رغم شعار «الإعلام شريك في التّنمية المحلية»

الذّهنية الإدارية تؤرق صحفيي تمنراست

تمنراست: محمد الصالح بن حود

 

تعرف ولاية تمنراست في الأونة الأخيرة حضورا معتبرا لعدد من ممثلي مهنة المتاعب على مختلف تخصصاتها وأنواعها (مكتوبة، مرئية، مسموعة، إلكترونية)، في خطوة تبين وتبرز الأهمية والدور الذي يلعبه الإعلام في مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطن المحلي بالدرجة الأولى.

حيث بلغ عدد الإعلاميين المعتمدين بعاصمة الأهقار، أزيد من 10، دون إحتساب صحفيي الإذاعة المحلية، في خطوة إلى محاولة تجسيد الأهمية التي من الممكن أن يلعبها الإعلام الجواري في خدمة المواطن والتنمية المحلية، خاصة في ظل ترديد ورفع شعار «الإعلام شريك في التنمية المحلية»، الذي لا يجد مجالا وفرصة لتطبيقه في ظل العقلية و السياسة المنتهجة في بعض القطاعات العمومية التي تكرس إحتكار المعلومة، وتغييب عمل خلايا الإتصال حتى في حالة تواجدها.
يحدث هذا في وقت يؤكد فيه القائم الأول على الولاية، الوالي «دومي جيلالي» في كل فرصة أهمية دور الإعلام، وضرورة مرافقته للتنمية المحلية في كل صغيرة وكبيرة، وهذا من خلال تأكيده على فتح الأبواب أمام الإعلاميين من أجل ممارسة حق في الحصول على المعلومة، و هذا من خلال إصداره لتعليمة مؤخرا، تؤكد على ذلك، يضاف إليها ما يتم العمل عليه كذلك  من خلال خلية الإعلام على مستوى الولاية، التي تحاول مسايرة التطور التكنولوجي بفتح نافذة للإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وكذا بعض الهيئات الأخرى على غرار مصالح الأمن الوطني التي تعتبر في إتصال دائم مع الإعلاميين، و»الأنساج»، «الجامعة»، شركة توزيع الكهرباء والغاز التي تلح في كل فرصة على تغطية نشاطاتها، لا يمثل الجانب الإعلامي وحق المواطن في الحصول على المعلومة تلك الأهمية القصوى لباقي المؤسسات والإدارات المحلية، والتي تحوي في غالبيتها على خلايا إتصال شكلية، ولا تقوم بدورها على أكمل وجه، بالرغم من وجود مكلف بالخلية، إلا أنه في أغلب الأحيان يلعب دور عون إستقبال، في حين المعلومة يجب أخذها من القائم الأول على القطاع، وفي حالة تغيب المسؤول تبقى المعلومة رهن عودته.
في هذا الصدد أكد الصحفي بلهات الصديق صحفي بإذاعة الأهقار، أن الحصول المعلومة من المصدر، من أكبر ما يعيق عمل الإعلامي بأكبر ولاية بالوطن، يحدث هذا في ظل ما يعرفه العالم من تطور تكنولوجي، لا يمكن أن يلمس في عاصمة الأهقار، بسبب تعامل بعض القائمين على بعض القطاعات مع الإعلام بعقلية تحفظية في أغلب الأحيان، وتغييب دور المكلف بالإعلام في هذه المؤسسات، إلا القليلة منها، والتي تعد على الأصابع على حد تعبيره.

غياب المطبعة وبعد المسافة  

يعيش المواطن المحلي بعاصمة الأهقار، حالة حرمان من مطالعة الجرائد اليومية، بسبب غياب النسخة الورقية للجرائد الوطنية، مما حرمه من المطالعة اليومية لأهم المستجدات، ما جعل المواطن يلجأ إلى المطالعة الإلكترونية، والتي أصبحت بدورها تعتمد على ضرورة الإشتراك في بعض الجرائد، يحدث هذا في ظل غياب المطبعة التي ظلت مشروع على الورق إلى حد الأن، بسبب ترشيد النفقات، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، بعد المسافة الذي يميز الولاية عن أقرب مطبعة (ورقلة) بقرابة 1500 كلم كمسافة بين عاصمة الأهقار وولاية ورقلة، مما يجعل وصول النسخ الورقية متأخر بيوم كامل، زاد من سوء الوضعية توقيت الرحلات الجوية القادمة من العاصمة نحو الولاية في وقت متأخر، ما يجعل الجرائد تصل متأخرة هي الأخرى ليوم كامل، مما جعل المواطن يعزف عن قراءة الجرائد، وحتى الموزعين إضطروا للتوقف عن بيعها.
يعود اليوم الوطني للصحافة لهذه السنة، ليجد دار لقمان على حالها، خاصة فيما يتعلق الأمر بدار الصحافة التي تعتبر هيكل بدون روح، بالرغم من تسخير السلطات المحلية لمقر، و تسليم مفاتيحها للممثل الأسرة الإعلامية بعاصمة الأهقار، إلا أن المقر الذي يفتقر لأدنى ضروريات العمل، على غرار غياب الكهرباء، لا يزال هيكل بلافتة وفقط، في وقت يأمل فيه أصحاب مهنة المتاعب بالولاية الحدودية، تدخل القائم الأول على الولاية من أجل تهيئة المقر الذي حتى وأنه لا يلبي رغبات الصحفيين في الولاية بسبب صغره، وارتفاع عدد ممثلي الوسائل الإعلامية بعاصمة الأهقار، إلا أنه يعد مكسب لا يمكن تجاهله إن تحقق من الممكن أن يغير الكثير فيما يتعلق الأمر في تواصل الصحفيين بالمواطنين بالدرجة الأولى لإيصال إنشغالاتهم.
في هذا الصدد عبّر أحد المراسلين الصحفيين عن أمله في وضع حد لوضعية دار الصحافة التي طالت لأكثر من 03 سنوات، رغم تجديد مطلب الصحفيين في كل مناسبة سواء وطنية أو عالمية بضرورة فتحها إلا أن أبواب دار الصحافة لا تزال مغلقة إلى حد الآن.
ويبقى لسان حال الصحفيين بعاصمة الأهقار، يردّد في كل مناسبة قول الشاعر، عيد بأي حال عدت يا عيد، بما مضى أم بأمر فيك تجديد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024