إسرائيل والتداعيات غير المحسوبة لأزمة سوريا

حمزة محصول

«إن الشرق الأوسط يمر بإحدى أكثر الفترات حساسية منذ عشرات السنين والوضع في سورية في مقدمة ذلك، ونحن نتابع عن كثب التغيرات هناك ونستعد لأي سيناريوهات”، هذا التصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، يكشف حالة التوتر التي يعشيها الاحتلال الإسرائيلي، والتداعيات غير المحسوبة لأي حرب يمكن أن تندلع شرارتها في أي لحظة وأخرى.
خرجت الأزمة السورية بعد أشهر قليلة على اندلاعها، من طوق الصراع الداخلي بين الأطياف السياسية المختلفة التي تتحدث كلها باسم الشعب السوري، وتناضل من أجل حريته أو استقراره في كنف الأمن والسكينة، وتحوّلت إلى إحدى أعقد النزاعات الإقليمية وأخطرها على منطقة الشرق الأوسط، بعد أن دخلت عناصر جديدة في معادلة القوة والسيطرة.
وارتكبت الدول التي قدّمت دعما مسلحا لمقاتلي المعارضة خطا جسيما، لأن ذلك حول  سوريا إلى مركز للمليشيات، يحارب كل منها لمصلحة وجهات معينة أدت إلى خراب البلد وتشريد الشعب، دون تسجيل أي انتصارات حاسمة على الجيش النظامي الذي فأجا الجميع بطول نفسه وقوته في الرد والاستئناف، الأمر الذي جعل الكل متأكد من أن حسم الأزمة عسكريا بات في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا من أساسه، ولم يؤد التدفق العشوائي للسلاح إلا إلى استقواء الجماعات المتطرفة التي قدمت عناصرها من مختلف أصقاع العالم، بعد أن فتحت لها المعابر والحدود، في محاولة لتكرار سيناريو ليبيا، لكن الهشاشة الأمنية في الشرق الأوسط أفرزت تداعيات غير متوقعة.
ما يدل على أن انعكاسات الأزمة السورية، أصبحت أخطر مما توقّعته القوى الكبرى، وأدّت إلى تزايد مخاوف الاحتلال الإسرائيلي من وصول الأسحلة إلى حزب اللّه اللبناني، وتصاعد خطر جبهة النصرة المدرجة على قائمة الإرهاب الدولي، إضافة إلى تلقي مؤشرات قوية من دمشق وموسكو بأن الردّ سيكون فوريا في حالة توجيه ضربات جديدة على المنشآت العسكرية السورية، ورفض روسيا طلب نتنياهو بالكف عن تزويد نظام بشار الأسد بصواريخ  “أس 300” المضادة للطائرات يدعم خروج الأمور عن نطاق سيطرة إسرئيل والولايات المتحدة.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، مطلع هذا الأسبوع التقاط الأقمار الصناعية،  صور لصواريخ أرض ـ أرض، وصفت بأنها دقيقة جدا وقادرة على استهداف مناطق هامة من تل أبيب، ما يعني أن منطق التعامل التقليدي مع التعنت التقليدي لإسرائيل في المنطقة قد تغيّر، في ظلّ تعدّد الجهات المعادية لهذا الكيّان المحتل.
وبلغت الحرب النفسية التي يمارسها حزب اللّه، بقوله إنه يملك أسلحة أكثر تطورا، من تلك التي هزم بها الاحتلال الاسرائيلي في حرب 2006، ولن يمنع أحد تلقيه أسلحة وصورايخ نوعية متقدمة، درجة عالية من التأثير على الرأي العام داخل الدولة العبرية وتجلى ذلك في تصريحات مسؤولي الحكومة.
من جهة أخرى، باتت أمريكا على دراية تامة أن تداعيات الأزمة في سوريا، أخطر مما توقعته معاهد الدراسات والبحوث الإستراتيجية، على حليفتها إسرائيل في ظلّ تمسك روسيا بدعم النظام السوري وإصرارها على ذلك وبدأت تتلمس في الحل السياسي ورقة رابحة لتجنب مستقبل مجهول.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024