الخبير الطاقوي عبد الكريم.. عزيب لـ”الشّعـب”:

حضور قوّي ونوعي مرتقب لقمّة الجزائر.. وهذه هي الأسباب

هيام لعيون

 نحـو وضـع أرضيـة توافقية ورسـم خارطـة مستقبليـة للسـوق الدوليــة

المنتدى سيوحد المقامات بين الدول الأعضاء التي تمثل 70 بالمائة من احتياطات العالم من الغاز

ستكون القمة السابعة لمنتدى الغاز التي تعقد التي تنطلق فعالياتها التمهيدية اليوم بالجزائر العاصمة، تاريخية من جميع النواحي نظرا لعدة اعتبارات، أهمها السياق الدولي، الذي يتميز بوجود ظروف حساسة جدا أثرت على سوق الغاز في العالم، إلى جانب الحضور النوعي المرتقب لمختلف الدول الأعضاء، نظرا للريادة التي تحتلها الجزائر عالميا في هذا المجال، وللمكانة التي تؤهلها أن تكون دولة محورية تقود توافقات سياسية واقتصادية تحافظ على مصالح الدول الأعضاء في “الفوروم”، ولم لا استقطاب شركاء جدد تمهيدا لرسم الخارطة الطاقوية في العالم، وبناء أرضية صلبة تحضيرا لإنشاء منظمة الغاز الدولية، في إطار حوار استراتيجي وبناء مما يسمح بتعزيز التعاون بين كل الدول في ميدان الغاز لوضع آليات ضبط السوق، كل هذه المعطيات ستتوّج بإعلان الجزائر. هذا ما يؤكده الخبير في مجال الطاقة عبد الكريم عزيب.

شدّد الخبير الطاقوي، عبد الكريم عزيب، على أن احتضان الجزائر للقمة السابعة لرؤساء وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، سيكون حدثا تاريخيا، يكرّس مكانة الجزائر كدولة رئيسة في مجال إنتاج، تصدير وصناعة الغاز الطبيعي بنسبة عالية في مجال الإدماج، حيث تلعب الجزائر دورا هاما باعتبارها تحتل مراتب متقدمة في قائمة الدول التي تحوز على احتياطات هامة للغاز الطبيعي، ما يعزّز من موقعها في المنتدى وفي السوق الغازية العالمية، كما تعتبر شريكا جد موثوق خاصة في السوق الأوروبية، وهو السوق الأساسي للغاز الطبيعي في العالم.

أهــداف وتحدّيــات

وأوضح الخبير، أن الجزائر في مستوى تطلعات الدول الأعضاء لتحقيق الأهداف المرسومة، لإنجاح هذه القمة للحفاظ على مصالح الدول المصدرة والمستهلكة للغاز، حيث تعتبر الأخيرة شريكا اقتصاديا، إلى جانب ضبط سوق الغاز وإيجاد آليات للتحكم في الأسعار، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز العلاقات بين الدول المصدّرة للغاز ويحافظ على سيادة هذه الدول، من خلال المساهمة في تسيير وتطوير صناعة الغاز في العالم، في إطار ضخ استثمارات نوعية ذات تكنولوجيا عالية.
وأكد المتحدث على استقطاب شركاء خارج المنتدى وتقديم حوصلة حول انجازات “المنتدى” منذ إنشائه سنة 2001، للخروج بأرضية توافقية، من أجل إنشاء منصة هامة لتعزيز الحوار الدولي والبحث والتطوير في الجانب الغازي للدول الكبرى، من خلال تبني حوار استراتيجي وتعاون بين كل الدول مع الاستشراف لبناء ورسم طريق لمستقبل طاقوي آمن ومستدام، إضافة إلى خلق مجال تلتقي فيه الأهداف وتطوير الابتكارات، بما يسمح بإصدار قرارات سيادية في السوق الغازية، والحفاظ على احتياطات كل بلد مصدر للغاز، مع السعي لاستقطاب أعضاء جدد للمنتدى”.
«فوروم الجزائر ــ يضيف محدثنا ــ سيوّحد المقامات بين الدول الأعضاء التي تمثل 70 بالمائة من احتياطات العالم من الغاز، ما يجعلها قوّة ضاربة في هذا المجال، لذلك لابد لها من وضع آليات للتحكم في السوق الغازية، لتجنب حدوث تصدعات وحالة من اللا استقرار.

المشاركــة في المنـتدى ستكـون نوعيــة

وحول أهمية هذا المنتدى، توقع الخبير الطاقوي، أن تلعب الجزائر دورا كبيرا في وضع خارطة طاقوية عالمية، وتساهم في وضع إستراتيجية توافقية بين دول المنتدى، مع إرساء ضوابط تمكّن الدول الأعضاء في المنتدى من التحكم في السوق الدولية الغازية، نظرا للمعطيات المتاحة من إنتاج وصناعة وتحكم في التكنولوجيا.
وأضاف أن “هذه الطبعة، ستُعقد بحضور رؤساء الدول الأعضاء في المنتدى، وهذا بالنظر للمكانة التي تحظى بها الجزائر دوليا كونها دولة “ذات سيادة”، سيّدة في قراراتها، ولا تخضع لأي إملاءات خارجية ما جعلها تحظى بأهمية ومكانة جد مرموقة، ولأنها من الدول الرائدة في تصدير الغاز الطبيعي، وهو ما يجعلها دولة فعالة في المنتدى، وعضو جد مؤثر في مخرجات القمة، كذلك الجزائر لها مكانة كبيرة في إحداث التوافقات السياسية بين الدول، فما بالك على الصعيد الاقتصادي، فالقمة العالمية تكتسي أهمية كبيرة ليس فقط لوجود ظروف عالمية متغيرة حساسة ولكن كون الجزائر من الدول الرائدة في الاستثمارات، ولمكانتها في السوق الدولية وفي أوروبا، كل هذا يجعل من القمة ذات اهتمام كبير كونها ستنعقد بالجزائر”.

أرضية صلبـة تمهيـدا لإنشـاء منظمـة للغـــاز

وضمن هذا السياق، أشار عزيب إلى أن دول المنتدى تسعى هذه المرة لإنشاء منصة توافقية إستراتيجية بين الدول الأعضاء، تسمح بضبط السوق الغازية والتحكم في الأسعار، من باب أن هذا المنتدى يكتسي أهمية لا تقل عن اجتماعات منظمة النفط أوبك، موضحا أن الحديث عن إنشاء منظمة للدول المصدرة للغاز الطبيعي خلال قمة الجزائر ربما سيكون هدفا منشودا للدول الأعضاء، للتحكم في مجال الغاز، وذلك لن يحدث ــ يضيف محدثنا ــ إلا بعد إعداد أرضية توافقية ووضع آليات وميكانيزمات للتحكم في أسعار الغاز التي تخضع لعوامل خارجية.

إعــلان الجزائـر والمعهــد.. إضافـة كبــيرة للبلــد

وعن مخرجات القمة التي تتوج بـ “إعلان الجزائر”، أشار عزيب أنها ستعكس الرؤية المتعلقة بمختلف المسائل المرتبطة بالغاز، مثل انتقال طاقوي آمن، مع استشراف الأهداف المستقبلية وخير دليل إنشاء المعهد الذي سيكون بمثابة الأداة الفعالة في مجال صناعة والتكنولوجيات الغازية.
وعلى ذكر هذا المعهد، المنتظر احتضان العاصمة الجزائر مقره، أكد محدثنا أن بلدنا تتشرف باحتضانه، حيث يعتبر إضافة كبيرة لها، ومن شأنه أن يعكف على إيجاد الحلول التكنولوجية الفعالة والمبتكرة لتعزيز مكانة الغاز الطبيعي في عملية الابتكار الطاقوي وتثمين مكانة الغاز في الأسواق العالمية كطاقة نظيفة ومتعددة الاستعمالات، كما أن المعهد يعتبر علامة تقدير وثقة من طرف المنتدى للجزائر بصفتها دولة رائدة، وبمثابة مكافأة لها، حيث من المكن أن نستفيد منه كبلد مستثمر ومنتج ومصنع للغاز، واقترح الخبير تمويل استثمارات نموذجية للجزائر هدفها تطوير تكنولوجيات، للوصول إلى دراسات جديدة في ميدان تطوير الصناعات الغازية، والبتروكيماوية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024