40 سنة على إقرار يومها العالمي كل 08 مارس

هل بقيت المرأة ضمن أولويات الأمم المتحدة

أمين بلعمري

إن مناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادفة للثامن مارس من كل سنة هي فرصة لإبراز الخطوات التي قطعت على طريق ترقية وتحسين وضع النساء وخاصة في أروقة الأمم المتحدة، أين يتّضح أن مسألة ترقية المرأة ومساواتها بالرجل شكّلت إحدى التحديات الأساسية التي رفعتها الهيئة التي دارت تحت أسقفها نقاشات موسعة في هذا الموضوع وهي جهود أثمرت، حيث مكنت المرأة من تحقيق الكثير من الانجازات على صعيد المساواة مع الرجل سيّما في الحصول على مناصب المسؤولية واتخاذ القرارات المصيرية الهامة. اليوم وبعد مرور 40 عاما على شروع الأمم المتحدة في إحياء هذه المناسبة - التي أصبحت  تقليدا عالميا يحتفل به في مختلف أرجاء الأرض - تكون المرأة قد حقّقت الكثير.
 
المرأة على رأس القائمة الأممية  
سنة 2015، تعني مرور 40 عاما على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة التي أقرته الأمم المتحدة العام 1975.  قررت الأمم المتحدة إعلان الثامن مارس من كل سنة يوما يحتفل فيه بالمرأة، دعما لهذا التوجه الأممي وبعد مرور سنتين على هذا الإعلان، تبنّت الجمعية العامة الأممية سنة 1977، لائحة تتعلّق بتخصيص يوم في السنة للاحتفال بالمرأة أطلق عليه يوم الأمم المتحدة للمرأة والسلم الدولي. بموجب هذه اللائحة يجب على الدول الأعضاء الاحتفال بهذا اليوم مع مراعاة التقاليد التاريخية والوطنية لتلك الدول لذلك لم يتم تحديد تاريخ معيّـن أو يوم معيّـن للاحتفال بهذا اليوم العالمي.
وعند الحديث عن اليوم العالمي للمرأة لابد من العودة إلى الحركات العمالية التي عرفها القرن الـ 20 في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا حيث إنه واعتبارا من تلك الأحداث أخذت المناسبة بعدا عالميا جديدا فيما يخص وضع المرأة ولم يقتصر ذلك على البلدان المتقدمة فقط ولكن على الدول النامية كذلك في ظلّ حراك عالمي يصب في خدمة قضايا المرأة الذي أثمر لاحقا في شكل تنظيم الندوات الأربعة التي خصصتها الأمم المتحدة للمرأة، كان آخرها ندوة بكين العام 1995.
2015 ... هل ستكون سنة جرد الانجازات ورفع التحديات
الأكيد أن السنة الحالية التي تسجل مرور 20 سنة على إعلان وبرنامج عمل ندوة بكين 1995 الذي يعتبر خارطة طريق تاريخية وقّعتها 189 دولة ضمن برنامج طموح هدفه تجسيد حقوق المرأة على أرض الواقع. كما سيكون محطة لإجراء حصيلة واقعية لما حقّقته المرأة وما بقي من تحديات يجب رفعها من أجل إعطاء اهتمام أكبر بالمرأة وتمكينها من الوصول إلى مناصب المسؤولية مثلها مثل الرجل تحقيقا للمساواة بين الجنسين.
في هذا الإطار جاءت الدعوة الأممية القوية في إطار حملة بكين + 20 إلى درجة الربط بين تحرير المرأة وتحرير الإنسانية ضمن الشعار الأممي لسنة 2015، الذي جاء في احتفالية اليوم العالمي للمرأة وهو “تحرير المرأة ـ تحرير للإنسانية”.
خاتمة:
إن ترقية المرأة وإعطائها فرص أكثر للمشاركة بفعالية في مختلف الميادين الحياتية وتمكينها من لعب دورها الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، هو مسار يجب أن يراعى فيه الخصوصيات الثقافية، الدينية والانثروبولوجية للشعوب والأمم ولا ينبغي أن يكون نموذجا نمطيا يفرض على الآخرين الذين نطالبهم باتباعه كخارطة طريق إلزامية لترقية المرأة وتحريرها، أو من خلال تسييس مسألة المرأة وتوظيف قضيتها العادلة كورقة ضغط كما تمّ تسييس قضايا أخرى كحقوق الإنسان والأقليات ... وغيرها من المفاهيم الأخرى التي تؤسس لنمطية قاتلة ضمن عولمة تسعى إلى القضاء على كل الاختلافات وتريد أن تجعل من الفرد مجرد متلق يستهلك القيم كما يستهلك الهمبورغر والكوكاكولا! .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024