سيناريو مرعب ببلعباس

سياقة جنونية للشّباب

سيدي بلعباس: بيوض بلقاسم

تعرف ولاية سيدي بلعباس ارتفاعا مخيفا في حوادث المرور ممّا أدّى بالسّلطات المعنية إلى إطلاق حملات للتّحسيس بمخاطر السّرعة الجنونية، وإعطاء بعض النّصائح للسّائقين المتهوّرين الذين تسبّبوا في ارتفاع الحوادث والضّحايا، حيث بات السّيناريو المرعب يتكرّر بصفة يومية عبر مختلف الطّرقات ممّا ينذر بالخطر، فعلى الرّغم من الإجراءات الرّدعية التي تتّخذها الوحدات الأمنية الخاصة بالمرور من شرطة ودرك، والتّكثيف من الرّقابة ونشر رادارات لمراقبة السّرعة.
إلاّ أنّ الوضع زاد خطورة حسب ما تؤكّده الاحصائيات التي تنشرها المصالح المختصّة والتي كشفت في حصيلتها خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية ما لا يقل عن ٦٧ حادث مرور نتج عنه وفاة ٣ أشخاص وإصابة ٧٥ شخصا بجروح متفاوتة  الخطورة. وكإجراء ردعي للحدّ من هذه الحوادث أقدمت المصلحة على سحب ٩٣٣ رخصة سياقة تسبّب أصحابها في ارتكاب عدة مخالفات تستوجب السّحب الفوري لرخص السّياقة، بالإضافة إلى ذلك سجّلت المصلحة ما لا يقل عن ٤٣٤٥ مخالفة، كما تمّ وضع ١٠٩ مركبة في المحشر، وهي بالفعل إحصائيات وجب تحليلها قصد الوصول إلى حلول بغرض التّخفيف من وطأة حوادث المرور الرّهيبة التي تحصد الآلاف من الضّحايا سنويا وتخلّف معاقين مدى الحياة، الأمر الذي دفع ببعض الجمعيات إلى إطلاق حملة للتّحسيس والتّنبيه من تصاعد الخطر عبر الطّرقات لمجموعة من الأسباب نجد على رأسها القيادة الجنونية المسجّلة لدى الشباب خاصة، بالإضافة إلى عوامل أخرى كوضعية بعض الطّرقات منها حالة الاهتراء وانتشار الحفر وانعدام الإنارة. وكانت الحوادث الأليمة التي عرفتها طرقات المدينة في الآونة الأخيرة منها الحادث المأساوي الذي سجّلته ولاية سيدي بلعباس خلال شهر مارس، والذي تسبّب في انحراف حافلة لنقل المسافرين أدى لوفاة امرأة وجرح ٣٤ شخصا آخرا.
ويقول بوشويشة حمدان، سائق سيارة أجرة لـ “الشعب”، إنّه يخشى قدوم فصل الصيف لأنّه سيضطر للخروج في أوقات اشتداد الحرارة وحتى الإزدحام، وهو ما يسبّب له ضيقا شديدا، ناهيك عن الإزعاج الذي

 يسبّبه له باقي السائقين الذي يقودون المركبات بسرعة فائقة وجنونية، خاصة منهم من لا يملكون سيارات مكيّفة.أما زرقة محمد، وهو صاحب مدرسة سياقة فقال: “أكره فصل الصيف بسبب السياقة الجنونية لبعض الشباب، ولا أخرج إلا للضرورة، لأنّني أنا أيضا أكره السّياقة خلال فترات الحر”.وفي نفس السياق، باتت الحافلات تشكل مصدر خطر على المسافرين، والتي باتت تخلف ضحايا عبر مختلف الطرق، وهذا بانحراف تلك  الحافلات عن مسارها بسبب السرعة الفائقة. وخلال جولة استطلاعية لـ “الشعب”، اقتربنا من بعض المسافرين عبر المحطات فبيّنوا عدم رضاهم عن وسيلة ارتبطوا بها ارتباطا وثيقا بسبب ظروف العمل والتنقل، وأجمعوا على عدم احترام بعض الناقلين لمشاعر المسافرين، ووصل الأمر إلى حد استعمال الخشونة في التعامل، حتى إذا طالبوا بحقهم في التخفيف من السّرعة الفائقة. وأوضح لنا أحد الأشخاص بعين المكان أنّه لا يستعمل تلك المركبات إلا للضرورة القصوى بسبب الظروف الخطيرة والتي يطبعها سوء التّسيير، إلى جانب المغامرة بالمسافرين في كل لحظة بعد أن كانت الغاية الأولى للنّاقلين هي الربح على حساب المغامرة بسلامة المسافرين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024