نظم المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية إحياء للذكرى الـ73 لمجازر 08 ماي 1945، تحت رعاية وزير المجاهدين الطيب زيتوني، وذلك بثانوية الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة، أطرها الأستاذ أحمد كروش، البرلماني السابق علي خوجة، إلى جانب مديرة الثانوية فريدة بوتناف.
وتطرق المحاضرون إلى المظاهرات الحاشدة التي عمت كل التراب الجزائري، رفع فيها المتظاهرون لافتات منددة بالاستعمار وممارساته غير الإنسانية، ففي مدينة سطيف كانت المظاهرة صاخبة حيث نظم المتظاهرون مسيرة ضخمة، وبعد أن قتلت القوات الاستعمارية الشاب الحامل للعلم الوطني (الشهيد سعال بوزيد) آخذة المظاهرة منعرجا آخرا إثر سقوط العديد من الجزائريين.
أما في مدينة ڤالمة، فقد وزع رئيس دائرتها الأسلحة على المعمرين، وحثهم على قتل الجزائريين دون رحمة أو تأنيب ضمير، بعد نهاية المظاهرات، تعمد الفرنسيون العدوانيون أن لا يتركوا في طريقهم منزلا إلا وفتشوه وبعد ذلك دمروه ثم شرع الطيران الحربي في قنبلة القرى والمداشر وضربت القوات البحرية عددا من المدن الساحلية.
كانت إذن مجازر الثامن ماي 1945 الرهيبة، بداية النهاية للوجود الاستعماري بالجزائر، حيث دعمت مبادئ الوطنيين، وهزت نفوس الجامدين، وعملت على تعديل مواقف المتخاذلين، وحققت تطلعات المناضلين إلى إشعال نار ثورة التحرير الوطني.
وحضر الندوة جمهور من مختلف أطياف المجتمع؛ مجاهدون، أكاديميون، إعلاميون وطلبة وشخصيات ثورية. أثروا هذه الجلسة التاريخية بمداخلاتهم وتعقيباتهم التي تواصلت إلى غاية انقضاء عمر الندوة المحدد بساعتين، كما تم توزيع نداء متعلق بالمساهمة في إثراء الذاكرة الوطنية حيث لمسنا تفاعل الحاضرين واهتمامهم البالغ بموضوع الندوة وتثمينهم لمثل هذه التظاهرات والمبادرات الهادفة إلى ترسيخ الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على مآثر الثورة التحريرية، وغرس الروح الوطنية في الجيل الصاعد.