ارتفاع عدد المترشحين المحبوسين دليل على تشجيع داخل السجون
النجاح في “البيام” للاستفادة من تخفيض العقوبات ومواصلة التعليم
شهدت مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش تنظيما محكما لعملية سير امتحانات شهادة التعليم المتوسط “البيام” حيث عرفت مشاركة 102 مترشح ذكور من بينهم سيدتان، في حين بلغ عدد الممتحنين المسجونين على المستوى الوطني 4698 مترشح من بينهم 64 سيدة منتشرين عبر 46 مركزا ليرتفع بذلك عدد المترشحين المقبلين على شهادة البكالوريا من سنة 2004 الى غاية اليوم الى أكثر من 7 آلاف مترشح تحصل من بينهم 1954 على الشهادة سنة 2017.
أكد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين مختار فليون أمس ضمان سير الامتحان في أحسن الظروف سواء من حيث التنظيم أو المترشحين الذين استفادوا من كافة الوسائل الضرورية لاجتاز الامتحان على غرار الأدوات المدرسية وكذا القاعات وغيرها من الوسائل التي استفاد منها المترشح المسجون لضمان نجاحه في هذه الشهادة، بالإضافة إلى الامتيازات المتمثلة في عفو رئيس الجمهورية لتشجيع المترشحين على التعلم وتحسين المستوى وكذا الإفراج المشروط والحرية النصفية، مشيرا ان كل الناجحين في شهادة البكالوريا لم يعودوا الى السجن كدليل على إعادة الإدماج ووضع حدّ للانحراف.
وكشف، فليون، على الهامش أنه يتم التحضير حاليا مع الاتحاد الأوروبي لتنظيم ملتقى دولي حول اصلاح السجون خلال الشهر القادم لعرض التجربة الجزائرية في بعض الدول المحيطة، مشيرا أنه مقترح من الاتحاد الأوروبي الذي ساهم في عملية إصلاح السجون في الجزائر من خلال الزيارات المتكررة ليعتبر خلالها أن التجربة الجزائرية قابلة للترويج، خاصة في المحيط الإقليمي وبحضور الدول المجاورة وبعض الدول الأوروبية.
وقال فليون، فيما يخصّ جديد شهادة التعليم المتوسط للمسجونين هذه السنة أن عدد المسجلين ارتفع من 1200 سنة 2004 الى 42 ألف ممتحن بعدما كان العدد 41 الف خلال سنة 2017، اي بمشاركة 4600 عوض 4300 السنة الماضية، مشيرا إلى التحسينات الخاصة بعملية تنظيم الدروس من خلال الاستعانة بأساتذة وبعض الموظفين والمتطوعين والمتقاعدين وكذا اطارات جامعية من اجل الحصول على نتائج ايجابية كالسنة الماضية، خاصة وان نسبة النتائج تترواح بين 60 الى 63 بالمائة، وتنتظر ادارة السجون الحصول على نتائج أحسن من اجل التشجيع على مواصلة التعليم بالسجون.
واضاف المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين بشأن الامتيازات التي يستفيد منها الممتحنين الى جانب العفو الذي يصدره رئيس الجمهورية الاستفادة من الإفراج المشروط الحرية النصفية والمقابلات العائلية لتشجيع الفائزين وكذا لخلق جو تنافسي يفسره الارتفاع في عدد المترشحين الى 42 ألف، ما يعني أن التعليم يلقى اقبالا كبيرا وباختيارهم كون التعليم لا يمكن فرضه على المسجون على خلاف التكوين في إحدى التخصصات الموجودة على مستوى المؤسسة العقابية.
واشار، فليون، الى الدور الإيجابي الذي يلعبه الأولياء في تحفيز أبنائهم على التعليم ومواصلة مشوارهم الدراسي، على اعتبار ان تجربة المؤسسة كشفت أن اغلب الموجودين في السجون اليوم توقفوا عن الدراسة في مرحلة المتوسط، ما شجّع الإدارة منذ سنة 2004 على الدخول في تجربة التعليم وتحسين مستواهم العلمي والثقافي من الأمية الى البكالوريا، خاصة وأن الكثير منهم واصلو دراستهم الى غاية الدراسات العليا وأصبحوا اليوم محامين وجراحي اسنان.
من جهته، قال احد المترشحين لامتحان شهادة التعليم المتوسط على مستوى مؤسسة اعادة التربية والتأهيل بالحراش بشأن المواضيع “انها كانت في متناول المترشح ووفقا للبرنامج الدراسي الذي استفادوا منه طيلة السنة من طرف اساتذة متخصصين، مشيرا ان الهدف الرئيسي من العملية هي الرفع من المستوى العلمي والاستفادة من عفو رئيس الجمهورية كل 5 جويلية، لما لا يقول المترشح المحبوس.
منافسات علمية ومسابقات دينية لفائدة المحبوسين
وقال المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين انه الى جانب التعليم تحتوي المؤسسة العقابية على مكتبة تتوفر بها جميع الكتب العلمية والتثقيفية توزع يوميا على المساجين الراغبين في الاطلاع الى جانب تنظيم مسابقات في المولد النبوي، وكذا ليلة القدر في 27 من رمضان لخلق جو تنافسي تثقيفي والقضاء على جو الروتين الذي يعيشه المحبوس بالسجن.