ضفاف وادي سيدي الكبير، الى درجة أنها أدت إلى جرف الأثاث والأجهزة الالكترومنزلية، ودفعت بالعائلات اللجوء الى الشارع و البقاء في العراء تحت زخات المطر .
 لم يسلم الجسر الواقع على حدود  بلديتي موزاية ووادي العلايق بالطريق الوطني رقم 4 ، من الانهيار أيضا، حيث تهاوى الجزء الكبير منه وسط الوادي، لقوة تدفق و جريان التيار المائي، الذي عرفه وادي الشفة، الأمر الذي جعل الأحياء الشعبية بالجوار تقع في عزلة .
تدخلت و حدات الحماية المدنية و رجال الدرك، لأجل إنقاذ  وتقديم الحماية والمساعدة للسكان المتضررين، خاصة العائلات التي تعرضت سكناتها إلى الانهيار ، نتيجة ارتفاع منسوب الأودية بفعل الأمطار التي لم تتوقف على مدار يومين كاملين، فيما قضى سكان البنايات الهشة مثل البازارت العتيقة و بحي الدويرات، والتي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية وعهد العثمانيين، لحظات خوف شديد جراء الانهيارات التي تم تسجيلها في أجزاء من بنايتهم القديمة، أجبر عددا من تلك العائلات إلى إخلائها واللجوء لدى الأقارب والجيران .
خلفت تلك الأضرار التي تعرضت لها المباني الهشة، إلى احتجاجات سلمية من قبل بعض المتضررين ، التمسوا  من السلطات المسؤولة التعجيل في إيجاد حل لوضعياتهم السكنية، وترحيلهم قبل وقوع كارثة بينهم، وخاصة و أنه لم يعد لديهم سكن يحتمون به.
البليدة: لينة ياسمين


.. ومياه الأمطار تريّف مدن تيبازة و تعزل بعض الأحياء مؤقتا
أفرز التساقط المتواصل للأمطار و بكميات فاقت بكثير المتوسط الفصلي المعهود بولاية تيبازة تحول العديد من المدن إلى قرى ريفية منكوبة بفعل انجراف الزفت و بروز الحفر بشكل لافت، إضافة إلى تراكم الحجارة والأتربة التي جرفتها المياه عبر مختلف الطرق.

ما يلفت الانتباه في تداعيات ما حصل كون العديد من البلديات لم تلتزم أصلا بعملية تنظيف مجاري المياه و البالوعات بالمناطق الحضرية، مما أفرز تراكما لمياه الأمطار المصحوبة بالأتربة على مستوى الطرقات و الساحات العمومية على غرار ما حصل بالحطاطبة وبواسماعيل و فوكة و القليعة و غيرها.
 كما أسفرت أشغال الحفر المتوالية بمختلف الطرقات العمومية لغرض نصب شبكات المياه و الهاتف وضعية مهترئة جدّ متقدّمة لحالة الطرق التي لم تتمكن من مقاومة مياه الامطار الجارفة فتحولت عدّة مواقع الى مقاطع صعبة المرور متسببة في ازدحام مروري كثيف، كما حصل بالقليعة على امتداد الطرق الوطني رقم 69 الذي يشهد أشغال ترميم و تهيئة منذ فترة طويلة نسبيا، الا أنّ المقاولة المكلفة بالانجاز تماطلت كثيرا في انهاء المشروع على مستوى المنطقة الحضرية، مما تسبب في اهترائية غير مسبوقة للطريق العمومي، و الأمر يكاد يكون نفسه بالنسبة للطريق الولائي رقم 110 الذي غطت المصالح التقنية البلدية عيوبه و مقاطعه المهترئة مؤخرا بالأتربة بدلا من الزفت لتجرفها مياه الأمطار دون عناء.
 بشرشال تدخلت مصالح المؤسسة الولائية لنظافة المحيط و صيانة الطرقات والمساحات الخضراء لغرض فك الحصار المفروض على حي باكورة بشرق المدينة و هو الحي الذي غمرت مسلكه المؤدي الى الطريق الوطني رقم 11 مياه الأمطار المرفقة بالاوحال و الأتربة و الحجارة بشكل يوحي انّ الحي لم تتم تهيئته بجدية لاسيما وانّه حديث النشأة.
كما شهدت عدّة طرق عمومية داخل و خارج المناطق الحضرية تراكما لافتا للمياه بالشكل الذي تسبّب في تعسير حركة المرور لاسيما للمركبات السياحية على غرار ما حصل بعدّة مقاطع من الطريق الوطني رقم 11 على مقربة من مدينة بواسماعيل و الطريق الوطني رقم 67 بمنطقة مقطع خيرة، أين اضطرّ العديد من سائقي السيارات السياحية لتغيير المسلك خوفا من تداعيات لا تحمد عقباها، كما شهدت مناطق اخرى من الولاية حالات مختلفة تترجم في مجملها عدم التزام الجهات المعنية بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لمجابهة التقلبات الجوية.
تيبازة: علاء ملزي

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024