رئيسة مؤسّسة أشغال البناء:

التّحدّي وحسن الخلق شرطان مهمّان لنجاح المرأة المقاولة

تيبازة: علي ملزي

هي واحدة ممّن استفادوا من دعم تشغيل الشباب سنة 2016، وواحدة ممن اقتحموا عالم البناء والأشغال العمومية بكل جدارة واستحقاق،وتمكّنت في ظرف وجيز من نيل ثقة المستفيدين من مشاريع «أونساج» بالولاية لتمثيلهم لدى الفيديرالية الوطنية للمقاولين الشباب وترأسها للمكتب الولائي للفيديرالية.

تخرّجت من الجامعة الجزائرية كمهندسة دولة في الهندسة المدنية وقادتها جرأتها ونظرتها الايجابية للحياة الى تأسيس مؤسستها المصغرة المختصة في مختلف مراحل البناء سنة 2013 بدعم مباشر من وكالة تشغيل الشباب «أونساج» لتستفيد من التداعيات الايجابية للاتفاقية المبرمة سنة 2015 بين وكالة أنساج و مؤسسة اتصالات الجزائر، بحيث حظيت بتجسيد مشاريع هامة تتعلق بالحفر وإنجاز الهياكل، كما استفادت من اتفاقية أخرى مماثلة عقدت بين وكالة «أونساج» ومؤسسة «سيال» المختصة في تسيير المياه، إلا أنّ جلّ هذه المشاريع المنجزة بتفان وإتقان تبقى مجرّد أشغال روتينية يمكن لأيّ مؤسسة تجسيدها في ظروف عادية. ويبقى فرع منطقة القليعة لوكالة «أونساج»، الذي يعتبر أوّل مشروع تنجزه مؤسسة كريمة عسوس رمزا للفخر والاعتزاز بقدرات مؤسستها، وهو الفرع الذي أبهر وزير العمل والتشغيل الذي دشّنه ذات يوم ولفت انتباه مجمل ممثلي السلطات المحلية على اختلاف مستوياتها بالنظر الى جودة وإتقان الأشغال المنجزة، وتحول الموقع الى تحفة معمارية بامتياز ممّا أضاف قدرا معتبرا من المصداقية والتميّز لمؤسسة البناء التي تديرها كريمة عسوس، غير أنّه لابد من الاشارة هنا الى كون كريمة عسوس كانت قد أنجزت مشاريع تنموية ببلديتي مناصر ومسلمون بعيدا عن مؤسستي اتصالات الجزائر و»سيال»، وتمكّنت بعد جهد جهيد من نيل درجة التأهيل الثانية سنة 2017 بالنظر الى المستوى الرفيع لأشغال الانجار، إلا أنّ تزامن الحدث مع برامج ترشيد النفقات العمومية حال دون حصولها على صفقات ذات قيمة مالية معتبرة.
اللافت في طريقة عمل كريمة عسوس أنّها تحافظ دوما على نفس التركيبة البشرية لموظفيها، الذين يتنقّلون معها عبر مختلف البلديات لتجسيد المشاريع المسندة للمؤسسة، ويكنّون لها احتراما قلّما نجده في مؤسسات أخرى قد يبلغ أحيانا درجة عدم مطالبتهم بأجورهم في حينها وتريّثهم لفترات طويلة تفهما للوضع المالي الذي تمر به المؤسسة ووفاء من طرفهم لعهدهم مع المؤسسة ذاتها، لاسيما وأنّ العائق الوحيد الذي لا يزال يؤرق العمال والادارة بذات المؤسسة يكمن في محدودية الموارد المالية، فيما تشرف رئيسة المؤسسة بنفسها على عمليات المتابعة و المراقبة و التواصل مع الجهات المعنية، و هب كلها أمل في تطور مؤسستها وفق مختلف الاتجاهات للتمكن من تجسيد مشاريع استراتيجية و ذات قيمة مالية معتبرة بدلا من الاستعانة بمؤسسات متخصصة من خارج الجزائر.
وعن وجهة نظرها حول مسألة نجاج المرأة المسيّرة من عدمه، تؤكّد كريمة عسوس على أنّ النجاح قد تتسارع خطواته تجاه المراة أكثر من الرجل في حال توفّر بعض الميزات فيها تأتي في مقدمتها تميّزها بحسن الخلق والسيرة، إضافة الى التحدي والمثابرة في العمل، بحيث لاحظت كريمة عسوس أوجها متعددة من تهافت العنصر الرجولي على وجه الخصوص للتعامل مع المرأة المسيرة للمؤسسة من منطلق التزامها بالاجراءات القانونية، وابتعادها عن عالم المخاطرة والمجازفة، وإتقانها أعمالها وفقا لما ينص عليه دفتر الشروط، وهي الميزات التي قلّما تتوفر في العنصر الرجالي.
وتبقى كريمة عسوس بذلك نموذجا حيّا يقتدى به في التسيير والانجاز لاسيما عقب تجرّئها على ترؤس المكتب الولائي للفيديرالية الوطنية للمقاولين الشباب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024