حصيلة إيجابية داخليا ورؤية استشرافية تعزز موقفها التفاوضي خارجيا

الجزائــر المنتصــرة..ثمــار اقتصاديـة وشراكةٌ ندّية

فضيلة بودريش

 

 مؤشـــرات وأرقــــــام لتحقيـــــق تكامـــــــــل اقتصادي حقيقي وفق مبدأ “رابح – رابح”
 اتفـــــــــاق الشراكـــــــــــة مـــــــع الاتحـــــــاد الأوربي..بلادنا في موقع قوة للمراجعة
 مكانة استراتيجية..قاعـدة صناعيـــة واعدة ومنظومة فلاحية عالية وتنافسية
 بلادنـــــــا لم تعــــد مجــــرد شريــــك مستهــــلك.. و”مايد إن ألجيريا” يغــــــــزو الأســـواق العالميـــة

في ظل التحولات العالمية الراهنة، تسعى الجزائر إلى بناء شراكة قوية وناجعة مع دول الاتحاد الأوروبي، تقوم على أسس المصالح المتبادلة والرؤى المشتركة، بما يضمن إقامة علاقات اقتصادية متوازنة. وتستند هذه الشراكة إلى المكانة الاستراتيجية التي تتمتع بها الجزائر، كبلد غنّي بالموارد الطبيعية والبشرية، إضافة إلى امتلاكها قاعدة صناعية واعدة ومنظومة فلاحية ذات جودة عالية وتنافسية ملحوظة.
وبعد مرور أكثر من عشرين سنة على توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تغيّرت المعطيات الاقتصادية على المستويين المحلي والدولي، ما يستدعي مراجعة هذا الاتفاق وتقييم ما تم تنفيذه وما تحقق فعليًا، حتى لا يبقى مجرد إطار تجاري تقليدي. ويأتي ذلك في وقت اتخذت فيه الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خيارات اقتصادية وتنموية حاسمة، مكنتها من التحوّل من بلد مستورد إلى بلد مصدّر.
وانطلاقًا من هذه التحوّلات، بات من الضروري أن يدرك الشركاء الأوروبيون حرص الجزائر على تعزيز صادراتها نحو أسواق الاتحاد، لتشمل منتجات متنوّعة وذات جودة عالية، على غرار المنتجات الفلاحية، ومواد البناء، والمعادن، والمواد الغذائية وغيرها. فالجزائر لم تعد مجرد شريك مستهلك، بل أصبحت تسعى لإرساء شراكة متكافئة تقوم على مبدأ “رابح – رابح”، وتطمح إلى تحقيق تكامل اقتصادي حقيقي.
وتعمل الجزائر على حماية منتوجها المحلي من خلال تعزيز القدرة التنافسية، ومراجعة بنود الاتفاق بما يخدم الصناعة الوطنية، ويشجع التنمية المستدامة، ويستقطب الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في خلق مناصب شغل جديدة ونقل التكنولوجيا الحديثة.
لا شك أن الجزائر باتت تفاوض من موقع قوّة، كونها مصدرًا آمنًا للطاقة نحو أوروبا، ما يمنحها قدرة على فرض رؤيتها الهادفة إلى تغليب الجانب الاقتصادي والتنموي على الطابع التجاري البحت في هذه الشراكة. ويبدأ هذا المسار بإجراء تقييم موضوعي وشامل للاتفاق القائم، في ظل استعداد الطرفين لتوسيع أفق التعاون، استنادًا إلى العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الجزائر بالاتحاد الأوروبي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025
العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025