في ظل غياب المرافق الثقافية والترفيهية:

شباب في مقاهي الأنترنت للتنفيس والبحث

الجزائر: سهام بوعموشة

أضحت ظاهرة ذهاب الشباب من مختلف الأعمار إلى  مقاهي الأنترنيت كما اصطلح عليها، تستقطب أعدادا كبيرة ، مما أدى إلى انتشارها بسرعة  وسط الأحياء وبالمدن الكبرى كونها تشغل وقت فراغهم في غياب المرافق الثقافية والترفيهية، وتبعدهم عن ولوج عالم الآفات الاجتماعية، حيث أن البعض يقصدها سواء من أجل اللعب كفئة الأطفال والمراهقين والبعض وخاصة الجامعيون من أجل تحضير بحوثهم أو إعداد مذكراتهم.
وفي هذا الصدد، اقتربنا من بعض الشباب القاطنين بمفتاح فزكي الذي يدرس بالمعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني بالصنوبر وحمزة الذي يدرس بجامعة البليدة تخصص رياضيات، أكدا أنّ ذهابهما لمقهى الأنترنيت هو بغرض علمي للبحث عن الوثائق التي تفيدهما في إعداد مذكرة التخرج.في حين أفاد الشاب أبو بكر في حديثه لـ«الشعب”، أن سبب ارتياده لمقهى الأنترنيت هو الدردشة مع أصحابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك والسكايب، كونها أسرع ولا تكلفه مثل حديثه مع أصدقائه عبر الهاتف. أما سعاد بوخالفة طالبة سنة رابعة بقسم التاريخ بجامعة الجزائر02، فقالت أنها تقصد مقاهي الانترنيت للاطلاع على الكتب المتعلقة بتخصصها لأن الأساتذة يكلفونهم بأعمال تطبيقية، وبحوث تتطلب الاستعانة بالمصادر والمراجع التي  يجدونها أحيانا مفقودة بالمكتبات الجامعية، أو لضيق الوقت أحيانا يضطرون لتحميلها من الأنترنيت باعتبارها أسهل طريقة عوض البحث في قائمة البيبليوغرافيا بالمكتبة.
وأضافت سعاد أنها أحيانا تستعمل الأنترنيت، لأشياء خاصة بها على حد تعبيرها في مجال الطبخ والخياطة، مشيرة إلى أنها تتوفر على هذه الوسيلة  في المنزل وتلجأ إلى مقهى الأنترنيت على مستوى الحي الجامعي في أيام الدراسة، وفي هذا السياق قالت محدثتنا أن وسيلة الأنترنيت بالنسبة لها فيها مزايا ومساوئ لمن يستخدمها في أمور خارجة عن نطاق البحث العلمي.
نفس الأمر أكده كريم عسكري بحاسي مسعود، قائلا أنه ينبغي مراقبة مواقع مقاهي الأنترنيت لأن الشباب يبقون فيها لساعات طويلة، كما أنه على الأولياء مسؤولية مراقبة أبنائهم لأن هذه الوسيلة بالرغم من فوائدها إلا أن خطرها كبير على ذهن وسلوك الطفل الذي لا يحسن استخدامها. وما يمكن قوله هو أنه في ظل غياب المرافق الترفيهية والرياضية ببعض البلديات تبقى مقاهي الأنترنيت هي السبيل الوحيد الذي يشغل وقت فراغ الشباب، وينفس عنهم ضغط الحياة اليومي. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024