عبد الحميد زوبا:

ضرورة إعادة النظر في استراتيجية تسيير الفريق الوطني

حاوره: محمد مغلاوي

وصف عبد الحميد زوبا تصريح هاليلوزيتش بأن المنتخب حقق نقطة مشرفة بالمخجل، معتبرا الاهتمام بالفئات الشبانية الحل الأنسب لتكوين منتخب قادر على مقارعة المنتخبات الكبيرة.

خروج مبكر لـ”الخضر” من “كان 2013” بنقطة واحدة في الرصيد، ما هي أسباب هذا الاقصاء في رأيكم؟
الاقصاء لم يكن متوقعا على الاطلاق، وكان بحق مفاجأة كبيرة، خاصة بعد الوعود التي اطلقها المشرفون على المنتخب بالوصول إلى المربع الذهبي على الأقل. والخروج من منافسة قارية بهذه الطريقة، يؤكد مرة أخرى أن كرة القدم الجزائرية تعيش أزمة عميقة، تتطلب وقفة جدية من جميع الأطراف.
أما فيما يتعلق الأسباب فألخصها في: طول مدة اقامة “الخضر” بجنوب إفريقيا، التي تجاوزت 20 يوما إلى غاية المباراة الأولى أمام تونس. ثانيا: هاليلوزيتش لم يستقر على تشكيلة معينة منذ البداية، ففي المباراة الودية أمام جنوب إفريقيا شاهدنا تشكيلة، وضد النادي الجنوب إفريقي تشكيلة أخرى، وضد تونس لعب بخطة وتشكيلة مغايرة، فغاب الانسجام بين اللاعبين، رغم سيطرتهم العقيمة في أغلب لحظات المباريات. وثالثا: تجاهل الطاقم الفني لخصوصية المنافسة، التي تتطلب تركيزا عاليا وخطط تكتيكية محكمة لمجاراة المنافسين، للحصول على نقاط المقابلات بغض النظر عن الآداء. والسيطرة لا تعني الفوز، فتونس والطوغو تركوا المجال للاعبين الجزائريين وفازوا في النهاية، لأنهم كانوا أكثر واقعية، وعرفوا كيف يستغلون المساحات الشاغرة والفرص المتاحة.    
هناك من يرجع هذا الخروج المبكر إلى إصابة بعض العناصر قبل بداية الـ”كان”، ونقص المنافسة لدى البعض الآخر؟
هذه أعذار واهية، فلاعبو المنتخب الوطني أغلبهم محترفون في نوادي أوروبية، واستغرب عندما اسمع البعض يقول أن منتخبنا شاب يلزمه وقت لكي يكسب لاعبوه الخبرة، ويصبح من المنتخبات الإفريقية الكبيرة. أرى أن الفرق التي تحترم نفسها لا تفكر بهذه الطريقة، كما أن المنتخب ليس ناديا ينطلق من الصفر ليحصد الألقاب فيما بعد، من المفروض المنتخب الوطني دائم الاستعداد لينافس على حظوظه، بلاعبين محضرين جيدا مع نواديهم. السياسة الحالية المنتهجة من المسؤولين على “الخضر” خاطئة، لابد من مراجعتها، لأن استحقاقات مهمة تنتظر التشكيلة الوطنية، والاقصاء من “كان 2013” فرصة للتفكير أكثر في المستقبل.
من يتحمل مسؤولية هذا الاقصاء روراوة، هاليلوزيتش أم اللاعبون؟
كلهم يتحملون المسؤولية، ولابد من محاسبتهم حتى لا تتكرر مثل هذه النكسات مستقبلا، وضروري أن تُتَخذ قرارات صارمة من الجهة الوصية، لأن التفكير في المستقبل غائب عند المشرفين على الكرة في بلادنا. هاليلوزيتش لديه عقد يسمح له الرحيل في أي وقت، فهل هناك من فكر في المرحلة القادمة؟ وهل نملك قاعدة كروية صلبة تجعلنا واثقين من تحقيق نتائج جيدة مستقبلا؟. اتعجب من تصريحات الناخب الوطني عندما يقول أن الإحصائيات انصفت منتخبنا لأنه سيطر واستحوذ على الكرة في أغلب أطوار مبارياته الثلاث... هذا الكلام غير مقبول، التاريخ يعترف بالنتائج لا بالاستحواذ على الكرة والأداء الجيد، فالمنتخب الطوغولي حصل على 4 فرص فقط وسجل منها هدفين، والأكثر استغرابا أن هاليلوزيتش تجرأ على القول أن “الخضر” خرجوا من “كان 2013” مرفوعي الرأس وبنقطة مشرفة. شئ مخجل ما بذر منه وعيب كبير أن يصدر منه هذا الكلام، وهو الذي قال أنه ذاهب لجنوب إفريقيا للوصول إلى المربع الذهبي، كان عليه التزام الصمت، لأن مثل هذه التصريحات لا تشعر اللاعبين بالخطأ. في وقت نرى منتخبات مغمورة مثل الرأس الأخضر تجتهد وتتطور وتحقق النتائج الايجابية بإمكانيات متواضعة وتحضيرات متذبذبة، وتصل إلى أدوار متقدمة، ونحن مازلنا نشارك من أجل المشاركة، رغم الإمكانيات التي سخرتها الدولة للمنتخب.
“الخضر” ينتظرهم استحقاق مهم وهو تصفيات كأس العالم 2014، وسيواجهون البنين الشهر القادم في ثالث مباراة لهم، كيف ترون حظوظهم في التأهل إلى الدور الأخير؟
المعطيات الحالية ستصعب من المأمورية أمام البنين، وفي رأيي الأهم في هذه المرحلة ليس تصفيات كأس العالم 2014، بل التفكير على المدى البعيد لوضع كرة القدم الجزائرية على السكة الصحيحة، لقد تأهلنا قبل ثلاث سنوات لكأس العالم ولم نستفيد من تلك المشاركة، بل أعقبها غياب عن “كان 2012” ثم الاقصاء في الدور الأول من “كان2013”، وبقينا نعيش نفس الأزمة، ومع الأسف عندما حضرت الأموال غابت النتائج والاستراتيجيات الناجعة، فالاتحادية تتوفر على إمكانيات مالية لابأس بها، يمكن استغلالها في دعم الشبان، كما أدعو الممولين لدعم مراكز التكوين على مستوى الأندية، لأنها الخزان الرئيسي للمنتخب الأول، ومن المهم أيضا اشراك جميع الأطراف بمن فيهم اللاعبون والمدربون السابقون، الذين لهم تجربة طويلة، لأن تسيير كرة القدم بشكل انفرادي لا ينفع، ونحن مستعدون للمساهمة والمساعدة لإخراج كرتنا من أزمتها، وغير معقول حرمان شباننا ولاعبينا من تجربة أسلافهم.
وماهو موقفكم من تواصل سياسة الاعتماد على اللاعبين المغتربين في أوروبا؟
غير مقبول أن يبقى منتخب بلد مثل الجزائر ينتظر أن تغدق عليه الأندية الأوروبية بلاعبين محترفين، صحيح أن اللاعبين الحاليين اختاروا تمثيل الألوان الوطنية عن قناعة، لكن إلى متى تتواصل هذه السياسة، لقد حان الوقت لأن نعيد الاعتبار للفئات الشبانية خاصة منتخبي أقل من 17 سنة و20 سنة، نوفر لهم الامكانيات الضرورية ليشاركوا دائما في كأس إفريقيا والفوز بها، لنضمن منتخبا أول قادر على مزاحمة المنتخبات الكبيرة، لأن المادة الخام موجودة وما على المسؤولين إلا توفير الجو الملائم والاعتناء بهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024