في الذكرى62 لاستشهاد هنري مايو

مكافح ينبذ الإستعمار.. نقل شاحنة سلاح إلى معاقل الثورة

جمال أوكيلي

كعوان: الوقفة تذكي الروح الوطنية لدى الشباب

ترحم أمس السيد جمال كعوان وزير الإتصال، بالمقبرة المسيحية بالمدنية على روح الشهيد هنري مايو رفقة أخته إيفيت مايو، البالغة من العمر ٩٣ سنة، ومجموعة من المجاهدين لمنطقة الجزائر، وهذا بمناسبة إحياء الذكرى الـ ٦٢ لاستشهاده في ٥ جوان ١٩٥٦ بالكريمية (جبل دراڤة) لامارتين  سابقا بالشلف.
وفي جو من الخشوع واستحضار ذاكرة الرجل، الذي كان يفتخر بانتمائه إلى الثورة الجزائرية، ومقته للإستعمار الغاشم، صرح لنا وزير الإتصال قائلا إننا في هذا اليوم نقف كجزائريين لنترحم على روح الشهيد هنري مايو الذي ضحى بنفسه من أجل جزائر حرة مستقلة، مضيفا بأن هذا اليوم الذي نتواجد به هنا يصادف احتفال الجزائر بالذكرى الـ ٥٦ لاستعادة السيادة الوطنية، مما يدعونا إلى الترحم  كذلك على النساء والرجال الذين قدموا الثمن الغالي من أجل هذا الوطن العزيز.
وهذه الوقفة ماهي في الحقيقة إلا إذكاء للروح الوطنية التي تستدعي منا نقل قيمها وغرسها لدى الشباب، قصد تسليمه المشعل لبناء هذا الوطن، والمطلوب منه كذلك معرفة تاريخه الزاخر بالبطولات والتضحيات الفريدة لهذا الشعب، التي تطلبت مليون ونصف مليون من الشهداء.
وهكذا كانت لحظات مؤثرة عندما التقى الجمع عند مدخل المقبرة، من الرعيل الأول للثورة، ومجاهدات، في تبادل لأطراف الحديث عن مسار كفاحهم مع التركيز على مسيرة نضال هنري مايو.
ومباشرة تحرك الوفد إلى قبر الشهيد، الذي وضع عليه إكليل من الزهور وصورته وكذلك شهادة التكريم، وكانت شقيقته إيفيت هنري أمامه تسترجع شريط تفاصيل ذكريات أخيها، وهو يسلم عليهم الواحد تلو الآخر، قبل مغادرته المنزل العائلي باتجاه معاقل الثورة في ظرف صعب جدا، تأثرت له أخته تأثرا شديدا وهي مقعدة على كرسي متحرك.
وبعد  قراءة كلمة والبيان الذي سلمه  للصحافة لشرح أسباب التحاقه بالثورة للرأي العام الفرنسي، وتأكيده على نبذه للكولونيالية، تدخل المجاهد الموسوعة حسين الطاهر الذي أطلع الحضور على التاريخ النضالي لهنري مايو وخاصة عملية تحويل شاحنة محملة بكميات هامة من الأسلحة عدّدها المؤرخ محمد رباح في ١٢٣ رشاش، ٥٧ بندقية، قنابل، وألبسة عسكرية استنادا للصحيفة الإستعمارية «لاديباش كوتيديان» وهو برتبة مرشح ASPIRANT  إحتياطي دفعة ٢٨، كتيبة الرماة، وهذا بمليانة، وكان لهذه العملية التي و قعت يوم ٤ أفريل ١٩٥٦، الصدى الواسع آنذاك، أحبطت معنويات الجيش الفرنسي، الذي انتابته هيسيريا الإنتقام من هذا المناضل الذي كان عضوا نشيطا في الحزب الشيوعي الجزائري المحظور آنذاك، عقب اندلاع الثورة.
وإثر هذه العملية منحت الثورة رتبة ملازم لهنري ماري، ومكث في منطقة الكريمية «لامارتين» سابقا إلـى غاية استشهاده رفقة مجموعة من زملائه يوم ٥ جوان ١٩٥٦ بجبل دراڤة وهو من مواليد العاصمة يوم ١١ جانفي ١٩٢٨ بالمدنية.
كما كانت  المناسبة لدعوة البعض من الحضور إلى الإنفتاح على الشباب عندما يتعلق الأمر بالتاريخ والتوجه إلى الأجيال الصاعدة يرافقها كل من عاش وعايش الأحداث.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024