دعت فلة خلفي رئيسة جمعية شؤون المرأة المطلقة والأرملة والطفولة بولاية المدية عشية أمس في لقاء توعوي بخصوص ظاهرة الطلاق أهل الزوجين إلى التعقل للمحافظة على الرابطة الأسرية، مؤكدة بأن هناك فتيات صغيرات تتقدمن للزواج وهن في مقتبل العمر وقد ترتكبن أخطاء بسيطة وتجدن أنفسهن خارج أسوار العائلات الزوجية.
وحثت خلفي كل من ثنائية «الكنة والشيخ» إلى تجاوز مثل هذه الأخطاء حتى لا تقع البنات المتزوجات تحت خطر الطلاق أو الخلع، لكون أن هاتين الظاهرتين باتتا في تزايد مستمر بدليل تسجيل جميعتها لـ850 حالة طلاق و150 حالة خلع سنة 2017 بمدينة المدية.
اعتبر المحامي نور الدين حفري لدى المحكمة العليا «قاض سابق» بأن ظاهرة الخلع هي في تزايد مستمر أيضا أضحت مصدر خوف بسبب غياب الوازع الديني وإصلاح ذات البين بين أفراد المجمتع، مستغربا استمرار ظاهرة تطليق المرأة من طرف والدي الرجل، داعيا في هذا الصدد القضاء إلى وجوب البحث عن الأسباب العميقة لهذه الظاهرة على أن يكون سبب ذلك جديا، من منطلق أن للمرأة ظروفا خاصة وقد تلجأ إلى الخلع كسبب اضطراري.
وحذر حفري في هذا المقام من نوعية الرجال «المزواج المطلاق» الذي يعتبر المرأة بأنها سلعة رخيصة، باعتبار أن فكرة الخلع قد انتقلت - حسبه - من المرأة إلى الرجل، متسائلا من يتحمل مسؤولية بوجود 95٪ من الأطفال القصر بالمؤسسات العقابية في بلادنا، مبررا ذلك لوجود التفكك الأسري الناجم عن عدة أسباب منها الأنانية المفرطة لدى الزوجين، وعدم تحمل المسجد لمسؤولياته وبخاصة في مجال المعاملات، مبديا قلقه الشديد من انتشار ظاهرة احتقار المرأة من طرف أخيها الرجل في مجال الميراث بهذه الولاية، منبها لأهمية سلوكية سعة الخاطر في تصحيح العلاقات قبيل اللجوء إلى الطلاق أو الخلع.
من جهتها قالت الأستاذة خيرة بودرقة مختصة في علم النفس الاجتماعي بجامعة يحي فارس في هذا اليوم التوعوي الذي لب دعوته الكثير من الشباب المقبلين عن الزواج بأنها ليست ضد الرجل أو المرأة لكنها مع الأسرة المتعاونة والمتكافئة لأن العائلة في منظورها هي كائن اجتماعي معنوي له قداسته وله احترامه، مطالبة الفرد العازب بمعرفة أبجديات الزواج والحياة قبل اقدامه على بناء بيت زوجي.
كما أنه يجب عليه بعد توثيق هذه الرابطة احترام المسافة التي تقرنه مع زوجته وبينه وبين عائلة زوجته، معتبرة بأن الزواج هو احترام وهو شبكة عنكبوتية يجب أن احترام كل خيط فيها، داعية إلى المحافظة على التنسيق الاجتماعي، محذرة من خطر الأنانية المفرطة والتي تعمل على تقسيم الخلية الحية في المجتمع.
