سجّل الناخب الوطني الجديد جورج ليكنس دخوله بشكل موفق للغاية في الطريقة التي سوف ينتهجها في عمله على رأس «الخضر» من خلال تركيزه على الجانب البسيكولوجي وإعطاء أولوية للاتصال من خلال ما لاحظناه أثناء الندوة الصحفية التي نشطها بحر الأسبوع الماضي.
الشيء الذي طبع الاتصال الأول بين ليكنس ورجال الصحافة هو أنه تحدث كثيرا عن مهمته للمرة الثانية في هذا المنصب التي تمناها أن تكون أطول من الأولى التي كانت قصيرة لأسباب شخصية.
ويمكن القول، إن قرار الفاف بتعيين ليكنس تمسّه عدة نقاط تسير في الاتجاه الايجابي، أولها أن المدرب البلجيكي يعرف الكرة الجزائرية ومحيطها الأمر الذي يسهل له عملية التأقلم من خلال الانطلاق في العمل مباشرة، لأن موعد مباراة نيجيريا على الأبواب والمنتخب الوطني سيدخل بعد غد في التربص الذي يسبق هذه المباراة.. كما أن ليكنس لديه خبرة كبيرة في التدريب وشارك في كأس افريقيا للأمم مع تونس واحتك بالكرة في القارة السمراء بشكل كبير .. إلى جانب أن سنّه يسمح رؤية الأمور بشكل منطقي في علاقاته مع اللاعبين الذين يعرف العديد منهم في أوروبا، حسب ما أكده خلال اللقاء الإعلامي له.
واثق من الامكانيات الكبيرة للتشكيلة...
وبالرغم من صعوبة المهمة في أول لقاء له في هذا المشوار الجديد، تحدّث ليكنس بلغة الواثق من امكانياته وقدرات التشكيلة الوطنية مؤكدا «سنذهب إلى نيجيريا من أجل الفوز « .. هذه الرسالة موجهة أكثر للاعبين الذين سوف يتلقونها بشكل إيجابي كونهم يعرفون أن امكانياتهم تسمح لهم بلوغ هذه الغاية .. وارتكز ليكنس كذلك كثيرا عن «نوعية اللعب» التي قدمها المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، أين معظم اللاعبين الموجودين حاليا شاركوا في مغامرة مونديال 2014.
واختلفت الأراء النسبة للاختصاصيين والمتتبعين لشؤون الكرة بالجزائر في اختيار هذا المدرب بعد ذهاب رايفاتس، لكن الاتفاق حصل في أن الميدان هو الذي سوف يعطينا الإجابة الحقيقية لمسار هذا المدرب مع الفريق الوطني.
لكن من جهتنا، فإن موعد نيجيريا سيكون حاسما لدرجة كبيرة، لكن ليكنس قدم إلى الجزائر في مشروع رياضي يمتد إلى غاية 2019، الذي بإمكانه ايجاد الكثير من الحلول للمنتخب الوطني، لا سيما في كأس افريقيا بالغابون.
والطريق سيكون صعبا على ليكنس واللاعبين في الخطوة الأولى لهذا المدرب بمباراة نيجيريا، ولو أن طريقة عمل التقني البلجيكي أبعدت الكثير من الضغط على المجموعة، وهذا ما لمسه الكل في الطريقة التي تعامل بها المدرب مع محيطه، وهي الطريقة التي تؤكد الخبرة المعتبرة التي اكتسبها ليكنس.
زيتي، فرحاني، تاهرات، عسلة
ورحماني ضمن القائمة
وبطريقة منظمة والأولى التي نشاهدها هو أن ليكنس قدم في الأول إلا قائمة تضم 18 لاعبا وترك الأمر لرؤية بعض المقابلات لإضافة 5 أسماء التي تمّ اللاعبين المحليين، أين جدّد الثقة في ثنائي حراسة المرمى عسلة ورحماني، بالنظر للياقة التي يتمتع بها كلا الحارسين .. كون الأول سبق له وأن شارك في المنافسات القارية مع شبيبة القبائل والثاني موجود حاليا بلوبمباشي لإجراء نهائي كأس الكاف مع مولودية بجاية وتابع ليكنس مباراة الذهاب التي جرت الأسبوع الماضي بالبليدة.
في حين أن خط الدفاع عرف عودة كل من زيتي، فرحاني وطاهرات الذين بإمكانهم تعويض الأساسيين في مراكز في الخط الخلفي، لا سيما بالنسبة للجهة اليمنى من الدفاع الذي كان نقطة ضعف واضحة في المباراة الماضية للفريق الوطني، ومن الممكن جدا أن يكون زيتي في القائمة الأساسية في نيجيريا بالنظر لحنكة ليكنس في إعطاء الفرصة للاعبين رغم نقص الخبرة لديهم في أوقات صعبة.
ومن جهة أخرى، فإنه من الممكن جدا أن يغيب لاعب وسط الميدان بن طالب الذي خرج مصابا في مباراة شالك 04 مساء يوم الخميس ضمن منافسات أوروبا ليغ، رغم أن الفحوص الدقيقة ستحدّد مدى خطورة الإصابة وأيام الراحة التي ستفرض على اللاعب الذي يعتبر من ضمن الأوراق الرابحة لـ «الخضر» في مباراة يوم 12 نوفمبر الجاري كونه يحسن التمركز في وسط الميدان لكبح حملات المنافس والانطلاق نحو الهجوم، خاصة وأن بن طالب أبدع منذ تحوّله إلى البوندسليغا.
وللإشارة، فإن الفاف أعلنت على موقعها الرسمي برمجة لقاء مع لاعبي «الخضر» (منطقة مختلطة) يوم الثلاثاء القادم للحديث عن مباراة نيجيريا التي انطلقت لدى الشارع الرياضي الجزائري منذ عدة أيام بالنظر لأهميتها في الطريق المؤدي الى دورة روسيا 2018.
