باشرت العشرات من مواقع التواصل الاجتماعي على الفضاء الأزرق الفايسبوك، في التعريف بالثورة التحريرية وأحداثها بالإضافة إلى نشر العديد من الصور والوثائق التي تؤرخ للفترة الاستعمارية إلى غاية الاستقلال والتي تستوجب الدراسة والتمحيص خاصة وان بعض الوثائق والصور تعتبر من الشواهد التاريخية والمصادر النادرة التي تستوجب الدراسة والتدقيق واستغلالها في كتابة تاريخ الجزائر المعاصر رغم أن شبكة التواصل.
فإذا كانت بعض مواقع الاساتدة الجامعين ونوادي طلبة التاريخ بالعديد من الجامعات تعرف قيمة المنشورات بهذه المناسبة ووقعها التاريخي عن طريق نشر بعض المداخلات والشهادات والكتب التاريخية التي لها قيمة في البحث التاريخي ومتداولة بقوة في الجامعات وكذا المكتبات ، وتدخل ضمن النشاطات البيداغوجية الروتينية للمعاهد من بحوث وتبادل المعلومات ، إلا أننا نجد بعض المواقع الأخرى هي مواقع تحتاج إلى تركيز وهي مواقع لسكان بعض المناطق التي عرفت أحداثا في الثورة ويستغل أصحابها نزعة الجهوية في نشر بعض الصور أو الوثائق الناذرة التي تدخل ضمن الأرشيف المحلي والتي كثيرا ما يخطفها المؤرخون لدراستها والاعتماد عليها في البحوث العلمية .
ففي تلمسان تعتبر مواقع مغنية وبني سنوس وبني بوسعيد، إحدى أهم المواقع التي نشرت عددا هاما من الصور منها صور لشخصيات ثورية وطنية معروفة ، كانت قد مرت بالمنطقة ، وتعد هذه الصور من أهم الأرشيف الخاص الذي يبقى ضائعا يحتاج الاستغلال الأمثل في البحث التاريخي ، هذا وقد سبق لبعض المواقع الخاصة بمغنية أن نشرت وثائق مهمة حول شخصية احمد بن بلة ، كما نشرت ذات المواقع حقائق حول خط موريس وضحايا الألغام بالحدود الغربية.
ضف إلى ذلك نشرت مواقع بني بوسعيد نشاطات المجاهدين وبعض المعارك على غرار معركة جرف النحل وفجرت ذات المواقع حقيقة فوج من المجاهدين لا يزال مدفونا في احد الكهوف ما بين بني بوسعيد وبني سنوس ، كما نشر بعض المثقفين شهادات مجاهدين الذين لازالوا على قيد الحياة أو توفوا حديثا والذين نقلوا حقائق مثيرة عن المنطقة والعديد من الشخصيات الوطنية، بالإضافة إلى العديد من صور مواقع ذكرها التاريخ على غرار التكناث ومواقع الاجتماعات وبعض البيوت والكهوف وغيرها والتي زالت مواقعها وبقي التاريخ يذكرها .
من ناحية أخرى نجد بعض المواقع الشخصية قد نقلت أمورا كبيرة، على غرار موقع السيناتور محمد سابق الذي تنقل إلى غاية الأرشيف الجزائري في أكس بروفونس وقام بنشر العديد من الوثائق الهامة منه على صفحته إلى الجمهور، وهي الوثائق التي يدفع طلبة الدكتوراه والماجستير مبالغ كبرى مقابل الحصول عليها لتكون شواهد ومصادر رسمية لبحوثهم ، نجد أن محمد سابق اختصر لهم المسافات وقدمها مجانا للقرارء ، السيناتور محمد سابق الذي آلمه عدم وجود أبيه «سابق محمد ولد حامد المولود سنة 1911 ضمن قائمة الشهداء رغم شهادة كبار أعيان بني بوسعيد بأنه مجاهد من الطراز الأكبر ومحاولة أطراف أخرى تخوينه جعلته يتنقل إلى فرنسا ويبحث في الأرشيف الفرنسي مطولا ليجد أثار منطقة الحدود الغربية فنقله لتصحيح العديد من الحقائق .
هذا ورغم ان السيناتور كانت له نزعه داتية في التعامل مع الارشيف لكنه تمكن من اخراج حقائق مثيرة الى العلن عن طريق بعض الصور والشهادات والتقارير الفرنسية زيادة على نقل أحداث خطيرة لاتزال تحتاج الى تمحيص علمي دقيق .