التّحالف الدولي لمحاربته زاده مناعة

“ داعـش” الارهابي صناعة مخبرية غربية

فضيلة دفوس

في سبتمبر 2014 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية التي شكّلت تحالفا من 40 دولة عربية وغربية الحرب على تنظيم “داعش” الارهابي، ومنذ ذلك التاريخ مرّت سنة كاملة، وعوض أن يتم دحر الارهابيين أو على الاقل حصر نشاطهم ومساحتهم، حصل العكس تماما، حيث وسّعت ما تسمى “الدولة الاسلامية” مواقعها وعزّزت صفوفها بأعداد لا تعدّ ولا تحصى من الدمويين، والأخطر من ذلك أنّها تمكّنت من اغتصاب أمن واحدة من أقوى الدول في العالم ونفّذت في قلب عاصمتها سلسلة هجمات مروعة كادت تطال بالسوء رئيسها، ناهيك عن العديد من العمليات المرتكبة هنا وهناك، فما الذي يجعل هذا التحالف الأربعيني بكل امكانياته المادية والبشرية الضّخمة يخسر حربه أمام “داعش” على الاقل إلى غاية الآن؟
الجواب يمكن أن نستشفّه من مقال نشره أحد الكتاب الغربيّين بعنوان “كيف يدعّم الغرب تنظيم الدولة؟”، والذي يخلص من خلاله إلى أنّ السّلوكات الاستفزازية  والاقصائية ضد المسلمين هي من بين الأسباب التي تنتج متطرّفين وحتى إرهابيين.
فحسب هذا الكاتب، يعتبر تضارب المصالح بين مختلف الدول بشأن قضايا الشرق الأوسط عاملا ساعد على تقليل فاعلية أي جهود لمحاربة “داعش”  ووفّر له بيئة مناسبة للنمو.
كما أنّ طريقة التعامل الحالية مع التهديدات الإرهابية ـ كما قال ـ توفر حاضنة جديدة لتنامي أشكال جديدة من التهديدات، ودعم موقفه بالإحصائيات الرسمية التي تؤكّد أنّ عدد ضحايا الأعمال الإرهابية انتقل من ألف شخص في 2002 إلى نحو ثلاثين ألفا في العام الماضي، وقال أنّ التهديد الإرهابي انتقل من تنظيم بقدرات محدودة نفّذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ولم يكن قادرا على تكرارها إلى  أول تنظيم يسيطر على أراضي في  سوريا والعراق، ويستقطب عناصر من مختلف أنحاء العالم مشكلا أول منظمة إرهابية “مفتوحة المصدر” لا تنفك أخطارها تتزايد.

تصريحات بوقع الحزام النّاسف
ولتأكيد اعتقاده بأن الغرب يتحمّل مسؤولية كبيرة عن تنامي خطر تنظيم “الدولة الاسلامية”، أورد الكاتب حالة متصدر  المرشحين للرئاسيات الأمريكية الجمهوري دونالد ترمب الذي يراه نموذجا خدم ـ على حد تعبيره ـ الإرهابيين بتصريحاته ومواقفه من المسلمين أكثر ممّا كان سيفعل حتى لو ارتدى حزاما ناسفا.
وقال ترمب المعروف بتصريحاته الاستفزازية، أنّ الاسلام في أمريكا مشكلة يجب التخلص منها، كما دعا إلى وضع قاعدة بيانات خاصة بالمسلمين، ما يجعلهم في موقع المتهم دائما.
وفي نفس الاتجاه سارت تصريحات رئيس التشيك المثيرة للاشمئزاز، والذي طالب فيها بطرد المسلمين من أوروبا.  

احتلال العراق..الخطيئة الكبرى
ورصد الكاتب مجموعة من الأخطاء في التعامل مع التهديدات الإرهابية ساهمت في تشكيل الفسيفساء الحالية، وقال إن الخطيئة الكبرى كانت احتلال العراق في 2003، واعتبر أنّها العملية الخطأ ضد البلد الخطأ من أجل دواع خاطئة أفرزت ناتجة خاطئة.
وبدلا من السعي لاحتواء نتائج هذا الخطأ -في تقدير الكاتب - أصرّت الإدارة الأميركية وقيادات الدول الكبرى على معالجة المشكل بمشاكل أكبر، وهو ما خلق مشهدا معقدا في الشرق الأوسط تتداخل فيه الأهداف وتختلف فيه وجهات النظر وتتباعد فيه مقاربات الحلول المطروحة.
وبسبب هذا التعقيد تجد أمريكا نفسها مجبرة على التحالف مع “أعدائها” من أجل محاربة تنظيم الدولة، وينجح الرئيس السوري في طرح نفسه بديلا عن انتشار التنظيم ـ كما يقول الكاتب ـ.
وخلص الكاتب إلى أنّ الدول الكبرى مطالبة اليوم بتنسيق أكبر وتحديد أولويات واضحة والتركيز على قضايا على المدى البعيد، أكثرها ذات طابع اقتصادي واجتماعي، وذلك بالتزامن مع ضمان استقرار المناطق التي تواجه مخاطر تنامي التهديدات الإرهابية.
ولا يمكننا أن نضيف شيئا بعد كلام هذا الكاتب الغربي غير القول “وشهد شاهد من أهلها”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024