عامان عن الإنقلاب العسكري

الحياة تعود تدريجيا إلى مالي

فضيلة دفوس

قد لا تكون مدينة باماكو عاصمة دولة مالي التي تنبض بالحياة وتعجّ بالحركة، بحاجة إلى وجود بعثة للأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد، لكن الوضع في شمال البلاد مختلف تمامًا. فالانقلاب العسكري في 22 مارس العام 2012، الذي حدث بسبب انهيار الجيش أمام هجمات الإرهابيين، ترك المنطقة ترزح تحت سيطرة المجموعات الإرهابية وما كانت تمارسه من أهوال.

وعقب التدخل العسكري الفرنسي في جانفي 2013، الذي منع الإرهابيين من شنّ هجوم باتجاه الجنوب وطردهم من المدن التي كانوا يحتلونها في الشمال، أذن مجلس الأمن الدولي بتشكيل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، أو ما يُعرف اختصارًا بـمينيسما (MINUSMA)، في أفريل 2013.
وبعد سنة من تشكيلها، لابد من تقييم التقدم الذي حقّقته هذه البعثة التي لا تزال بعيدة عن الاستفادة من كامل قدراتها، إذ يوجد في مالي حاليًا فقط نصف عدد العناصر المرخص لهم من أصل 12640 عسكري ورجل شرطة.
وإلى جانب تأمين الاستقرار والأمن المهمين للغاية، كُلفت البعثة بحماية المدنيين، ورصد أوضاع حقوق الإنسان، وتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية بقيادة مدنية، وتوفير الدعم من أجل تحقيق العدالة الوطنية والدولية لعملية المصالحة الوطنية في مالي. وقد كانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي جزءًا لا يتجزأ من أسباب نجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية في العام الماضي، فقد وفرت الدعم اللوجستي والأمني لعملية انتخابية حرة ونزيهة وسلمية توجّه خلالها السكان بأعداد قياسية للتصويت لصالح الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. وتعمل أيضًا بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي مع منظمة اليونسكو في جهود المحافظة على التراث الثقافي لترميم المساجد والمواقع الأثرية الأخرى التي تضرّرت خلال أعمال العنف، بما في ذلك مدينة تِمبُكتو التاريخية.
وخلال سنة من عملها، يبدي أفراد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار، تصميمهم على إحداث فارق في مالي ويعملون على رصد حقوق الإنسان، والتواصل مع المجتمع المدني، ودعم نزع السلاح، وإعادة دمج المقاتلين السابقين في المجتمع. ولقد عرفتُ عن مشاريع الأمم المتحدة الإنمائية لتأمين وصول الخدمات الحيوية إلى المناطق الصحراوية في الشمال، بما في ذلك توسيع إمكانية الوصول إلى المياه وتزويد المجتمعات الأهلية المحتاجة بالكهرباء، وجمع البيانات لرسم خرائط تقييم النزاع.
ومع تقديم التزامات من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإرسال معظم القوات المتبقية والشرطة والمعدات، تشير تقديرات إدارة عمليات حفظ السلام لدى الأمم المتحدة بأن البعثة سوف تصل إلى 80 بالمائة من قوتها هذا الشهر وستتمكن من الإنتشار الكامل قبل منتصف العام.
هذا، وفي شهر فيفري الماضي، أقيم مهرجان سيغو الشهير في مالي على نهر النيجر للمرة الأولى منذ الإنقلاب العسكري قبل سنتين. وعرض الفنانون من غرب إفريقيا أعمالهم أمام حشد من 19 ألف مشاهد، ما اعتبر بمثابة رمز للتقدم في إفراز الوضع في البلاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024