المنتخب الوطني يحقق فوزه الرابع على التوالي

بلماضـي يـــرُد علــى المنتقديـــن فــوق الميــــدان

نبيلة بوقرين

تمكن المنتخب الوطني من تحقيق التأهل للدور الثالث من نهائيات أمم أفريقيا في طبعتها 32 التي تتواصل فعاليتها في مصر من 21 جوان إلى 19 جويلية، ليُؤكد بذلك الطاقم الفني واللاعبين أنهم جاهزين كما من أجل مواصلة التألق في أرض الكنانة واضعين حد لكل المشككين والمُنتقدين قبل بداية الموعد القاري.

حقق أشبال بلماضي رابع فوز لهم في «الكان» على حساب المنتخب الغيني الذي دخل مواجهة الدور ثمن النهائي بنية الفوز من أجل مواصلة المشوار، ليجد عزيمة وصرامة كبيرة من طرف الجزائريين الذين كانوا في الموعد من خلال الفوز بالأداء والنتيجة في لقاء كبير أظهروا خلاله كل ما لديهم من فرديات ولعب جماعي مؤكدين بذلك أن الوجه الذي ظهروا به في دور المجموعات.
أثبت بذلك الناخب الوطني حنكته وذكائه في إنتقاء عناصر التشكيلة التي تنقل بها إلى مصر من خلال النتائج التي يحققها الفريق سواء من ناحية الأساسيين أو الإحتياطيين، بعدما قام بتغيير 9 أسماء كاملة في لقاء الجولة الثالثة من الدور الأول للمنافسة ومع ذلك كان الفوز من نصيب الجزائريين، ما يعني أن الجميع جاهز وعلى دراية بما ينتظرهم من مهمة في بلاد الفراعنة.

«تحرير» اللاعبين ذهنيا ...

من جهة أخرى، سجلنا تناسقا كبيرا بين كل اللاعبين الذين أشركهم الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني خلال اللقاءات الرسمية وقبلها المبارتين الوديتين في تربص قطر، ما يعكس العمل الكبير الذي قام به من أجل فرض الإنضباط في المجموعة والذي يعد عاملا جد مهم للتحكم في الإمكانيات الفردية للاعبين والتي تُرجمت على المستطيل الأخضر.
كما وضع بلماضي حد لكل المُنتقدين والمُشككين في القدرات والكفاءات التي يتمتع بها والتشكيلة التي إنتقاها من خلال مواصلة العمل والتركيز على ما يهم الفريق دون غيره من أمور ليست لها علاقة بكرة القدم، من خلال غلق كل الأبواب لتفادي إرباك اللاعبين معنويا بالنظر لحساسية هذا الجانب وترك المجموعة تركز على اللقاءات الرسمية بعيدا عن التصريحات والأقاويل التي لا تخدم الفريق وهنا تظهر مكانة المدرب الحقيقي الذي يعمل في صمت بالرد على الميدان فقط.
أما من ناحية الطريقة التي إستغل بها الإمكانيات الموجودة لدى اللاعبين كانت ذكية لأنه عمل كل جهده على تحريرهم من الضغط الذي عاشوه قبل بداية «الكان»، حيث إنتهج إستراتيجية لعب جد محكمة وضع من خلالها كل لاعب في المنصب الذي يليق به ما حررهم ذهنيا مثلما كان عليه الحال مع قديورة الذي وجد ضالته خلال العرس القاري ما جعله يُبدع ويتألق في الملاعب المصرية، من خلال تقديم كل ما لديه من مهارات رغم تقدمه في السن إلاّ أنها تعد أفضل مرحلة يتألق فيها مع المنتخب منذ تقمصه للألوان الوطنية.
لا تختلف الأمور بالنسبة لبلايلي الذي ثأر لماضيه من خلال تألقه بألوان المنتخب الوطني وتقديمه لأفضل ما لديه من إمكانيات والدليل واضح من خلال خطفه للأضواء، وإنسجامه مع زملائه في الموعد الأفريقي الحالي بعدما عانى في السابق من مشاكل عديدة أبعدته عن ميادين الساحرة المستديرة قبل أن يعود ويُعوض كل ما فاته، فاتحا بذلك صفحة جديدة في سجله الكروي والفضل يعود للمدرب بلماضي الذي عرف كيف يوظف إمكانياته الكبير التي يتمتع بها من خلال المنصب الذي وضعه فيه ما جعله يُفجّر طاقته.
نفس الأمر بالنسبة لجمال بلعمري الذي أكد أنه ظُلم في السنوات الماضية بسبب إبعاده من المنتخب من خلال الأداء الذي يُقدمه في «كان» مصر والدور الكبير الذي يلعبه في الخط الخلفي رفقة زملائه مستغلا الخبرة والتجربة التي إكتسبها، خاصة بعد إنتقاله للدوري السعودي من أجل إبعاد الكرات الخطيرة التي تنتُج عن الهجمات المرتدة من المنافسين.
يبقى وهاب مبولحي صمام الأمان للخط الخلفي للمنتخب الوطني من خلال تألقه في حراسة شباكه وعدم السماح لدخول أي كرة لحد الآن مُعطيا بذلك مبدأ الطُمأنينة لزملائه من اجل التقدم نحو الأمام، يأتي ذلك بعد جُملة الإنتقادات التي تلقاها بلماضي بعد وضع إسمه في القائمة ما يُعد أفضل إجابة للجميع على المستطيل الأخضر ومن المتوقع أن يواصل في التألق خلال الأدوار القادمة بما أن الفريق الجزائري يعيد أفضل فتراته خلال نهائيات أمم أفريقيا الحالية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024