أعدت الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير جامع الجزائر الأعظم رزنامة خاصة تتضمن الآجال المتوقعة لتسليم مختلف أقسام ورشات المشروع الذي بلغ نسبة 64 في المائة من الانجاز نهاية ماي الماضي, حسبما اظهرته وثيقة تتضمن رزنامة آجال تسليم المشروع وتفاصيلها تحصلت (واج) على نسخة منها.
ويتوقع أن يتم تسليم المشروع كليا نهاية السنة الجارية بتاريخ 31 ديسمبر 2018 , بعد استكمال عملية تسليم آخر أقسامه والمتمثلة في التهيئة الخارجية والمنارة والسكنات الوظيفية ومقر الادارة العامة للجامع, وفقا للرزنامة المؤقتة.
وتم إعداد هذه الرزنامة بطلب من وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار خلال زياراته التفقدية السابقة للمشروع, اين أكد على ضرورة تدليل كل العقبات وإزالة مختلف العراقيل لاستكمال الأشغال في الآجال المحددة.
وتعرف عدة أقسام تقدما معتبرا في الاشغال على غرار دار القرآن التي بلغت 81 في المائة والمركز الثقافي الذي بلغ نسبة 77 في المائة وقاعة الصلاة التي بلغت 5ر67 في المائة أين يتم استكمال تلبيس الاسقف والجدران وسيتم الشروع في تلبيس الأرضية, حسب نفس المصدر.
ووفقا للوثيقة فقد بلغ مستوى الاشغال بالموقف والمنارة ال 65 في المائة و64 في المائة على التوالي فيما وصلت اشغال المكتبة الى نسبة 58 في المائة.
وما تزال الأشغال في بعض أقسام المشروع تعرف نسبا منخفضة تتراوح ما بين 25 في المائة و37 في المائة وتخص المركز التقني ومقر الحماية المدنية ومبنى الأمن وعمليات التهيئة الخارجية للمنشآة.
ويتم الاعتماد في انجاز المشروع على قرابة ال 3300 عامل بناء في مختلف التخصصات, وبمداومات متواصلة 24 /24 ساعة.
وسيكون جامع الجزائر الذي يمتد على مساحة تقارب 75ر27 هكتارا قبالة حوض الجزائر, ثالث مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة (المملكة السعودية).
ويعد المشروع من الناحية الهندسية فضاء متكاملا متعدد الابعاد حيث يتضمن قاعة صلاة تسع 120 ألف مصل وساحة خارجية ومنارة بطول يقارب 270 مترا ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن فضلا عن الحدائق وحظيرة السيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للتجارة والإطعام.
ويعتمد التصميم الهندسي على نمط تقليدي يتميز بحضور قوي للأعمدة (618 عمود) والتي تنفتح صعودا بطريقة تحاكي انفتاح الأزهار.
ويتطلع القائمون على جامع الجزائر لأن يكون قطبا جذابا ذو بعد روحي وثقافي وعلمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز, ليصبح صرحا حضاريا يؤرخ للجزائر المستقلة.
كما سيكون الجامع بمثابة «صمام أمان فكري» يحصن الجزائريين من التطرف ويكرس قيم الاعتدال الوسطية في المجتمع الجزائري.
للتذكير وضع الحجر الأساس لهذا المسجد من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارة تفقدية يوم 31 أكتوبر 2011 , ويرتقب استلامه نهاية السنة الجارية.