الشريك الاقتصادي بحاجة لكفاءات تقدم حلولا آنية
أطلقت أمس بالمدرسة العليا في علوم التغذية والصناعات الغذائية بالحراش ، خلال لقاء نظمته أمس بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وسفارة فرنسا بالجزائر، شبكة مختلطة مدارس- شركات في المرحلة الثانية الجديدة للفترة 2018-2020، بهدف توظيف الكفاءات خريجي المدارس الوطنية العليا، من جهة وتوفير المهارات حسب متطلبات الشريك الاقتصادي من جهة أخرى.
أوضحت مديرة المدرسة العليا في علوم التغذية والصناعات الغذائية مريم هند مهدي، في تصريح للصحافة على هامش اللقاء، أن الشبكة المختلطة للمدارس الجزائرية والفرنسية متواجدة منذ البرنامج الأول سنة 2014، وهي الآن في مرحلتها الثانية للفترة 2018-2020 لتوسيعها، بهدف توظيف خريجي المدارس العليا معظمهم مهندسين ذوي كفاءات عالية، والإعلان عن شبكة مختلطة مدارس- شركات.
وأضافت هند مهدي أن هذا، اللقاء هو تبادل للتجارب ومحاولة إيجاد الآليات للعمل معا بين المدارس العليا والشركاء الاقتصاديين للشركات الكبرى الجزائرية والفرنسية الموجودة بالجزائر وتوظيف الإطارات المتخرجة الذين تلقوا تكوينا عاليا، وكلف الحكومة الجزائرية أموالا طائلة عبر توفير لهم منصب شغل لائق يلبي احتياجات الشريك الاقتصادي الذي يحتاج لمن له مهارات خاصة تتجاوب مع عصرنا، مشيرة إلى أن هذه المهارات نتعرف عليها عن طريق الحوار المستمر بين الشريك ألاقتصادي الجامعة والمدارس العليا.
وقالت أيضا مديرة المدرسة أن، لقاء أمس هو لتوفير مجال الحوار للإصغاء للبعض ومحاولة خلق بوابة جديدة لوضع فرص التربص والتكوين، والسماح للطالب بإيجاد فرص عمل بسهولة، وكذا الانتقال للتجسيد على ارض الواقع شراكة مدارس عليا وشركات وطنية بالجزائر. علما أن هناك 13 مدرسة عليا ممثلة في لقاء أمس وثلاثين مؤسسة اقتصادية كسيال، جيباك، مجمع «لابال» وغيرها.
بالمقابل، أبرزت هند مهدي أهمية هذه المدارس في تكوين النخبة قائلة:» ميزة هذه المدارس هو توفرها على النخبة، أولا هناك انتقاء الطلبة حاملي شهادة البكالوريا، يتلقون عامين في الأقسام التحضيرية بعدها يخضعون لمسابقة للالتحاق بالمدارس العليا»، مشيرة إلى أنه مسار طويل وصعب ومنتقى منذ البداية، لكنه يسمح بتكوين أفضل لإطارات المستقبل، لأن الجزائر بحاجة إلى مهندسين وبحث عملي وتطبيقي وإطارات أكفاء.
وحسبها فإن مهمة المدارس العليا هي البحث التطبيقي، والنجاعة الذي يتجاوب مع متطلبات السوق ويقدم الحلول الآنية والواقعية للشريك الاقتصادي الذي يواجه مشاكل ويحتاج لهذه الحلول، مؤكدة أن الجزائر تتوفر على طلبة لامعين لديهم الإبداع والابتكار وطاقة، وعلينا استغلالهم لأن استقدام خبراء يكلف كثيرا، كما أن المؤسسات الاقتصادية تعلم أنها تجد الكفاءات بالمدارس العليا. في هذا الصدد أشارت مديرة المدرسة إلى أن هذه المدارس أضحت تستقطب طلبة من فرنسا يأتون للتكوين لمدة أكثر من شهر.
المنسق الفرنسي للشبكة: نحن بصدد إنشاء شهادة مزدوجة فرنسية جزائرية
نفس الأمر أكده المنسق الفرنسي بالشبكة المختلطة البرفسور ستيفان ديسوبري، قائلا أن الجزائر يمكنها أنها تكون بلد مستقطب للطلبة للمجئ واستكمال قسم من دراستهم بالمدارس الجزائرية العليا، مضيفا أنه تم التوقيع على اتفاقية «ايراسكوم بلوس» لاستقبال الطلبة، بحيث قدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر وسفارة فرنسا تمويل لإعطاء منح لهؤلاء الطلبة لاستكمال الدراسة بالمدارس الفرنسية، وبالتالي الحصول على شهادة مزدوجة فرنسية- جزائرية، تمكن الطلبة الجزائريين من إيجاد فرص عمل بفرنسا والجزائر على حد سواء.
وأوضح المنسق الفرنسي بالشبكة ، أن هذه الأخيرة تحاول الحصول على أكبر قدر من التبادل العلمي والتكوين بين المدارس للتقارب ما بين مجتمع البحث العلمي الفرنسي والجزائري في ميدان التكوين والبحث في العلوم الهندسية. علما أن المتدخلون بالطاولة المستديرة شددوا على أهمية التربص التطبيقي بالنسبة للطلبة على مستوى المؤسسات