الوطنيـة شعـاره والنّهوض بالريـاضة الجزائريـة حلمه

فريال بوشوية

صنع أفراح الجزائريين رفقة زملائه في الثمانينيات، داعب كرة القدم فسجّل اسمه بأحرف من ذهب على الصعيد العالمي، بافتكاكه مكانة أساسية في فرق عريقة لا تتعامل إلا مع الأفضل. لا يوجد في قاموسه كلمة مستحيل، شعاره التحدي لبلوغ النجاح، لا يعترف بالاستقرار السلبي فخطى بثبات خطوات خارج الميدان الرياضي ليكون أحسن سفير للجزائر بالاتحاد الإفريقي واليونسكو. يترفّع ولا يتعثّر عند العراقيل المفتعلة، كما لم تمنع الهدّاف بالكعب رابح ماجر من بلوغ مناصب هامة والبقاء صامدا أما كل المحاولات اليائسة التي تستهدفه، بدليل أنّه يترأّس اليوم وبموجب مرسوم رئاسي اللجنة الوطنية لرياضة النخبة واكتشاف المواهب.

رابح ماجر الذي حلّ ضيفا خفيف الظل على “الشعب” ترك في الأذهان صورة لشخص غاية في التواضع، ولم تنل من ابن حسين داي أضواء الشهرة رغم اقتران اسمه بمشاهير كرة القدم منهم مارادونا، كما لم تنل من تلقائية صاحب القدم الذهبية الذي تحدّث بصراحة عهدها فيه كل من يعرفه، وترفع مهما بلغ الأذى من درجات ورغم ترك آثار في نفسه وذكريات هي الأسوأ باعترافه شخصيا على غرار الظروف التي دفعته إلى ترك العارضة الفنية للفريق الوطني.
بعيدا عن البروتوكولات أخذنا ماجر في جولة معه على مدى ساعتين وأكثر من الزمن في تجربة ثرية لم تقتصر على المجال الرياضي، له أفكاره وآراءه الخاصة بنى على أساسها تصوره الخاص لتطوير الرياضة في الجزائر، لأنّ البداية في اعتقاده يجب أن تكون من القارة، ومن أجل ذلك الانطلاقة تكون مع الأشبال ذلك أنّ النجاح الذي يستمر في الزمن يحتاج إلى عمل طويل الأمد لجني الثمار على مدى عدة سنوات، كما أنّه لا يؤمن بالامكانيات المادية كعنصر حاسم في النجاح بقدر ما يعول على الارادة.
وبقدر حبّه للرياضة التي صنعت أمجاده وسجّلت اسمه بأحرف من ذهب ضمن قائمة الكبار في عالم الكرة المستديرة، بقدر وطنيته .. وطنية يعتزّ ويفخر بها ابن الجزائر الذي لم يتوان يوما في الاستجابة، وعبارة “أنا في خدمة وطني”، وميزة ماجر التي لا يمكن أن تمر دون أن تشد الانتباه عدم جحوده لا للجزائر ولا للمسؤولين، إذ أنّه ينبّه في كل مرة إلى أنّ بلوغه هذه الدرجة من النجاح لم يكن ليتحقّق في غياب دعمهم.
رفيق بن صاولة، عصاد، مناد وبلومي في الملعب الذي كرّسوا البداية الحقيقية لما بات يصطلح عليه بـ “الاحترافية” بأتمّ معنى الكلمة، يستذكر بحنين وشوق أيام المنتخب الذي سرق الأضواء رغم أنه كان من المنتخبات المغمورة آنذاك بمواجهته لألمانيا العام 1982 وإحراز فوز ذهبي، فريق كان يحتل المرتبة الأولى على مستوى القارة السمراء، مؤكدا أنّ الجميع كان ينتظر موعد التربص الذي يجري مرتين في الشهر بشغف كبير لأنّهم كانوا كعائلة واحدة أكثر منهم فريق، ولا يهمهم أموالا ولا منحا لأنّ الأهم كان صنع فرحة الجزائريين ورفع راية الجزائر عاليا.
ومن الرياضة إلى شغل منصب سفير للنوايا الحسنة بكل من الاتحاد الإفريقي واليونسكو، تجربة يقرّ بأنّها نقلته من أجواء كرة القدم والتدريب والتحليل الرياضي التي ترعرع فيها الى ميدان اخر سياسي، يلتقي فيه بكبار المسؤولين في الدول وعلى رأسهم الرؤساء. تجربة وصفها بالثرية وشرف كبير لتمثل الجزائر في هيئات بهذا الحجم، تجربة منحته الكثير، الاضافة كانت الثقة والخبرة والتجربة خارج المجال الرياضي.
ماجر اليوم يتقدّم بخطوات ثابتة ولم تثبط بعض العراقيل المفتعلة من عزيمته في تحقيق حلم في الحقيقة حلم كل جزائري، حلم تغيير الأمور لفائدة الرياضة الجزائرية، للنهوض بها ليس في مجال كرة القدم فقط لأنّ الرياضة لا تقتصر عليها فقط، لتستعيد الجزائر أمجادها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024