شباب ينبذ الفتنة ويتشبث باللّحمة الوطنية

مواجهة الإشاعات المغرضة عبر شبكات التواصل

معسكر: أم الخير - س.

المشاكل الواقعية لا تحتاج لحلول إفتراضية

 تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء واسع لإبداء الرأي في قضايا وطنية مصيرية ومسائل حساسة، فزيادة على كونها حقلا ملغما ومكبّا لمختلف الأفكار والايديولوجيات التي يهدد بعضها مصير الأمة ووحدتها، تعتبر بعض الشبكات الأكثر استقطابا للجزائريين مجالا مليئا بالفخاخ والثغرات ولا يعترف بالحدود ولا بالهوية.
لهذا يقول بعض الشباب ممن تحدثنا معهم انهم بالمرصاد لأية محاولة أومساس بالوحدة الوطنية والسيادة التي اعتبروها خطا أحمر. وقال شباب من مختلف التخصصات والمستويات التعليمية ان اللحمة الوطنية هي أقوى عامل نتمسك به ونشد عليه لوقف سموم تحمل تسميات مخادعة ومصطلحات وضعت على المقاس. مثلما يروج لما يعرف بالربيع العربي الذي حول الى شتاء عاصف يضرب وحدة الدول واستقرارها .أصبحت الثغرة الوحيدة لتفكيك ‘‘اللحمة الوطنية ‘‘ وتسميمها هي من خلال نشر التفرقة بين الجزائريين أصلا وموطنا . وهي حرب غير معلنة وحملات تحركها أيادي محاولة لتأجيج الازمات وترغّب الجبهة الاجتماعية بواقع أفضل.
عن هذه المسألة، دعت عينة من الإطارات الشابة من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية والثقافية بمعسكر في حديثها لـ «الشعب» إلى عدم إهمال جانب فرط استعمال مواقع التواصل الإجتماعي لمتابعة الأخبار المشوشة على سياسة البلاد والتي تتناول في أغلبها القضايا المصيرية والقضايا ذات الطبيعة الأمنية الحساسة.
تجارب تحت الضوء
 حيث قالت  حمادوش مليكة، إطار بقطاع التكوين المهني عن تجربتها مع أحد المواقع الإجتماعية الأكثر إقبالا من طرف الجزائريين، أنها صارت تصاب بالإحباط لدى متابعتها لبعض الأخبار التي تتبع بنقاشات حادة تتباين فيها الآراء والأفكار من أشخاص يحملون أسماء مستعارة ومجهولي الهوية. موضحة في حديث ربطها بـ»الشعب» أنه رغم ما توفر هذه الفضاءات الافتراضية من ترفيه وخدمات تواصلية بين أفراد المجتمع، إلا أنها صارت تختار خوض تفاصيل الواقع الاجتماعي الحقيقي بمشاكله الحقيقية وحلولها الواقعية.
 عمدت المتحدثة في خطوة منها إلى تقليص معدل إقبالها على المواقع الاجتماعية تجنبا للإحباط الذي تفرزه متابعة بعض الأخبار والنقاشات السلبية، هذا زيادة على محاولتها للإفلات من إدمان المواقع الافتراضية الذي له تبعات مضرة بصحة الفرد وباعتباره تبذير للوقت وتقليل من شأن ما يحدث فعلا في الواقع من قضايا مسائل يفترض أن تحلّ وتناقش بجدية بعيدا عن التهويل والاستغلال السياسوي.
نفس الأمر بالنسبة لأحد الناشطين الشباب في المجال الجمعوي الذي قال في حديثه لنا أن موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك أصبح أكثر جاذبية للجزائريين لاسيما فيما تعلق بمتابعة الأخبار والمعلومات وتبادل النقاش في القضايا الوطنية حيث يقول الطالب الجامعي طه عبد النور حمياني، أنه لا بد أن يقول الشاب الجزائري في هكذا مناسبة كلمته يحسس بجدوى مواجهة السموم التي تلفظ ضد البلاد من أناس لم يهضموا الاستقلال.
 يرى المتحدث أن نسبة كبيرة من الشباب الجزائري تملك وجهة نظر متقاربة ولوان كل شاب يراها بأسلوب مغاير، فهناك الشاب الساخط على واقعه الاجتماعي نتيجة البطالة وانتشار الأفات الإجتماعية لكنه لو يضطر إلى التخيير بين واقعه ومكسب السلم الاجتماعي والاستقرار الوطني فلن يفرط في هذا الأخير، بعكس شريحة أخرى من الشباب التي رمت بهمومها الاجتماعية على فضاءات التواصل الاجتماعي لتلقي اللوم كله على المسؤولين دون محاولات البحث عن حلول واقعية لطموحات واقعية وشرعية .
يعتقد المتحدث من جهة أخرى أن مواقع التواصل الاجتماعي وان أصبحت المتنفس الوحيد للشباب للتعبير عن تذمرهم من تخبطهم في البطالة وتبعاتها على مستقبلهم الاجتماعي إلا ان هذا لا يعني ابقاء الشباب مكتوفي الايدي تجاه اية محاولة للمساس بمكاسب الاستقلال والبناء.
 تساءل عن سبب انخراط شباب في حملات عدائية بهذا الشكل والانسياق وراء اشاعات توظف مشاكل اجتماعية واستغلالها في ترجمة صورة مائعة وغير متوازنة لما عرفته البلاد من تقدم في شتى المجالات.
قال الشاب انه ورفقائه بالمرصاد لحملات مواقع يجهل مصدرها ومالكوها تستغل في الترويج لأفكار خاطئة ومعادية للحس المدني والمواطنة الذي يتمتع بها كل الجزائريين دون استثناء.
لهذا حذر طه عبد النور حمياني الطالب الجامعي من عقبات الانجراف خلف الأفكار الحادة والمتطرفة لمجرد الشعور بالتهميش والإقصاء قائلا أنه يستوجب على الشباب التصدي بوعي للوضع المزري والواقع المؤلم بالعمل والمثابرة دون إنكار لكل ما تحقق من انجازات لفائدة الشباب على كافة الأصعدة .
هذا استجابة لنداء من فجروا شرارة الثورة: «إذا استشهدنا حافظوا على الجزائر»

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025