الجزائر عازمة على رفـع إنتاج الغاز في 2024

الخارطة الوطنية للغاز.. إمكانيات ضخمة تنتظر الاستغلال

فضيلـــة بـودريش

سوناطراك.. مضاعفـة الإنتاج وإطـلاق برنامج طموح وواعـد لتعميـق الاستثمــارات

 أكّدت جميع المؤشّرات عودة الجزائر القوية كأكبر منتجي الغاز في العالم بفضل الإرادة القوية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وحرصه الدائم على تثمين القدرات وبعث الدينامية التنموية في مختلف القطاعات. في السياق قام مجمّع سوناطراك بمضاعفة إنتاج الغاز للمحافظة على موقعه المؤثر في السوق، وأطلق برنامجا طموحا وواعدا حرص فيه على توسيع الاستكشافات وتعميق الاستثمارات.

 من بين المؤشّرات القويّة المؤكّدة لدور استراتيجي من المرتقب أن تقوم به الجزائر في سوق الغاز العالمية مستقبلا، أنّ الخارطة الوطنية للغاز، تتضمّن أزيد من ثلثي مساحة البلاد ما زالت غير مستكشفة، إلى جانب أكثر من 100 اكتشاف طاقوي ينتظر التطوير، وهذا من شأنه أن يحفّز ويغري أكبر المستثمرين في هذا المجال لاختيار وجهة الجزائر.
بات ينظر للجزائر باهتمام كبير، خاصة بعد أن شهد العالم في السنوات الأخيرة أزمة تموين في الغاز، واشتعال أسعاره في ذروة طلب تاريخية غير مسبوقة في العالم، وفورة أسعار عالية لم تبلغها من قبل، جعلت المستهلكين وعلى رأسهم دول القارة الأوروبية، يبحثون عن تموينات آمنة وراسخة ومتاحة. وفي هذا الظرف الاستثنائي، صار الجميع ينظر إلى الجزائر كمنتج بارز وفعال وقريب جغرافيا، لذا من الطبيعي أن تتسابق العديد من الشركات العالمية صاحبة الخبرة والأموال، وكذلك التجهيزات ذات التكنولوجيا المتطورة للاستثمار في الجزائر، لأنّ الاستثمارات مربحة وذات جدوى والاستكشاف في الجزائر ذا مردودية عالية.

قــوّة فـي التّفــاوض

 تركّزت كل الأنظار في السّنوات القليلة الماضية حول الجزائر، بفضل ما حقّقته من استكشافات عديدة وبارزة لحقول الغاز خلال سنة 2023، وصفت بالهامة والمعبّدة لمسار استكشافات واعد ينتظر الجزائر، بل وفتحت شهيّة المستثمرين، لكن أغلبية هذه الاستكشافات الكبيرة حقّقتها شركة سوناطراك بفضل إطاراتها وإمكانياتها الخاصة.
سيشرع في استغلال هذه الاستكشافات دون شك في عام 2024، في إطار سياسة الرفع من القدرة الإنتاجية للجزائر، وعلى خلفية أن زيادة الإنتاج، يقابلها مضاعفة حجم الصادرات نحو أوروبا وآسيا، كما أن كل ذلك يمنح الجزائر جاذبية وقوة في التفاوض مع كبار المصنعين في مجال الغاز.
ومن عوامل هذا التّفوّق، استعداد الجزائر في وقت مبكر من أجل تجسيد رهان الرفع من قدراتها الإنتاجية، وضخ المزيد من الطاقة النظيفة للغاز، لأنّ الغاز طاقة غير ملوّثة في الأسواق العالمية.
كما عكفت على رصد الأموال المعتبرة بهدف تجديد هياكلها وتطوير بنيتها القاعدية، بما يتماشى مع التطور التكنولوجي الكبير، وتعزيز موقعها كمنتج محوري ثابت في إنتاجه وتموينه، وعدم الاكتفاء بالزبائن التقليدين، بل البحث عن أسواق جديدة لأنّ الدول الأوروبية في كل مرة تطلب المزيد من الغاز لتلبية احتياجاتها على غرار إيطاليا وإسبانيا وتركيا، ولا يخفى أن رفع صادرات الغاز يقابله الزيادة في إيرادات العملة الصعبة.

أسـواق جديــدة

 من المقرر أن تنتهج الجزائر مسار الرفع من إنتاج الغاز الطبيعي بحوالي 10 ملايير متر مكعب، بداية من العام الجاري، على اعتبار أنّه تربطها عقود شراكة مع شركات أجنبية من أجل تطوير سلسلة من المشاريع باستثمارات قيمتها حوالي 6 ملايير دولار.
ويعوّل على هذه المشاريع الرفع في البداية من إنتاجها للغاز بحوالي 10 ملايير متر مكعب في 2024، وهذه الكميات الإضافية المرتقبة، حتما ستضع الجزائر في أريحية من أجل الوفاء بالتزاماتها ضمن العقود الدولية، والبحث عن أسواق جديدة متعطشة للغاز في ظل انتعاش الاقتصاد العالمي.
ومن بين المكاسب المحقّقة من طرف شركة سوناطراك، استكشافها خلال النصف الأول من العام الماضي ما لا يقل عن 10 حقول جديدة للنفط والغاز، وأغلب هذه الاستكشافات تتواجد بالقرب من المنشآت ومناطق الاستغلال الحالية، وهذا ما يسهل من مهمة ضمها إلى عمليات الإنتاج.
كما أنّ الغاز يحتل أهمية كبيرة في عملية الانتقال الطاقوية المنتهجة، ويعد طاقة مستقبلية ضخمة وآمنة.
أمّا بخصوص آخر تقرير لمنتدى مصدري الغاز لشهر جانفي 2024، اعترف أنّ حصة الجزائر من الغاز الطبيعي المصدر عن طريق الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي بلغت 19 بالمائة في 2023، وافتكّت المرتبة الثانية بعد النرويج.
وقدّر ذات التقرير المعدّل الشهري لصادرات الجزائر نحو الاتحاد الأوروبي السنة الماضية 2.41 مليار متر مكعب، ويقابله متوسط بـ 7 مليارات متر مكعب للنرويج.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024