انشغالات الصّيادلة بولاية بومرداس

صعوبة ضمان النّشاط في أحياء بلا إنارة

بومرداس: ز ــ كمال

لا تزال قضية ضبط برنامج مداومة الصيادلة للعمل ليلا تثير الكثير من النقاش وسط هذه الفئة بالنظر إلى صعوبة تطبيق التعليمات التي تلح عليها وزارة الصحة ومديرية القطاع خاصة في بعض المناطق من ولايات بومرداس التي تغيب عنها التغطية الأمنية وانتشار الآفات الاجتماعية كالسّرقة والاعتداءات، وهو الأمر الذي يبرر به بعض الصيادلة العاملين في أحياء تغيب عنها حتى الإنارة العمومية.

لقد عرف برنامج مداومة الصيادلة تعديلات كثيرة بالنظر إلى عدم التجاوب الواضح من قبل المعنيين في ظل ظروف كثيرا ما وصفوها بالصعبة إلى درجة بقاء القانون السابق بلا متابعة، لكن مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الصحة المتعلقة بتفعيل النصوص التنظيمية الهادفة إلى تنظيم نشاط الصيادلة وإلزامهم بضمان المداومة الليلية كل يوم ابتداءً من الساعة السابعة مساء إلى السابعة صباحا، وهذا بالتنسيق مع نقابة الصيادلة الخواص قد ساهم في ضبط المهنة والاستجابة لانشغالات المرضى الذين كثيرا ما عانوا من الظاهرة نتيجة الصعوبات في اقتناء الأدوية مساء.
الإجراء الجديد المنظّم لنشاط الصيادلة وإن لم يلق معارضة صريحة من قبل العاملين بالولاية، إلا أنه وحسب صاحبة صيدلية بحي التعاونية ببلدية بومرداس «قد حمل معا إيجابيات وسلبيات، فالشيء الايجابي حسبها هو تنظيم المهنة أكثر وضمان مداومة ليلية تتيح للمريض اقتناء الأدوية المطلوبة خاصة بالنسبة للحالات المستعجلة، وبالتالي يعتبر عاملا مطمئنا للمرضى لتجنب رحلة البحث غير المضمونة وبالأخص في المناطق والبلديات النائية..».
أما عن الجانب السلبي الذي اجتمع عليه الصيادلة فيشمل حسب مصدرنا عدة نقاط أبرزها «المخاوف الأمنية التي رفعها بعض الصيادلة المتواجدين بأحياء معزولة تنعدم فيها الإنارة العمومية، أو معروفة ببعض الآفات السلبية كإنتشار الجريمة والمخدرات، وعليه من غير المعقول أن يبقى صيدلي يعمل طيلة فترة الليل وخاصة في فصل الشتاء وحيدا بالحي، وأكثر صعوبة إذا كانت صاحبة الصيدلية امرأة وتقريبا يعتبر الانشغال الأبرز لأصحاب المهنة».
 إلى جانب هذه النقطة تقول محدّثتنا: «طرح بعض الصيادلة إشكالية تقليص النشاط وعدد ساعات العمل للصيادلة المضطرين حسب تعليمات القانون الجديد إلى غلق محلاتهم عند الساعة السابعة مساء لإعطاء فرصة النشاط للصيدلية المناوبة، وإلاّ تعرّضوا لعقوبات وغرامات لم تكن مطبقة سابقا عندما كانت اختيارية، وبالتالي حرمانهم من النشاط لمواجهة تكاليف الكراء والضرائب من جهة ومساعدة المرضى خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، الذين يجدون صعوبات كبيرة في التنقل من حي الى آخر في غياب وسائل النقل». وهنا قدّمت مثالا بالصيدلية التي تعمل بها، حيث كانت تضمن العمل أحيانا إلى الواحدة صباحا في فصل الصيف، «أما حاليا فنحن مضطرين لاحترام برنامج العمل الجديد والمداومة التي نضمنها مرة كل 20 يوما، على اعتبار أن بلدية بومرداس ينشط بها 23 صيدليا»، على حد قولها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024