رئيس جمعية صحافيي العاصمة:

تفعيل صفحات المؤسسات الرسمية

الجزائر: سارة بوسنة

حذر رئيس جمعية صحفيي الجزائر العاصمة سليمان عبدوش، من تداعيات التداول الواسع للمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي وضعت المتلقين تحت تأثير الإشاعة، بعد ≤أن استغل البعض تلك المنصات لفبركة الأخبار.

 قال سليمان عبدوش، إن أخطر ما تحمله تلك الشبكات من السلبيات، أنها أصبحت مصدرا خصبا للأخبار المغلوط التي يتعين على الصحافيين والإعلاميين، لاسيما في هذا الظرف الذي تمر به البلاد، التحلي بأقصى درجات الوعي لتفادي الوقوع بين مخالبها، نظرا لأضرارها الجسيمة.
في هذا الصدد، أوضح أن هناك ضخا رهيبا للمعلومات، لا تتوافق مع معايير النشر ولا أخلاقيات العمل الصحافي، مضيفا أن الكثير من الصحافيين لم يعودوا يتميزون عن بقية النشطين، الأمر الذي انعكس على أداء الإعلام الإلكتروني والمواقع الإخبارية غير الملتزمة بمعايير العمل وأخلاقيات المهنة.
داعيا الى بضرورة رفع كفاءات الصحافيين في التعامل مع هذه الشبكات، خصوصا مع المعلومات غير المؤكدة والشائعات المنتشرة. وما يزيد من الخطورة، هو أن المواقع الإلكترونية أنشأت لنفسها صفحات وحسابات تبث أخبارا غير مهنية، تستهدف أشخاصا وجماعات المجتمع ككل، بما فيها الأخبار التي تؤدي إلى مزيد من العنف والتحريض على الكراهية.
ويرى عبدوش، أن على الصحافيين التعامل مع الوسائط الاجتماعية بصورة مختلفة عن بقية النشطين فيها، من حيث استخدام المعلومات المتوافرة فيها والتحرّي والتدقيق، أو من حيث قيامهم بعملية النشر في حساباتهم وصفحاتهم الخاصة، معتبرا ذلك فرصة كبيرة للحصول على المعلومات من مصادر مسؤولة أو متواجدة في أماكن الأحداث أو لها صلة بها، كون معظم الشائعات، على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية، ليست عفوية بل تتم في غرف إعلامية أجندات ولعدم التدقيق تصل الى مستوى الكراهية والتحريض.
 في المقابل، وبحسب المتحدث، أصبحت ردّة الفعل أسرع من السابق، فنجد بيانات النفي والتصحيح على صفحات الأطراف المتضرّرة، وهذا أيضا يساهم في خلق وعي بضرورة العودة للمصدر الأساسي للتحقق من الخبر وهذا يجعلنا نفكر بضرورة استعادة المبادرة من الصحافة نفسها ولكن بالوسائل الحديثة وليس عبر الوسائل التقليدية،
والشائعات مصدرها غالباً ما يكون خارج حدود الوطن، وبعضها من أوكار أخرى هدفها الدائم هو زعزعة الثقة وبث روح الفرقة وإذكاء الخلاف عبر التأليب بشتى الوسائل في معظمها تأتي عبر الترويج لأخبار مختلفة لا أساس لها من الصحة.
كما أن الشائعة لا تعتمد على نقل الأخبار المغلوطة فقط، ولكن التعليق على الأخبار الصحيحة، بشكل يجافي الحقيقة، وهو شكل من أشكال نشر الأكاذيب، وهو ما يسمى بتلوين الخبر وتلويث المعلومة.
كما يجب تفعيل دور الصفحات والمواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية المختلفة -باعتبارها شكلاً من أشكال الإعلام - في مواجهة الشائعات، وعرض الحقائق المتعلقة بمختلف القضايا على المجتمع، الخارجي، أو الداخلي ويجب على وسائل الإعلام المعنية وضع استراتيجيات وخطط استباقية جاهزة ومعدة قادرة على التعامل مع الشائعات والقضاء عليها في مهدها.
نظرا لما تمثله الشائعات من خطر، فإن هناك ضرورة ملحة للتعامل الفاعل والسريع مع أي شائعة، ووقف انتشارها، وهذا يقتضي ملاحقة مروجيها.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024