يتمادى في بناء المستوطنات ورفض أيّة تسوية للقضية الفلسطينية

فـوز اللّيكود..استمـرار لعقيـدة اللاّحـل

س ــ ناصر

أظهرت نتائج رسمية شبه نهائية في إسرائيل، أنّ حزب الليكود بزعامة نتنياهو حقّق فوزا كبيرا في الانتخابات الإسرائيلية، حيث حصل على 30 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 عضوا، بينما حصل منافسه الرئيسي (الإتحاد الصهيوني) على 24 مقعدا، والذي اعترف أمام منافسه بالهزيمة وهنّأه بالفوز. وبعودة حزب نتنياهو إلى الحكومة يعني أن عقيدة اللاحل للقضية الفلسطينية ستستمر، وتفتح هذا المجال لنضال فلسطيني من أجل استعادة الحق المهضوم والوطن المحتل.
يشكّل تمسّك نتنياهو بالوضع القائم وعقيدة اللاحل غطاء لتوسيع الفعل الإسرائيلي على صعيد تثبيت حقائق جديدة أخرى على الأرض في المناطق الفلسطينية، وبالتالي فإنّ الوضع لا يظل قائما حتى بالنسبة لفرص أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين مستقبلا، غير أنّ هدف نتنياهو الوحيد الذي لم يتغيّر هو البقاء في السلطة، وهو ما أكّده خلال حملته الانتخابية من أجل رفض قيام الدولة الفلسطينية، لهذا تراه يناور ويتمادى في فرض الشّروط التّعجيزية،
والتمسك بالمستوطنات لعرقلة أيّة مفاوضات مع الفلسطينين.
إسرائيل تحت قيادة نتنياهو لا تنفك تراوح مكانها، ففي ولايته الأولى كرئيس حكومة خلال التسعينات والتي بدأ فيها زعيما شابا متعجرفا إيديولوجيا ومستعدا للمواجهة، أما في ولايتيه الثانية والثالثة فقد بدأ فيهما أكثر نضجا براغماتيا وحذرا، وفحوى عقيدته الأمنية التسوية الإقليمية، وإيجاد حل مؤقّت للصّراع مع الفلسطينيين يهدف إلى كبح الإسلاميين في إطار تعاون بين إسرائيل ودول عربية سميت بـ “المعتدلة”.
وحلم نتنياهو هو توقيع اتفاقات سلام مع دول ليس لها مع إسرائيل أي مشكلة جغرافية، وتبقى المشكلة الفلسطينية معلّقة، ولم يحلم نتنياهو بتوقيع وثيقة تفرض العودة إلى حدود 1967 مع تعديلات بسيطة على الحدود القائمة وإخلاء الآلاف من المستوطنين. بل أنّ هدفه البقاء في المناطق المحتلة إلى الأبد، فمشروعه الإيديولوجي اليميني المتشدّد هو تهويد إسرائيل تماما، وصولا إلى سنّ قانون يعرّف إسرائيل بأنّها الدولة القومية للشّعب اليهودي من خلال خطاباته لاسيما خطابي بار إيلان الأول والثاني، وخطابه أمام مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الذي كان محوره خيارات إسرائيل بعد وصول الحل الدائم إلى طريق مسدود، بالإضافة إلى تصريحاته خلال الحرب العدوانية الأخيرة على غزة.
أيّد نتنياهو لأول مرة إقامة دولة فلسطينية في خطاب له في جوان 2009 بجامعة بار ايلان مع عدة تحفّظات، وكانت له حينها دوافع سياسية منها إرضاء أوباما وتقديم دفعة مسبقة على حساب عملية عسكرية أمريكية في المستقبل ضد المنشآت النووية في إيران، لكنه عندما أدرك أنّ أوباما لن يتحرّك عسكريا ضد إيران، ردّ عليه بالتخلي عن حل الدولتين، وعرقلة المفاوضات مع عباس. وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام، أواخر عام 2013، عاد نتنياهو إلى نفس الجامعة وألقى خطابا صوّر فيه الايرانيين والفلسطينيين على أنّهم نازيون، وأنّه لا يمكن التّحاور معهم.
الفكر السياسي لنتنياهو تأثّر بفكر والده البروفيسور بن تسيون نتنياهو، الذي كان يؤمن بإسرائيل الكبرى واستحالة التوصل إلى سلام مع العرب، وأنّ المستوطنات هي الإجابة، وأنّ التّنازل على الأرض مقابل السلام ليس رأيا صائبا، حيث لم يكن والده يؤمن بوجود شعب فلسطيني، وكان يرى أن حل الدولتين لا وجود له، وبفوز حزب الليكود في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على منافسه الرئيسي “الاتحاد الصهيوني” بزعامة إسحاق هوتسوغ، من المتوقع أن تعلن النتائج النهائية اليوم، وعندها يطلق الرئيس مشاورات مع قادة الأحزاب لمدة أسبوع ليكلّف حينها المرشّح لتشكيل الحكومة الذي قد يكون نتنياهو مجددا، والبرلمان هو الذي يمنح الثقة للحكومة أو يحجبها عنها، وينتخب أيضا رئيس الدولة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024