يمكن للتنوع البيولوجي أن يساهم في حل النزاعات بين الدول و يشكل عامل للتعايش في سلام، حسب ما أكدته ﻧﺎﺩﻹإيكولوجية في حديث ل «الشعب»، بمناسبة اليوم العالمي «للعيش معا في سلام « المصادف لـ 16 ماي .
أبرزت شنوف من خلال هذا الحديث أهمية التنوع البيولوجي ، حيث يقدم خدمات فيزيائية أي انه يحمي من انجراف التربة و نوعية المياه، وله علاقة مع السياحة وعدة مواضيع ، مركزة على أهميته من ناحية العيش بسلام.
قالت محدثنا أن التنوع البيولوجي قد يتأثر كثيرا من خلال النزاعات بين الدول، لان هذه النزاعات ستخلف تدهور لبعض الأنظمة البيولوجية، وزوال بعض الأنظمة الايكولوجية، وقد يؤدي ذلك إلى انقراض أنواع منها، مشيرة إلى أن إعادة تأهيلها يتطلب سنوات عديدة تتراوح مابين 20 إلى 50 سنة.
حظائر السلام نموذج يحتذى به في حل الصراعات
ومن جهة أخرى - تضيف شنوف - يمكن للتنوع البيولوجي أن يساهم في حل المشاكل و النزاعات بين الدول خاصة بالنسبة للدول التي تشترك في الحدود ، والتي تقتسم تراث نباتي معين ، و اكبر وسيلة استعملت للإحاطة بمثل هذا المشكل ، تتمثل في «حظائر السلام» التي انشات في إطار اتفاق دولي بين الولايات المتحدة الأمريكية و كندا ،لاقتسام نفس الثروة النباتية وذلك سنة 1932 .
وأضافت في هذا الإطار أن هذه الوسيلة أصبحت فيما بعد نموذج يحتذى به لتفادي الصراعات و النزاعات وقد اعتمدتها الدول المتقدمة و حتى دول من القارة السمراء متمثلة في دولة جنوب إفريقيا .
ونظرا لأهمية الموضوع - تضيف - كان الاجتماع ال12 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي الذي انعقد بكوريا سنة 2012 ،و الذي شاركت فيه الدول التي صادقت على هذه الاتفاقية سنة 1995 ، منها الجزائر، حيث نظم خلال هذا اللقاء اجتماع رفيع المستوى لوزراء البيئة ، ومائدة مستديرة خصصت لموضوع « التنوع البيولوجي والسلام «.
ولفتت هذه المسؤولة انه تم اختيار هذا الموضوع من قبل هذا البلد ن نظرا للصراع الذي كان بين الكوريتين حول منطقة حدودية عسكرية ، لكنها غنية بالتنوع البيولوجي ، و قد تم خلال المؤتمر فتح مجال الحوار و التشاور حول إقامة شراكة لتخفيف اثر النزاع بينهما.
كما أثارت المتحدثة إشكالية اللاجئين الإيكولوجيين ، الذين يفرون من منطقة معينة لظروف معيشة قاسية، ومن أسباب ذلك التغيرات المناخية التي نجدها في الدرجة الأولى، غير انه لا يوجد إطار قانوني يؤخذ بعين الاعتبار وضعيتهم ، مشيرة إلى أن الحديث و التفكير في حالتهم لا يشملهم كما يشمل اللاجئين السياسيين أننا نتحدث كثيرا على اللاجئين السياسيين. وأبرزت أن فكرة اللجوء يترتب عليها عدم الاستقرار سياسيا ، و يشكل ضغط على ثروات البلد الذي فروا إليه ، لان الأخير سيعرف استغلال مفرط للتنوع البيولوجي ، و هذا يؤدي إلى تدهور الثروة النباتية و حتى الحيوانية في انقراض بعض الأصناف منها.
وأكدت شنوف في سياق متصل أن «التنوع البيولوجي يساوي الأمن الغذائي و الاستقرار السياسي «، غير انه يجري حاليا على المستوى العالمي دراسة فكرة لكيفية التكفل بهذه الفئة.