سلوكات فردية وجماعية غير مقبولة بتيبازة

إنزال هائل للمواطنين إلى الساحات العمومية

تيبازة: علي ملزي

تشهد مختلف القضاءات والساحات العمومية بتيبازة ظاهرة استهتار ولامبالاة مبالغ فيها في ظلّ انتشار مثير ومقلق لفيروس كورونا بحيث تعمد مختلف فئات المجتمع الى عقد تجمعات بحجة اقتناء الحاجيات أحيانا ولكنّه بخلفية التحادث وكفى أحيانا أخرى دون أيّ اعتبار لفكرة التباعد الاجتماعي.
يكتشف الزائر للساحات العمومية وملحقاتها بكل من فوكة وبوسماعيل وحجوط والقليعة وغيرها توافد أعداد كبيرة من المواطنين على مدار اليوم بدء بفئة الشيوخ وكبار السن خلال الفترة الصباحية وانهاء بالمراهقين والتجار خلال الفترات المسائية، الا أنّ الذي لا يزال يشكّل لغزا محيرا ويثير القلق يكمن في عدم إكتراث هؤلاء بالاجراءات الواجب التقيّد بها حينما تقتضي الضرورة التواصل مع الآخر عن قرب، بحيث يختفي مفهوم التباعد تماما ولا يزال العديد من المواطنين لا يأبهون بتحذيرات المجتمع المدني ولا بتلك التي تكررها وسائل الاعلام يوميا لأسباب يقول عنها بعضهم بأنّها تبقى مقرونة بالقضاء والقدر متناسين بأنّ العقيدة التي تحمل في طياتها حيثيات الايمان بالقضاء والقدر هي نفسها تلك التي تهدف في أسمى مراميها الى حفظ النفس مع اعتبار درء المفسدة أولى من جلب المصلحة.
الا انّ المصيبة تصبح أكبر مما نتصور حينما تتحدى مجموعات من الشباب فترات الحجر الصحي التي تتزامن مع الفترات الليلية في غالب الأحيان، بحيث تعمد مجموعات من هؤلاء التجمع بعيدا عن البيت وعن الحي احيانا في حين تتسابق مجموعات أخرى بالطرقات مشيا على الأقدام وباستعمال الدراجات النارية أحيانا ولا تزال الظاهرة قائمة ومنتشرة بشكل فظيع بحواف المدن الكبرى بالرغم من مرور أكثر من شهرين على ولوج الوباء الى بلادنا، بحيث يمكن متابعة تصرفات الشباب الطائشة على مستوى الطريق السريع الرابط بين مزفران وشرشال مثلا اضافة الى العديد من الطرقات الأخرى، الأمر الذي يقتضي في كلّ مرّة تدخلا مباشرا من لدن أعوان الأمن لحسم الأمور وفرض إحترام الإجراءات المعمول بها.
وسواء تعلق الأمر بعدم قناعة المواطن بخطورة الوباء على صحة عائلته ككل أوبتحدي فئة من المجتمع لأسلاك الأمن فإنّ حقيقة الواقع تقتضي إجراءات ردعية أكثر قساوة مما هومعمول به حاليا، بالنظر الى إظطرا فرق من الشرطة لتفريق مجموعات تجار الخضر والزبائن مثلا بصفة دورية مع الالحاح على ضرور التقيّد بشروط التباعد الاجتماعي وتوخي الحذر من الاحتكاك الا أنّ الواقع لا بزال يشهد بأنّ خوف المواطن يتوقف عند قدوم فرق الشرطة وكفى ولا علاقة له بالخطر الداهم الذي يحمله فيروس كورونا وهي الظاهرة التي وقفنا عليها ميدانيا في العديد من مناطق شرق الولاية والتي شهدت على مدار شهرين انتشار القسط الأكبر من الاصابات، على عكس المنطقة الغربية من الولاية والتي شهدت احتراما معقولا لاجراءات الحجر مما اسفرعن محدودية عدد الاصابات بها وهي الاصابات التي حصلت عموما بفعل الاحتكاك مع أشخاص خارج الولاية في اطار العمل أوالزيارات الخاصة.

الشرطة والدرك: التركيز على التحسيس

شرعت مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني منذ الوهلة الأولى لتطبيق إجراءات الحجر الصحي بالولاية في تجسيد حملات تحسيس واسعة من منطلق كون تنفيذ تلك الاجراءات عن قناعة يبقى السبيل الأفضل لتحقيق المبتغى، الا أنّه بالرغم من تواصل عمليات التحسيس الى غاية الأسبوع الجاري فقد رفضت أعداد كبيرة من المواطنين التجاوب مع الأمر الواقع والانخراط في البرنامج الوطني الرامي الى التخلص من الوباء في فترة وجيزة، ويترجم ذلك على أرض الواقع الاحتكاك القائم بين الأفراد خلال مظاهر اقتناء المواد الاستهلاكية بكثرة كالحليب واللحم والحلويات والخبز والخضر وغيرها بحيث لا يهم المواطن حينها غير اقتناء حاجاته في كل الظروف وكل الحالات بعيدا عن ارهاصات نداءات التباعد والحذر.
وفي السياق فقد أقدمت قوات الشرطة والدرك على وضع العديد من المركبات بالمحشر مع فرض غرامات مالية على أصحابها بالتوازي مع التعامل مع الراجلين بقوة القانون وبلغت الاحصائيات المقدمة خلال الفترة الأخيرة حدودا لا تصدق الا أنّ الظاهرة لا تزال قائمة الى إشعار آخر، ومن آخر ما علمناه من مصالح الأمن تسجيل 1003 شخص مخالف لتدابير الوقاية وعدم الالتزام بحضر التجوال إضافة إلى وضع 56 مركبة بالمحشر بمعية 54 دراجة نارية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان لوحده، ولا تزال ذات المصالح مجندة للتنفيذ الصارم لتدابير الحجر المنزلي من خلال جملة من الدوريات الراجلة والمتحركة وعمليات اقتحام ومطاردة للمواقع المشبوهة التي يتجمع بها الشباب خلال فترات الحجر .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024