أشرف، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية بجاية، على افتتاح فعاليات الندوة الوطنية لإطارات الشؤون الدينية والأوقاف، والتي احتضنها فندق «كريستال».
تطرّق الوزير في كلمته إلى العديد من النقاط، ومنها التحضير الجيّد لشهر رمضان المبارك، حيث أكّد أنه يجب إعادة النظر في تسيير مساجد الوطن، ووضع جدار لكلّ من يريد استغلال شهر رمضان الكريم والمساجد لنشر أفكار طائفية أو سياسية، وعليه فقد تمّ برمجة هذه الندوة بهدف وضع مخطّط عمل للمديرين خلال الشهر الفضيل، داعيا إلى إلغاء كافة الرخص ومنح رخص جديدة لفائدة المتطوعين.
وأضاف عيسى، على ضرورة الرجوع إلى المرجعية الدينية الوطنية، من خلال اعتماد خطاب ديني وسطي جاد يراعي التحديات التي تعيشها، للوقوف سدّا منيعا في وجه مدّ الطوائف الدينية والتيارات الدخيلة، مع الحرص على الابتعاد عن التشدّد والعنف.
كما تطرّق الوزير إلى موضوع الأوقاف، وذلك بالاندماج مع الإدارات الأخرى بهدف استثمار الأراضي التابعة للقطاع، كاشفا أن الحكومة أمضت خلال الأسبوع الفارط على مرسومين تنفيذيين، حول استغلال الأراضي الوقفية.
وفي كلمته ثمّن عيسى ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة يوم العلم، والذي أوصى بحماية الحدود من التيارات الداخلية، كما حثّ الأئمة على تبنّي خطابات تربوية وتوعوية معتدلة تحمل في طيّاتها حبّ المواطنين لوطنهم الجزائر، والتذكير بالنعم التي ينعم بها الجزائريون وعلى رأسها الأمن والاستقرار، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل كسب الرهانات في مجال الأمن الديني والفكري، والتأكيد على مرجعيتنا الدينية المبنية على الوسطية والاعتدال.
بعدها توجّه وزير الشؤون الدينية والوفد المرافق له، إلى مدينتي أوقاس وخراطة، حيث زار مشروع مسجد أوقاس مركز، وبخراطة قام بتدشين مسجد الإمام مالك بن أنس، كما دشّن المدرسة القرآنية لمسجد أبي بكر الصديق.
وبعين المكان، نوّه الأئمة بمساعي الوزارة الوصية، حيث أكّد إمام مسجد سيدي الموهوب نسيم ياحي، أنّ البرنامج التكويني لفائدتهم سمح لهم بمواكبة التحديات، لمحاربة التطرف والطائفية مع الحرص على نشر مبادئ الإسلام السمحاء، وكذا إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام الذي يتميز بالوسطية، والوقوف في وجه كلّ من يرغب في تشويه صورته، لأن الجزائريين قدوتهم الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ ويحرصون على وحدة الأمة الإسلامية.