أكثر من 30 دولة وهيئة إسلامية مشاركة

مؤتمر دولي لبحث طرق تدريس التربية الإسلامية في المناهج الرسمية

فتيحة كلواز

«تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية نحو فاعلية في ظل التحولات العالمية” رهان رفعت شعاره الجزائر من أجل وضع الإسلام في مكانته الحقيقية بعد رواج الكثير من  المغالطات التي أبعدته عن جوهره وجعلته في نظر الكثيرين مصنعا للإرهاب و التفكير المتطرف، وبغية تنقيته من الشوائب التي حوّلته إلى دين غريب في أرضه ستجتمع أكثر من ثلاثين دولة و هيئة إسلامية في مؤتمر دولي  سيعقد على مدار يومين بفندق الأوراسي تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية  السيد عبد العزيز بوتفليقة و من تنظيم المجلس الإسلامي الأعلى.
في ندوة صحفية نشطها، أمس، بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، في إطار التحضير للمؤتمر الدولي “ تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية نحو فاعلية في ظل التحوّلات العالمية”، استعرض أهم المحاور التي ستكون محل نقاش من طرف المشاركين، على اختلاف جنسياتهم  ولعلّ أهمها مفهوم التربية الإسلامية، وكذا وقع تدريس هذه المادة في المؤسسات الرسمية في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية وطبعا المعوّقات التي تواجهها في العملية التربوية كالذاتية والموضوعية والديداكتيكية المتعلقة بالمقررات، المناهج والمضامين.
أما محور أفاق تطوير تدريس هذه المادة الأساسية في الدول الإسلامية فسيعطي المشاركون نظرتهم في سبل التجديد والاصلاح في التربية الدينية، مع التركيز على المنهجيات البيداغوجية المعاصرة و مفهوم”مواطنة المسلم”، وكذا القيم الإنسانية للإسلام.  
 من خلال هذا المؤتمر ستقدم أكثر من 30 دولة و هيئة رسمية برنامج تعليم التربية الإسلامية فيها و طريقة تلقين الناشئة للتعاليم الإسلامية، وفق مبادئ بيداغوجية تسّهل على المتمدرسين تعلمها دون خلط في المفاهيم، ما يجعلهم يتقرّبون من الجوهر الحقيقي للإسلام و تعاليمه السّمحة، بحسب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، حيث سيعكف المشاركون من باحثين في علوم التربية و أكاديميين من مخابر البحث و مفتشين من قطاع التربية إلى جانب أعضاء هيئات صياغة البرامج التربوية على إبراز المجهودات المبذولة في هذا الإطار، كلٌ وفق تجربته الخاصة في الدولة التي يمثلها.
وخلال إجابته عن أسئلة الصحافيين، ذكّر غلام الله بالتشويه و الانحراف عن تعاليم الفكر الصحيح للعلامة عبد الحميد ابن باديس و المذهب المالكي بسبب الخلط الذي وقع، بعد استقدام معلمين و أساتذة من  75 جنسية لتعليم الجزائريين  في إطار انفتاح المدرسة الجزائرية غداة الاستقلال، ما خلق نوعا من التصادم بين ما تربى عليه المجتمع منذ قرون من الزمن و ما تم تلقينه إياه من طرف تلك الجنسيات ما أدى إلى ظهور آراء  وتوجهات تتناقض مع الوطنية الجزائرية، خاصة و أن الجزائريين استطاعوا رغم سنوات الاستعمار الطويلة الثبات على المبادئ الصحيحة للإسلام، من خلال المذهب المالكي، وهو الأمر الذي حرص رئيس الجمهورية على توضيحه من خلال رسالته في يوم العلم.  
 قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن المؤتمر الدولي ستتوّج أشغاله ببيان الجزائر، يدعو فيه المشاركون إلى التفاهم والوحدة من اجل تنقية الإسلام من كل الشوائب التي شوّهت صورته في العالم، خاصة من تلك المفاهيم المغلوطة التي طرأت عليه في زمن التيارات الدخيلة، الباحثة عن تنفيذ سياساتها الظلامية والعدوانية باستعمال الإسلام ما مسّ بتعاليمه الحقيقية، مؤكدا في ذات الوقت أنها تُغذي تيار الاسلاموفبيا  الموجود حاليا في مختلف الدول الغربية الذي هو انعكاس ضمني لعدم رضاها عن انتشار دين الإسلام فيها وعدم قبولها مسعى بعض الدول الإسلامية لاستقلالها.
أخيرا، يذكر أن المؤتمر الدولي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالتنسيق العلمي، مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، وزارة التربية ومركز البحث في الأنتربولوجيا الاجتماعية. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025