مدير مكتب منظمة العمل الدولية لبلدان المغرب العربي بالجزائر:

«تجربة الجزائر مثالية بالنظر للجهود المالية التي تبذلها والبرامج التي تسطرها”

س. ب

تمّ إطلاق برنامج التعاون جنوب - جنوب للبلدان الإفريقية في مجالات الحوار الاجتماعي والحماية الاجتماعية سنة 2016، بهدف تزويد بلدان القارة السمراء بالخبرة التي اكتسبتها الجزائر ومن ثمّة تعزيز روابط التعاون في تبادل الخبرات والمهارات والمعارف والموارد. وأكدت منظمة العمل الدولية أهمية هذا المنهج من أجل تعزيز العمل اللائق في إفريقيا ضمن تصريح أديس أبابا الصادر في ديسمبر 2015، وينسجم هذا مع خيار الجزائر التي تضع التعاون جنوب - جنوب، ضمن المكونات الرئيسية للسياسة الخارجية، خاصة بوضع رصيدها في الحماية والحوار الاجتماعيين تحت تصرف الأفارقة من خلال المدرسة العليا للضمان الاجتماعي التي تحتضن طلبة أفارقة يعزّزون كفاءاتهم لخدمة بلدانهم في هذا المجال. ويرتكز برنامج جنوب - جنوب، للحوار الاجتماعي والحماية الاجتماعية على ثلاثة ركائز هي نقل الخبرة إلى الشركاء وبناء قدرات لتعزيز الحوار الاجتماعي وتنظيم لقاءات يسن الفاعلين في هذا المجال.
 وتمخض عن هذا المسار عدة نتائج حدّدها المنظمون تتمثل خاصة في عقد 23 ورشة شبه إقليمية حول بناء القدرات وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة لأكثر من 26 بلدا إفريقيا مع جمع وجهات نظر عدة وفود ثلاثية تضم ممثلي العمال وأرباب العمل والحكومات، وتعزيز قدرات أكثر من 12 مركزا نقابيا إفريقيا، مع توقيع 4 اتفاقيات شراكة ثنائية للتكوين وبناء القدرات بين المدرة العليا للتضامن الاجتماعي وحكومات كل من مالي، موريتانيا، النيجر والكاميرون. وتعزّز هذا المكسب بمناسبة اختتام البرنامج بتوقيع اتفاقيات بين ذات المدرسة وتونس بواسطة ممثل وزارة الشغل وكذا السينغال بواسطة سفيرها بالجزائر.
وعبّر مدير مكتب منظمة العمل الدولية لبلدان المرغب العربي بالجزائر علي دياحي عن شكره للجزائر التي تساهم في تقاسم تجربتها مع إفريقيا مثمنا الدور الذي يؤديه الشركاء الاجتماعيين في تنشيط هذا الموعد، على اعتبار أن الحماية الاجتماعية من ركائز بناء مجتمعات متوازنة وهي أداة لتقليص البطالة والقضاء على التهميش فيها من خلال تحسين الصحة وتنمية قدرات الأشخاص في زيادة النتاج والرفع من نمو الاقتصاد لتحقيق الثروة التي تؤمن الرفاهية. وأكّد أن البرنامج حقّق أهدافه مثمنا عمل الإطارات الجزائرية والخبراء في قطاع العمل والحماية الاجتماعية كما نوّه بالدور البارز للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد في إنجاز هذا المسار، بحيث كان دائم الحضور والجاهزية لتطوير آليات الحوار قبل أن يدعو للإصغاء لتجربة الجزائر في الحوار والحماية الاجتماعيين قصد بناء استراتيجيات افريقية كفيلة بتحقيق أهداف عالم الشغل. وبلغة واضحة أشار دياحي إلى أن تجربة الجزائر في هذا المجال مثالية بالنظر للجهود المالية التي تبذلها والبرامج التي تسطرها ولذلك تجعل منظمة العمل الدولية هذا التوجه مثالا يحتذي به كخيار استراتيجي، مما يضعه بامتياز موضوع التعاون جنوب ـ جنوب.
وفي إطار تقديم شهادات للمشاركين أمام جلسة الاختتام في البرنامج، من جهتها ذكرت السيدة مندوزا ممثلة دولة الرأس الأخضر أن برنامج جنوب - جنوب للحوار الاجتماعي يسمح بالاطلاع على الممارسات الجيدة للحوكمة، فيما كشف ممثل مالي أن 80 بالمائة من سكان بلاده يفتقرون للتغطية الاجتماعية، مما يجعل تبادل الخبرات أمرا مفيدا لتطوير الحوار وبالتالي الرفع من قيمة العمل الاقتصادية، بينما أوضح أكلي بركاني ممثل الجزائر في البرنامج أن التجربة الجزائرية في الحوار والحماية الاجتماعية وجدت ترحيبا على مستوى ندوات شارك فيها بالسينغال، دبي وجنيف مشيرا إلى قيمة الثلاثية الجزائرية كآلية للحوار الاجتماعي والعقد الاجتماعي الذي وجد صدى لدى تونس إلى جانب نظام التأمين الاجتماعي الذي سجل اهتمام بمنافعه.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024