تقوم على قواعد تحفظ المصالح وتصون السيّادة

الدبلوماسية الجزائرية.. مسار حافل بالإنجازات

فضيلة دفوس

تقوم السياسة الخارجية للجزائر على مبادىء أساسية لا تتغير بتغيّر الرؤساء، لهذا نلاحظ في كل موعد إنتخابي تقاطع برامج المترشحين حول هذه المبادئ، ونسجّل بـأن المكانة والثقة التي تحظى بها بلادنا على المستوى الدولي تعود في الأساس إلى احترامها للقانون الدولي، ومناصرتها للقضايا العادلة في العالم وإسهامها في حلّ النزاعات بالطرق السلمية، وتوطيد الصفوف العربية وإقامة علاقات حسن الجوار والأخوة مع البلدان المجاورة.
كما تعتمد براغماتية الدبلوماسية الجزائرية التي تعتبر انعكاسا للسياسة الداخلية، على التعاون بين الدول والسلم في العالم، وكذلك على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن هذا لا يعني بالمرة تجاهل دعم ومناصرة القضايا العادلة والشعوب المتطلّعة إلى الحرية والاستقلال فعلى العكس تماما، حيث تقف الجزائر مع القضية الفلسطينية، التي تعتبر أم القضايا العربية، ولم تتوان عن الإعراب في كل مناسبة وعبر كل المنابر، عن موقفها الثابت بشأن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وكان صوت الجزائر يصدح مدويا للتنديد بالإعتداءات الإسرائيلية، ويدها ممدوة بالدعم والمساندة المادية للأشقاء الفلسطينيين.
ومثل القضية الفلسطينية تساند الجزائر قضية الصحراء الغربية، إنطلاقا من دعمها لحق تقرير مصير الشعوب، وتتمسّك بضرورة تطبيق الشرعية الدولية في هذا الإقليم الذي يشكّل آخر مستعمرة في إفريقيا، كما تظـلّ وبرغم كل العراقيل متشبثّه ببعث مسار بناء الصرح المغاربي الذي يعد خيارا استراتيجيا، وتعمل على إعطاء دفع الحوار السياسي مع البلدان العربية للمساهمة في بعث العمل المشترك خدمة للمصالح العليا للشعوب العربية والأمن القومي العربي.
دور قاري ومتوسطي متنامي
تتبنّى الجزائر المبادئ والأهداف التي تتضمّنها مواتيق الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية، وتهتم كثيرا ببعدها الإفريقي والمتوسطي، وما انفك دورها الفعّال يتعاظم على مستوى القارة السمراء بهدف توطيد السّلم وفضّ النزاعات في هذه القارة المغلوبة على أمرها، التي تعاني التهميش والجور وتسلّط القوى الأجنبية الطامعة في ثرواتها.
الجزائر ومن خلال مبادئ سياستها الخارجية إلتزمت ولازالت بدعم قضايا منطقة الساحل التي تعتبر امتدادا أمنيا لها، وقد شهدنا كيف أنها حرّكت آلتها الدبلوماسية وبذلت مساعي حثيثة وجهود جبارة لحلحلة الأزمة الأمنية التي عصفت بدولة مالي قبل سنتين إلى أن استطاعت هذه الأخيرة بلوغ برّ الأمان.
وتشدّد الجزائر التي لا تتردّد في إرسال ملاحظين إلى الدول التي ستشهد توترات على رفض الانقلابات العسكرية، واللجوء إلى الحروب قصد المساس بالسيادة المشروعة للشعوب وحريتها على مستوى المتوسطي وتهتم الجزائر بإقامة شراكة بنّاءة مع الإتحاد الأوروبي ترمي إلى خلق منطقة تبادل حرّ بين الطرفين بعد أعوام قليلة.كما شاركت الجزائر في قمم مجموعة بانتظام منذ سنة ٢٠٠٠.
شريك لا يمكن الاستغناء عنه
تحوز الجزائر على مكانة الشريك الذي لا يمكن الاستغناء عنه على مستوى المؤسسات الدولية، ونستشف ذلك من خلال حضورها في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة الألفية في سبتمبر ٢٠٠٠، والقمة الدولية لإصلاح الهيئة الأممية، وغيرها من اللقاءات الدولية والتجمعات العالمية الهامة التي كان لها حضور مميز ومشاركة فعّالة.
ولا يمكن ونحن نقف عند مسار وحصيلة الدبلوماسية الجزائرية أن نتجاهل دورها في التحسيس والدعوة إلى مكافحة الإرهاب ووسائل دعمه وقبل ذلك وبعده إصرارها على ضرورة توحيد مفهوم الإرهاب وإماطة اللثام عن كل لبس في تعريفه.
وقد توّجت جهود الجزائر، بتأسيس المركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب.
السياسية الخارجية الجزائرية، هي مشوار طويل من الانجازات والانتصارات والفائز في الاستحقاق الرئاسي بعد ثلاثة أسابيع، مجبور على المضي قدما في تحقيق المزيد من الانتصارات وصون الموقع الريادي الذي تحوزه الدبلوماسية الجزائرية الملتزمة دوما بمواثيق الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024