أكد البطل الجزائري في الجيدو والحائز على الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية الأخيرة، دريس رضوان مسعود، أنه يطمح إلى الذهاب بعيدا في مشواره كمصارع وحصد ألقاب عالمية ورفع الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية، مشيرا في حوار لـ “الشعب” أن ما حققه لم يأت من فراغ، بل نتيجة عمل متواصل وعزيمة وإصرار على تحقيق الأفضل دائماً، في انتظار التألق خلال أولمبياد باريس.
- الشعب: تحصلتم على الميدالية البرونزية في الألعاب العالمية للرياضات القتالية التي جرت مؤخرا في العربية السعودية، بعد الفوز على المنتخب الألماني، كيف تقيّمون المشاركة الجزائرية؟
-- دريس مسعود: أعتقد أن المشاركة الجزائرية خلال الألعاب العالمية للرياضات القتالية، التي جرت فعالياتها بالعربية السعودية مؤخرا، كانت إيجابية ومشرفة في نفس الوقت، وأكبر دليل إنهاء المنافسة في المركز الثالث ومن ثم الظفر بالميدالية البرونزية بعد مشوار مميز بشهادة الجميع، أين تمكنا من إزاحة عدة منتخبات تملك مستوى كبيرا وأفضل المصارعين على المستوى الدولي، على غرار فرنسا وألمانيا، وهذا بفضل العزيمة والإرادة التي كانت تحذو المجموعة والنتيجة كانت واضحة في الميدان وهو الحصول على المركز الثالث عن كل جدارة واستحقاق.
-- كنتم قريبين من بلوغ النهائي، بعدما فزتم على المنتخب المغربي، ثم على المنتخب الفرنسي في ربع النهائي، قبل أن تتوقّف مسيرتكم في الدور نصف النهائي أمام منتخب أوزبكستان؟
- بصراحة الألعاب العالمية للرياضات القتالية شهدت مستوى عالياً، بالنظر للمنتخبات المشاركة والتي تملك مستوى كبيرا، كما سبق وأن صرحت به، على غرار منتخب أوزبكستان المتوج بلقب الدورة، إلى جانب مستوى المصارعين الذين سجلوا حضورهم، بالرغم من أن هذه البطولة غير معنية بسباق التأهل إلى الألعاب الأولمبية المقررة بباريس، إلا ان اغلب المنتخبات بما فيها المنتخب الوطني استغل هذه المحطة الاعدادية- إن صح التعبير- من أجل إبقاء مصارعيه في أجواء المنافسة، بعد المشاركة الأخيرة في البطولة الإفريقية.. والنتيجة أظهرت أن الجيدو الجزائري ليس بعيدا عن المستوى العالمي، وان المنتخب الوطني جاهز وقادر على تحقيق افضل النتائج، ليس فقط على المستوى القاري بل حتى العالمي.
-- حققت الأهم وهو اقتطاع تأشيرة التأهل لأولمبياد باريس 2024، دون شك كان هذا هو الهدف الأبرز لك؟
- فعلا، حسم تأشيرة التأهل الى أولمبياد باريس كان الهدف الأساسي الذي كنت أسعى دائما لتحقيقه، بالنظر لأهمية هذا الموعد الذي ممكن ان لا يتكرر مرة أخرى في مشوار أي رياضي، لهذا كل تركيزي كان منصبا نحو الظفر بتأشيرة الأولمبياد من خلال المشاركة في المحطات المعنية بسباق الأولمبياد.. ولحسن الحظ، أنني تمكنت من تحقيق الهدف الذي سيبعد عني الضغط نوعا ما من جهة، ومن جهة أخرى سيجعلني أحضر بكل ارتياح لقادم المواعيد، انطلاقا من بطولة أستراليا المقبلة والتي ستكون بمثابة محطة إعدادية هامة أخرى في إطار التحضير الجيد للأولمبياد الذي أسعى من خلاله لإهداء الجزائر الميدالية الذهبية.
-- بعد الألعاب العالمية للرياضات القتالية، هل هناك مسابقات أخرى في انتظاركم مع نهاية السنة الجارية؟
- كما سبق وأن صرحت، هناك مجموعة من المنافسات العالمية المهمة المبرمجة نهاية السنة، لعل من أبرزها الدورة المفتوحة بأستراليا يومي 10 و11 نوفمبر وكذا الجائزة الكبرى للجيدو المقررة بالعاصمة اليابانية طوكيو، مطلع ديسمبر المقبل، إلى جانب بطولة صربيا يوم 8 ديسمبر، وهي كلها محطات إعدادية هامة بالنسبة لي في إطار التحضير الجيد للأولمبياد هذا من جهة. ومن جهة أخرى فرصة لتحقيق نتائج إيجابية تسمح لي بدخول قائمة “توب-8” لأفضل المصارعين العالميين والتي ستساعدني كثيرا خلال عملية القرعة للأولمبياد.
-- قبل أقل من عام عن موعد باريس الأولمبي، هل ضبطتم برنامج التحضيرات، وهل حددتم الهدف.. لا سيما أن المنافسة ستكون شديدة وقوية للغاية؟
- الأولمبياد هو الشيء الوحيد الذي سأركز عليه خلال الفترة القادمة، فهذه الفرصة يمكن ألا تتاح لي مرة أخرى. إحراز لقب البطولة الافريقية مؤخرا كان حافزا لي ورفع أكثر من معنوياتي.. كما اختبرت نفسي أيضًا في هذا الموعد القاري الهام، فأنا أسعى دائما للذهاب بعيدا في مشواري كمصارع، من خلال حصد المزيد من الألقاب، لذلك سأحاول الاستفادة قدر الإمكان من خلال مشاركتي في البطولات المتبقية لأجل الاستعداد الجيد لأولمبياد باريس الذي يبقى هدفي الرئيسي وهو نيل الميدالية الذهبية ورفع الراية الوطنية.
-- كلمة أخيرة؟
بالمناسبة أشكر الجميع، انطلاقا من وزارة الشباب والرياضة، مرورا باللجنة الأولمبية الجزائرية والاتحادية الجزائرية للجودو على المجهودات المبذولة والدعم الكبير المتواصل، سواء من الناحية المادية أو المعنوية من خلال توفير كل الظروف والامكانات اللازمة لأجل الاستعداد الجيد لجميع مصارعي المنتخب الوطني، حيث أن المنتخب الوطني استطاع استرجاع بريقه في السنوات الأخيرة، بدليل النتائج المحققة لحد الآن، سواء على المستوى القاري أو العالمي، في انتظار التأكيد والتألق خلال الأولمبياد.
