فضيل دوب لـ «الشعب»:

الإستقرار ساهم في نجاح نادي بارادو خلال مرحلة الذّهاب

حاورته: نبيلة بوقرين

أرجع الدولي الجزائري السابق فضيل دوب سبب معاناة كل من فريق إتحاد البليدة وإتحاد بسكرة خلال مرحلة الذهاب من الموسم الكروي الجاري إلى غياب هدف محدد من طرف المسؤولين، الذين اكتفوا بالصعود للقسم الأول فقط دون وضع إستراتيجية واضحة هذا هو الخطأ الذي من شأنه أن يعجل بعودتهما إلى المحترف الثاني، فيما ثمّن العمل الكبير الذي قام به القائمين على نادي بارادو لأنهم حافظوا على الإستقرار وهذا ما جعلهم ينجحون في تحقيق نتائج إيجابية.

❊ الشعب: كيف تقيّم الفرق التي صعدت حديثا للمحترف الأوّل؟
❊❊ فضيل دوب: باستثناء نادي بارادو الذي قدم مستوى رائعا إلى حد الآن نجد كل من إتحاد بسكرة وإتحاد البليدة لم يتمكنا من تسيير الأمور بالشكل المطلوب بسبب عدم جاهزيتهم لخوض غمار المنافسة في القسم الأول، وهذا ما جعل الناديين يتواجدان في وضع صعب خلال مرحلة الذهاب من الموسم الكروي الحالي رغم أنها صعدا حديثا لأنهما اصطدما بواقع صعب في ظل المنافسة القوية من طرف النوادي الأخرى.

❊ ما هو السّبب في معاناة الفريقين ونجاح نادي بارادو؟
❊❊ القائمون على نادي بارادو حضروا جيدا للموسم الجديد والبداية كانت من الحفاظ على الإستقرار داخل المجموعة وكذا الطاقم الفني وهذا عامل مهم للنجاح، كما أنهم عملوا جيدا وفقا لقاعدة محكمة، عكس البليدة وبسكرة لأن المسؤولين لم يحددوا هدف مباشر من الموسم الجديد وإكتفوا بالصعود فقط، وهذا هو الخطأ الكبير الذي جعلهم يتواجدون في هذا الوضع الصعب في مؤخرة الترتيب بعد تضييع عدد كبير من النقاط داخل وخارج الديار.

❊ هل يستطيع كل من إتحاد البليدة واتحاد بسكرة الخروج من هذا الوضع الصعب في مرحلة العودة؟
❊❊ هذا الثنائي عودنا على الصعود إلى المحترف الأول لموسم أو موسمين ثم يعودون للقسم الثاني، وهذا راجع إلى السياسة التي ينتهجها المسيرين لأنهم لا يضعون أهداف على مدى البعيد بل يفكرون في طريقة للربح السريع وتحقيق نتائج سريعة دون التفكري في مصير فرقهم فيما بعد لأنهم يطمحون إلى إرضاء الجمهور المتتبع حتى لا تكون مشاكل، وهذا هو السبب الذي جعلهم يعانون في الموسم الحالي وهناك نسبة كبيرة في العودة مغادرة القسم الأول في نهاية الموسم الحالي.

❊ ما هي الحلول الممكنة لتفادي السّقوط؟
❊❊ هذه النّتائج كانت متوقّعة بالنسبة للناديين بالنظر إلى المشاكل التي عاشوها في بداية الموسم بسبب الضائقة المالية، عدم الإستقرار في التشيكلة التي ساهمت في الصعود للقسم الأول وهذا راجع إلى تفكير الرؤساء، وبإمكان تجاوز هذا الوضع في حالة كانت هناك انتدابات جيدة في الميركاتو الشتوي من خلال جلب لاعبين لهم كفاءة، وهذا غير ممكن لأن النوادي الأخرى لن تسرح اللاعبين الأساسيين باستثناء الذين كانوا في دكة البدلاء، ما يعني أن الناديين لن ينتدبان عناصر جاهزة بدنيا والمشكل سيستمر في ظل المشاكل المالية والديون، وغيرها من الأمور الأخرى ولهذا سبق لي القول أن هذان الناديين سيعودان إلى القسم الثاني بنسة كبيرة، خاصة أن مرحلة العودة ستكون أكثر صعوبة بالنظر إلى الصراع على كسب النقاط بين الفرق.

❊ ماذا عن نادي بارادو هل يستطيع تحقيق مركز مؤهّل للمنافسة القارية؟
❊❊ بارادو حضر جيدا ما جعله يسير في الطريق الصحيح بدليل أنه مع أصحاب المقدمة وبإمكانه أن يحتل مرتبة مؤهلة للبطولة الأفريقية وحتى إن لم يتحقق ذلك هذا الموسم بإمكان أن يكون العام  القادم لأن المجموعة متماسكة لأن اللاعبين يعرفون بعضهم والطاقم الفني يواصل عمله بكل إستقرار، ما جعل الفريق يكون مجموعة تتنافس على المراكز الأولى بعد عودتهم إلى المحترف الأول رغم صعوبة المهمة في ظل المنافسة القوية بين النوادي الأخرى الطامحة للوصول إلى أهدافها.

❊ ما هو تعليقك على المستوى العام للبطولة في مرحلة الذهاب؟
❊❊ خلال مرحلة الذهاب هناك فريق واحد فقط تمكن من البروز وهو شباب قسنطينة الذي تمكن من تحقيق نتائج جد إيجابية جعلته يتواجد في ريادة الترتيب العام، وذلك راجع إلى الإستقرار لأن الإدارة حافظت على العناصر الأساسية والمدرب عمراني الذي أشرف على النادي خلال مرحلة العودة من الموسم الماضي، عدا ذلك لاحظنا عودة كل من إتحاد العاصمة مولودية الجزائرية إلى الواجهة من جديد بعد الإنطلاقة السيئة بسبب مشاركتهما في المنافسة الخارجية وهذه النقطة جد مهمة لأن الفرق الجزائرية دائما تجد صعوبة في تحقيق نتائج إيجابية عندما تكون عندها إرتباطات خارجية.

❊ ما هي العوامل التي تجعل النوادي تعيش هذا التذبذب في النتائج من مرحلة لأخرى؟
❊❊ السبب واضح وهو غياب إستراتيجية تقوم على الأسس الصحيحة من طرف رؤساء النوادي في ظل غياب الأموال حيث دائما ينتدبون اللاعبين قبل التعاقد مع المدرب، وهذا خطأ كبير يجعل الأمور تتناقض من ناحية خطة العمل التي ستنتهج فيما بعد بدليل أن إتحاد العاصمة عندما عاد حمدي بدأت الأمور تستقر لأنه يعرف البيت جيدا، إضافة إلى سياسة المسيرين الطامحين إلى الربح السريع دون التفكير في مصحلة فرقهم على المدى البعيد عدى وفاق سطيف الذي يعد نموذج في طريقة التعامل مع الأمور لأن المدرب ماضوي يقحم كل اللاعبين وعددهم يتجاوز الـ 30 وهناك مجموعة تلعب المنافسة المحلية وأخرى تشارك في البطولة الأفريقية ما ساهم في نجاحه بدليل أنه لعب لقاءين في يوم واحد سنة 2014 وهناك نقطة أخرى.

❊ ما هي تفضّل؟
❊❊ تواريخ الفيفا لا تساعد النوادي الجزائرية لأنهم عندما يشاركون في المنافسة القارية تجعلهم يلعبون تحت ضغط المواجهات المتأخرة في البطولة الوطنية وكل هذه الأمور تؤثر سلبا على الفرق، وهذا دليل على أن الإحتراف بقي حبر على ورق ولم يجسد على أرض الواقع ما جعل البطولة الوطنية ضعيفة جدا، وهذا الخلل يرجع إلى الإتحادية لأنها تسرعت كثيرا في ولوج هذا المجال ما جعل النوادي تصطدم بواقع صعب وكان عليها أن تتعامل مع بعض الفرق الجاهزة وترك النوادي الأخرى في قسم الهواة إلى وقت لاحق بدليل أن فريق مولودية بجاية سقط إلى القسم الثاني وفي نفس الوقت نشط نهائي كأس الكاف، وهذه مفارقة كبيرة تعود إلى عدم التحضير وعدم التعامل مع كل اللاعبين الموجودين في الفريق ما يؤدي إلى الإصابات والإرهاق وغيرها من الأمور السلبية، ولتجاوز هذا المشكل يجب إعادة النظر من جديد والتركيز على الفئات الشابة.   

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024