العلامة الهاشمي التيجاني مرجعية فكرية
سلط باحثون في التاريخ والتراث الإسلامي، أمس، الضوء على حياة العلامة التيجاني الهاشمي في ذكرى رحيله مبرزين تراثه الفكري وثروته التي لا تنضب.جاء هذا في مداخلة المشاركين في ندوة فكرية احتضنتها دار الإمام تناولت مسيرة الشيخ ومواقفه الثابتة في الدفاع عن الهوية العربية والإسلامية الجزائرية.
المتدخلون في الندوة أوضحوا أن العلامة الجزائري الراحل الهاشمي التيجاني قضى حياته من أجل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، مسخرا حياته في الدفاع عن القيم الجزائرية رغم أصوله المغربية التي لم تكن أبدا حائلا في أن يكون مدافعا شرسا عن قيم البلاد التي تحتضن جسده، حيث ذكر الباحث في التاريخ محمد الامين بلغيث أن الراحل قضى حياته من أجل الدفاع المستميت في الحفاظ على الشخصية العربي والإسلامية للجزائر».
أشار الأستاذ بلغيث في مداخلته ضمن الندوة الفكرية التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس إلى أن العلامة كان له الفضل في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسي، موضحا انه أول من قام بهذا الانجاز في إطار نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، انطلاقا من مكانته مستشارا للملك المغربي محمد الخامس ومعلمه للقرآن الكريم.
كما ذكر باحثون اخرون أن الهاشمي التيجاني ولد في 1918 بالرباط بعد أن هاجرت عائلته من منطقة أولاد سيدي الشيخ نحوالمملكة المغربية خلال السنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكان والده محمد التيجاني يكتب في مجلة «البصائر» لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وفي السياق ذكر الأستاذ بلغيث أن العلامة كان يعمل إبان حرب التحرير في إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة التابعة لجيش التحرير.
تقلد العلامة عدة مناصب عليا في وزارة الفلاحة ووزارة الشؤون العليا للترجمة كما شغل أستاذا لتاريخ الحضارات وأستاذ في معهد العلوم الإسلامية في فترة الثمانينيات وذلك بعد دخوله إلى الجزائر غداة الاستقلال وأصبح أمينا عاما للجامعة المركزية وأستاذا في الترجمة بين 1962 و1964 حيث فرض استعمال اللغة العربية في البيانات والمنشورات.
شارك في الندوة العلمية التي ألقى فيها المشاركون شهادات حية من الباحثين موسى اسماعيل وعبد الحليم بيشي ، محند إويدير مشنان الدكتور مصطفى بوعقل وكذا أ.د محمد الأمين بلغيث، حيث تم التطرق الى أهم انجازات المفكر الهاشمي التيجاني على غرار ترجمة كتاب «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم» ومؤلفات أخرى أهمها «التاريخ العام للرياضة البدنية» إضافة إلى مئات المقالات الصحفية.
