عرض تجربته النّاجحة للشّباب، محمد كرّاد لـ «الشعب»:

الإشاعــــات الخارجيـــة المروّجة حـــول الاستثمـــار فـــي الجزائــــــر لم توقــــــف إرادتـــي

حياة ــ ك

مركب سياحي أنجزته بعين تموشنت يشغّل عشرات الشباب

 عكس ما يروّج عن الجزائر في شبكات التواصل الاجتماعي من صورة نمطية تبعث اليأس وتحط من معنويات الشباب، لتدفعه نحو قوارب الموت، أو تجعله تائها قابلا ليكون وقودا تشعل به نار الفتن، غير أن الرسائل السلبية التي تبثها هذه الوسائط لم تتمكن من التأثير في كل الشباب، وخير دليل على ذلك محمد كرّاد، هذا الشاب الذي صادفته «الشعب» الذي أنجز مشروعا سياحيا في وقت وجيز، وقد حمل تجربته لأقرانه من خلال أمّ الجرائد.
محمد كراد شاب لا يتجاوز من العمر 35 سنة، ينحدر من الشلف، درس بالجامعة الجزائرية، متحصل على ليسانس في الاقتصاد وماستر 2 في تخصص التسيير المؤسساتي، يسيّر حاليا مركبا سياحيا «الكراييب» بعين تيموشنت،
ويؤكّد أنّ الجزائر بلد تحقيق الأحلام وقد تمكن من تحقيق حلمه وإقامة مشروعه السياحي هذا، والذي تقدمه «الشعب» من خلال هذا البورتري كنموذج  يحتذى به.
بعد تخرّجه من الجامعة الجزائرية سنة 2004، توجه إلى فرنسا لمواصلة دراسات عليا هناك، وقد تحصّل على شهادات في «المناجمنت»، غير أنه لم يرد البقاء هناك، قناعة منه أن الجزائر بحاجة لأبنائها، وأن لديه جميلا تجاهها لابد أن يرده لها، هكذا قرّر محمد كرّاد العودة إلى أرض الوطن والاستقرار بها، والعمل بجد وتفان وإتقان لتجسيد مشروعه، وقد نجح بالفعل في ذلك.

..من بين المستفيدين من برنامج رئيس الجمهورية الموجّه للشّباب

بإرادة قوية وإيمانا بقدرته على تجسيد مشروعه السياحي بعين تموشنت، الذي شرع في إنجازه سنة 2016، وقد دخل منذ أسبوع حيّز الخدمة، راح محمد يتحدّث بحماس كبير عن المراحل التي مر بها، ليحقق هذا الانجاز  الذي هو عبارة عن استثمار عائلي لترقية السياحة بهذه الولاية، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى خلق مناصب شغل لفائدة الشباب هناك.
قال محمد إنه في الأول أنجز وعائلته مشروعا في مجال الترقية العقارية سنة 2010، وذلك بالاستفادة من برنامج رئيس الجمهورية الذي وضع من خلاله كل التسهيلات لفائدة المستثمرين الجزائريين الراغبين في إقامة مشاريع في هذا المجال، وقد استفاد هذا الشاب من التحفيزات ليقيم المشروع السياحي بولاية تعد الأكثر استقطابا للسواح الداخليين، والذين يصل عددهم 20 ألف سائح سنويا.
عدة أمور جعلت محمد كرّاد يعود من فرنسا الذي أمضى 6 سنوات بها ليعود إلى الجزائر ويستقر هنا أهمها - كما قال - «حب الوطن «، والجزائر تعد بالنسبة له الأم المعطاء التي لا يجب أن نتخل أو ننشغل عنها مهما كانت الظروف، كما يعتبر أنه والشباب أمثاله يمثلون الاستمرارية في هذا البلد، الذي قدّم أسلافه ما كان عليهم تقديمه، بالإضافة إلى أنه استفاد من التحفيزات التي أقرها الرئيس في برنامجه لتشجيع الشباب على تجسيد مشاريعهم، وكذا
التسهيلات الإدارية».

العراقيل الإدارية ليست بالثقل التي يصفها به البعض

اكد كراد انه عكس ما يتحدث به البعض عن البيروقراطية و العراقيل، لم تكن الاجراءات بالثقل التي توصف به، وقد استغرب بعض أصدقائه ومعارفه بأوروبا من الوقت القياسي الذي استغرقه لتجسيد مشروعه، لأنه كانت لديهم معلومات مغلوطة ومغرضة عن الجزائر ومناخ الاستثمار فيها - على حد تعبيره - التي تروج عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ويؤكد أنه من خلال تجربته بدأت هذه النظرة تتغير لديهم، مفيدا أن عددا من الكفاءات الجزائرية تريد العودة، وتريد تحويل أفكارها إلى مشاريع للمساهمة في تطوير الاقتصاد من خلال إعطاء القيمة المضافة، وخلق مناصب شغل.
قال محمد الذي يدير هذا المركب السياحي المتكون من إقامة وفندق ذا 3 نجوم، إنه أراد من خلال الجريدة التي تعد وسيلة للاتصال، نقل تجربته كمستثمر شاب، مؤكدا أن الدولة الجزائرية لا تستغن عن كفاءتها من الشباب، وأن الأحلام لا تتحقّق إلا بالإيمان بالفكرة ثم العمل على تحويلها إلى مشروع.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025