أعلنت أمس ممثلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي البرفيسور لويزة شريفي، عن افتتاح الأيام الصيفية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار التي تمتد إلى غاية 15 جويلية الجاري، ومن 15 إلى 19 جويلية بولاية باتنة، بهدف ربط جسور التعاون وتبادل الخبرات بين الخبراء والباحثين الجزائريين المقيمين هنا وبالخارج، وبالتالي المساهمة في تطوير البحث العلمي ببلادنا، وذلك بحضور سفير الولايات المتحدة الأمريكية والجالية الجزائرية بأمريكا.
أوضحت البرفيسور شريفي في كلمة ألقتها نيابة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه الأيام الصيفية التي تنظم لأول مرة بمبادرة من الجمعية الجزائرية الأمريكية، هي وسيلة للتقارب بين الباحثين الجزائريين ونظرائهم في أمريكا، كما تسمح للدكاترة بتبادل البحث في عدة ميادين، مشيرة إلى أن المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي يشجع هذه المبادرة، آملة في أن تكون بداية للتعاون المثمر في مجال البحث بين الجزائريين في الداخل والخارج.
وفي ردها عن سؤال جريدة»الشعب»، حول المواضيع التي ارتكزت عليها الوزارة قالت ممثلة الوزير أن سنة 2016 خصصت للبحث النوعي، و2017 خصصت لاستراتيجية مشاريع المؤسسات على المستوى الوطني، في حين هذا العام فهو مواصلة واستكمال لتطوير مشاريع مؤسساتنا وجعلها ذات بعد عالمي، مؤكدة أن هذا البرنامج حقق نتائج ايجابية.
من جهته، شدد عبد الحفيظ أوراغ المدير العام للبحث العلمي على ضرورة تطوير البحث العلمي داخل المؤسسات وحسبه فإن هناك مؤسسات قليلة من تعتمد البحث العلمي وأن عدد الباحثين بها لا يتجاوز 200 باحث على عكس ما يوجد في البلدان الأوروبية، حيث يتجاوز هذا العدد، مشيرا إلى أنه بدون تطوير البحث في المؤسسات لا يمكننا تطوير التكنولوجيات والاقتصاد الوطني.
وأضاف أن الدولة الجزائرية بذلت مجهودات في هذا الميدان، لحث المؤسسات على إدراج البحث العلمي والارتقاء به، لخلق الثروة والقيمة المضافة، كما أنها استدركت التأخر، كاشفا عن لقاء مع وزارة الصناعة قريبا لدراسة هذا الموضوع.
كما ألح أوراغ على ضرورة تطوير الخدمات المنشئة للثروة وكذا سياسة البراعة قائلا أن هناك أكثر من 300 شهادة اختراع بعدما كان عددها يقدر ب22 شهادة اختراع. بالمقابل، دعا مدير البحث العلمي الباحثين الجزائريين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية للعمل على نقل الخبرة والتكنولوجيا لنظرائهم الجزائريين من خلال مرافقتهم عبر مشاريع واقعية لتحويل التكنولوجيا، قائلا: «نحن بأمس الحاجة لتحويل التكنولوجيا، لتطوير البحث العلمي بالجزائر، مشكلتنا هي تكوين الكفاءات ومرافقتها لخلق القيمة المضافة».
رئيس الجامعة: كل الإمكانيات جاهزة لاستقبال الطلبة الجدد
قال رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا محمد سعيدي، أن تنظيم الأيام الصيفية جاء بفضل مبادرة الجمعية الجزائرية الأمريكية التي جندت حوالي 15 خبيرا جزائريا مقيما بأمريكا في تخصصات الهندسة المدنية، المعمار، هندسة الكترونية، البيولوجيا مع أكثر من ثلاثين باحثا جزائريا من مختلف جامعات الوطن، بحيث يقدم الباحثون المقيمون بأمريكا على مدار أسبوع محاضرات وملتقيات متعلقة بآخر الاكتشافات التكنولوجية وتقديم العلوم، ومنحهم وسائل لربط علاقات مع مخابر البحث الموجودة بالخارج للتعاون فيما بينهم.
وفيما يتعلق بالدخول الجامعي، أوضح سعيدي أن الجامعة بصدد التحضير لاستقبال الطلبة الجدد ابتداء من 24 جويلية الجاري إلى غاية 8 أوت، بحيث جند لهم أساتذة لتحسيس أوليائهم وشرح لهم تعليمة الوزارة ل2018، وتوجيههم لاختيار التخصصات، علما أن عدد الطلبة المتخرجين لهذه السنة بلغ تسعة آلاف وأكثر من خمسة آلاف متحصل على شهادة الليسانس وأكثر من أربعة آلاف متحصل على شهادة الماستر. وأضاف رئيس الجامعة أنه ابتداء من 2 سبتمبر 2018 يشرع الطلبة في استلام بطاقة الطالب والشهادة المدرسية وجدول التوقيت، بحيث تنطلق الدروس بصفة رسمية في 9 سبتمبر للطلبة القدامى وفي 16 سبتمبر 2018 للطلبة الجدد.
وعلى هامش الأيام الصيفية، أبرز رئيس الجمعية الجزائرية الأمريكية طه مرغوب، في تصريح لـ«الشعب» أهمية هذا الحدث في إقامة جسر من الخبرات في الخارج والجزائر، وتكوين برامج بحث ما بين الطلبة الجزائريين بالجزائر مع الخبراء بالخارج سواء أجنبة أو جزائرية، كما أن هذه الأيام تعد لقاء سنوي يتعرف من خلالها الطلبة بالأساتذة وهؤلاء بدورهم يتعرفون على أساتذة آخرين، لتكوين علاقات في تخصصات عدة مثل الهندسة المدنية والبيولوجيا والعمل مع بعض في مشاريع بحث. وأضاف أن هذا الحدث سينظم العام المقبل في جامعة أخرى، وتكون المواضيع المختارة من اقتراح الطلبة والباحثين الجزائريين، مشيرا إلى هذه المبادرة هي الأولى، بحيث ستنظم هذه الأيام من 15 إلى 19 جويلية الجاري بولاية باتنة.
