«المستهلك الصغير» دليل سيوزع على المدارس الموسم الدراسي المقبل ، حسب ما أفاد به في تصريح لـ»الشعب» محمد تومي المدير التنفيذي للفيدرالية الجزائرية للمستهلكين ، للمساهمة في تنمية الثقافة الاستهلاكية «الغائبة لدى الجزائريين» على حد تعبيره.
1 مليون نسخة من الدليل حاليا تحت الطبع ، وستوزع على المؤسسات التربوية خلال نوفمبر القادم ، حسب ما ذكر تومي ، يتضمن السلوكات الواجب إتباعها في الاستهلاك ،وقد استهدفت شريحة الأطفال لغرس ثقافة الإستهلاك الصحية ، التي «تغيب تماما « ، خاصة في ظل الانتشار الكبير للتجارة الفوضوية ، والإقبال الكبير للمواطنين على اقتناء كل ما يعرض في الشوارع والطرقات ، بدون الوعي بالأخطار التي تشكلها على الصحة ، منها التسممات التي تسجل سنويا ، والتي تكلف عملية التكفل بحالة واحدة ما لا يقل عن 10 مليون سنتيم ، وتزداد الكفة حسب درجة خطر التسمم – كما أوضح المتحدث -.
التكفل بحالة تسمم واحدة يكلف 10 مليون سنتيم
أرجع تومي انتشار التجار الفوضويين خاصة في المناسبات الدينية وفصل الصيف ، إلى النقص الكبير في مجال الرقابة ، وعدم اتضاح الجهة المسؤولة عن هذه الظاهرة التي تنتشر بشكل كبير في المدن الساحلية ، حيث يرى أن الإحاطة بالتجارة الموازية من صلاحيات كل من وزارة الداخلية والتجارة معا.
يرى تومي أن محاربة التجارة الموازية تقع بالدرجة الأولى على البلديات، لأنه يوجد على مستوى كل واحدة منها مكتب نظافة مكون من طبيب بيطري ومختص في البيئة....، وبالتالي يضطلع بمهمة التفتيش ، وإعداد التقارير حول الحالات التي يقفون عليها خلال الزيارات الميدانية لأعضاء المكتب.
تجارلا يشغلون البرادات ويبررون ذلك بغلاء الكهرباء
وبالنسبة للحملة التحسيسية التي تقوم بها الفيدرالية تزامنا وفصل الصيف ، قال تومي انه لم يتحسس تفاعل من قبل المواطنين ، الذين لا يبالون تماما بالأخطار التي تترصدهم من المواد التي يستهلكونها بدون شروط الحفظ والنظافة على غرار الجبن والكاشير وحتى الشكولاطة والمربى التي يتم حشو»الخفاف» بها ، وكلها تباع على الشواطئ تحت أشعة الشمس ودرجات حرارة مرتفعة.
وتعتبر أن الإقبال على اقتناء هذه المواد في هذه الظروف غير الملائمة تماما ، ما شجع – حسبه- على إنتشار التجارة الفوضوية بهذا الشكل ، وشكل صعوبة في القضاء عليها ، أما التجار فقد لاحظ تومي أن هناك تجاوب منهم مع الحملة التحسيسية ، بالرغم من تأكيده على أن البعض منهم يلجئون إلى عدم تشغيل المكيفات والبرادات خلال الليل ، مبررين ذلك بغلاء فاتورة الكهرباء.
